بدأت مجموعات من الجماهير اليمنية فى التوافد على العاصمة "صنعاء" لتنظيم مظاهرات تأييد للرئيس اليمنى علي عبد الله صالح والنظام الحاكم، ومجموعات أخرى لتنظيم مظاهرات احتجاجية مناهضة للنظام، تطالب بإسقاطه ومحاكمة رموزه. أكد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الخميس انه لن يتخلى عن السلطة إن أتيح لشركائه السابقين الذين انشقوا عنه المشاركة في انتخابات، محذرا من أن ذلك سيقود إلى حرب أهلية.
ومن المقرر أن يتم تنظيم المظاهرات المؤيدة للنظام الحاكم تحت شعار "جمعة الحوار الاحتكام لصناديق الاقتراع" عقب صلاة الجمعة بساحة السبعين أكبر ساحات العاصمة صنعاء، وذلك بالتزامن مع مظاهرات مماثلة بمدن المحافظات اليمنية، حيث يؤكد المتظاهرون تمسكهم بالحوار والاحتكام لصناديق الاقتراع، ورفض الفوضى والعنف ومحاولات الانقلاب والوصول إلى السلطة بغير طريق الديمقراطية والانتخابات.
كما تؤكد هذه الجماهير وقوفها وتأييدها للشرعية الدستورية ممثلة فى الرئيس علي عبدالله صالح، واستعدادها لمواجهة كل من يحاولون المساس بوحدة وأمن واستقرار البلاد، ومحاولات الزج بها فى فوضى العنف وأتون الحرب الأهلية.
فى المقابل، تنظم الجماهير اليمنية المناهضة للنظام الحاكم باليمن مظاهرات احتجاجية ومسيرات ومهرجانات خطابية تبدأ فعالياتها عقب صلاة الجمعة، فى شارع الستين أكبر شوارع العاصمة اليمنية، وذلك بالتزامن مع مظاهرات احتجاجية مماثلة فى 17 محافظة يمنية على مستوى الجمهورية.
ويتم تنظيم هذه المظاهرات تحت شعار (جمعة النصر لشامنا ويمننا)، وذلك وفقا لبيان أصدرته ما بات يعرف باسم اللجنة التنظيمية لثورة الشباب السلمية باليمن، ووزع الليلة الماضية فى ساحة الاعتصام الرئيسية أمام جامعة صنعاء وسط العاصمة اليمنية، وقد جاء شعار هذه الجمعة مأخوذا عن الحديث النبوى الشريف ونصه.
من جانب آخر أكد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الخميس انه لن يتخلى عن السلطة إن أتيح لشركائه السابقين الذين انشقوا عنه المشاركة في انتخابات، محذرا من أن ذلك سيقود إلى حرب أهلية.
وقال صالح في مقابلة أجرتها معه مجلة تايم وصحيفة واشنطن بوست إن الخطة التي قدمتها دول الخليج لنقل السلطة بشكل سلمي تنص على إزالة "كل العناصر" التي تثير توترا في اليمن وحذر من نشوب حرب أهلية في حال لم يتم ذلك.
وكان الرئيس اليمني يشير بكلامه هذا الى اللواء محسن الاحمر الذي انشق عن الجيش اليمني وانضم الى حركة الاحتجاج والى قبيلة الأحمر الواسعة النفوذ (ليست على علاقة باللواء المنشق).
وقال صالح في أول مقابلة تجري معه منذ عودته بشكل مفاجئ الجمعة إلى صنعاء بعد غياب استمر ثلاثة أشهر في الرياض لتلقي العلاج اثر هجوم استهدف قصره، انه يرفض التخلي عن السلطة ان احتفظ اللواء الاحمر وقبيلة الاحمر بنفوذهما.
واكد انه "اذا تخلينا عن السلطة وهم ما زالوا هنا، فهذا سيعني أننا تنازلنا امام انقلاب".
وتابع "اذا نقلنا السلطة وهم ما زالوا في مواقعهم يحتفظون بسلطة القرار، فسيكون الامر في غاية الخطورة وسيقود الى حرب اهلية".
وذكرت تايم وواشنطن بوست ان صالح يحمل "ندبات عميقة" على وجهه ويعاني من صعوبة في السمع وكان يضع قفازين خاصين بالمصابين بحروق. ولم تنشرا سوى صورة التقطت للزعيم عن بعد بدون ان تظهر اي صورة له عن مسافة قريبة.
وقال صالح ان اللواء محسن وآل الاحمر وكذلك المعارضة قد يكونوا لعبوا دورا في محاولة اغتياله.
وسئل عن القمع الدموي للمتظاهرين الذين يطالبون برحيلة منذ يناير، فاتهم صالح اللواء الاحمر وآل الاحمر وقال "انهم يقتلون متظاهرين من الخلف ليتهموا بعدها الدولة".
واضاف صالح الحاكم منذ 33 عاما "لا نريد ان تطول الازمة. نريد اخراج هذا البلد من الازمة" معتبرا ان انتقال السلطة سيتم "عاجلا ام اجلا".
ودارت اشتباكات عنيفة الخميس بين الحرس الجمهوري الموالي للرئيس اليمني وقوات الجيش المنشقة في شمال صنعاء فيما قتل اثنان من المسلحين الموالين لآل الاحمر الذين شاركوا في جانب من الاشتباكات. وبلغت حصيلة القتلى جراء المواجهات اكثر من 170 قتيلا منذ اسبوع.
وقد وضعت دول الخليج القلقة من استمرار الازمة في اليمن منذ يناير، خطة تتضمن مشاركة المعارضة في حكومة مصالحة وطنية مقابل تخلي الرئيس عن الحكم لنائبه على ان يستقيل بعد شهر من ذلك مقابل منحه حصانة وتنظيم انتخابات رئاسية خلال مدة شهرين وقد رفض صالح مرارا التوقيع على الاتفاق .
غير انه جدد في المقابلة التزامه بخطة مجلس التعاون الخليجي نافيا ان يكون يسعى للتمسك بالسلطة والقى المسؤولية في التاجيل على عاتق المعارضة التي اتهمها بالتصلب.
وقال "انه سوء تفاهم. اننا على استعداد لتوقيع (المبادرة) خلال الساعات والايام المقبلة" في حال التوصل الى اتفاق مع احزاب اللقاء المشترك.