تكريم بولانسكي في مهرجان زيوريخ ومنحه جائزة عن مشواره السينمائي

يعود المخرج العالمي رومان بولانسكي إلى مهرجان زيوريخ السينمائي ليستلم جائزة خاصة تكريما له على مشواره الفني، وذلك بعد عامين من إلقاء القبض عليه إثر وصوله إلى المدينة السويسرية بتهم ممارسة الجنس مع فتاة قاصر في الولايات المتحدة قبل أكثر من ثلاثة عقود.

فقد قال منظِّمو المهرجان إن المخرج البولندي الأصل، والبالغ من العمر 78 عاما، سوف يحضر احتفالا خاصَّا يتسلَّم خلاله الجائزة التي كان من المُفترض أن تُسلَّم له في عام 2009.

يُذكر أن "بولانسكي" كان قد هرب من الولايات المتحدة عام 1977 عقب إدانته بممارسة الجنس مع فتاة قاصر كانت تبلغ من العمر في حينها 13 عاما، ممَّا أدى لصدور حكم غيابي بحقِّه، وطلب تسليمه للسلطات، ليظل بذلك هاربا لما يزيد عن الثلاثين عاما.

وأثناء توجُّهه قبل عامين لحضور حفل تكريمه في مهرجان زيوريخ عام 2009، ألقت الشرطة السويسرية القبض عليه، وذلك بناء على وجود مذكَّرة توقيف أمريكية بحقِّه، وعلى اتفاقية تبادل تسليم المطلوبين للقضاء.

وقد دفعت تلك الحادثة العديد من فناني هوليوود والعالم للتضامن معه والمطالبة بالإفراج عنه، "نظراً لتقدُّمه بالسن ومرور سنوات طويلة على القضية، وتنازل صاحبتها عنها.

وأمضى بولانسكي بعدها 10 أشهر في السجن، وقيد الإقامة الجبرية في منزله، قبل أن تقرر السلطات السويسرية في الثاني عشر من شهر يوليو عدم ترحيله إلى الولايات المتحدة، حيث لا يزال مطلوباً للعدالة هناك، ورفع القيود المفروضة على تحركاته.

ومن المقرَّر أن يُنظَّم حفل لتكريم بولانسكي في السابع والعشرين من الشهر الجاري، حيث ستُقدَّم له جائزة خاصَّة لتكريمه على إبداعاته وإنجازاته خلال مسيرته السينمائية الغنية والطويلة.

وفي بيان مشترك لهما، قال مديرا مهرجان زيوريخ السينمائي، كاري سبويري وشيلدنيخت: "نحن فخوران على نحو خاص بالترحيب برومان بولانسكي هذا العام لاستلام جائزته".

وأضاف البيان: "كنَّا على الدوام معجبين كبيرين بأعماله، ونحن مسروران بأننا سوف نتمكََّن قريبا من التعبير له عن هذا شخصيا".

يُشار إلى أن مهرجان زيوريخ السينمائي سوف يُقام بين الثاني والعشرين من الشهر الجاري والثاني من الشهر المقبل، هذا ولم يزر بولانسكي الولايات المتحدة منذ هروبه منها، كما تجنب إخراج أفلام سينمائية هناك أو حضور أي حفل.

كما لم يقم بولانسكي بزيارة بريطانيا أيضا طوال تلك الفترة، وذلك تحسبا لاعتقاله وترحيله إلى أمريكا بموجب معاهدة موقَّعة بين لندن وواشنطن بخصوص تبادل الأشخاص الصادرة بحقِّهم أحكام قضائية.

وكان بولانسكي يواجه في الأصل ست تهم، بما فيها الاغتصاب واللواط، في إطار قضية عام 1977 في الولايات المتحدة.

لم يزر بولانسكي الولايات المتحدة منذ هروبه منها في عام 1977 وفي عام 1978، أُدين بتهمة ممارسة الجنس بشكل غير قانوني، وأمضى فترة حكم بالسجن لمدة 42 يوما داخل الولايات المتحدة. لكنه فرَّ من البلاد إثر تناهي شائعات إلى سمعه مفادها أن القاضي كان بصدد إعادة محاكمته بغرض إصدار حكم بالسجن أطول بحقِّه، وعندما حصل فيلمه "عازف البيانو" في عام 2003 على جائزة الأوسكار، قام الممثل هاريسون فورد باستلام الجائزة نيابة عنه.

وكان فورد قد قام بدور البطولة في فيلم بولانسكي المسمَّى "فرانتك عام 1988.

وكان فيلم "الكاتب الشبح" (Ghost Writer) لبولانسكي قد حصد سبع جوائز في مهرجان الفيلم الأوروبي الذي أُقيم في طالين عاصمة أستونيا أواخر العام الماضي، ومن بينها جوائز أفضل فيلم ومخرج وممثل وكاتب سيناريو.

وقد حضر بولانسكي في وقت سابق من العام الحالي مهرجانا سينمائيا في فرنسا لاستلام جائزة أفضل مخرج عن الفيلم المذكور.