شهد الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى جملة من الاستقالات عقب توقيع عضو مجلس الأمناء بالحزب، محمد أبوالغار، على البيان الصادر عن اجتماع المجلس العسكرى والأحزاب السياسية، رغم تسجيل تحفظه على التأييد المطلق للمجلس، وهو ما دفع أبوالغار لتوجيه رسالة إلى الأعضاء أمس الأول. ومن أهم الاستقالات التى شهدها الحزب أمس الأول استقالة الكاتب الصحفى هانى شكر الله العضو المؤسس بالحزب وعضو لجنة تسيير الأعمال، ورائد سلامة من الأعضاء المؤسسين، وعضو لجنة تسيير الأعمال.
«استقلت اليوم آسفا من الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى فلم أعش إلى هذه السن حتى أقبل بالتوقيع على قانون الطوارئ»، هذه الكلمات المقتضبة كتبها شكرالله عبر حسابه على موقع «تويتر» موضحا أسباب استقالته، وفى الوقت نفسه شدد على أن الاستقالة لا تهدف للنيل من شخص أبوالغار.
وقال شكرا الله ل«الشروق»: «لا أتخيل نفسى ولو وضعوا حولى حبل المشنقة أوقع بالموافقة على الطوارئ ولا يمكننى التخلى عن أهم مبادئ».
وأكد شكرالله أن الاستقالة قرار نهائى ولا يمكنه العودة للحزب مرة أخرى، رغم إيمانه بأنه من أهم الأحزاب الحالية على الساحة، مؤكدا أنه لم يفكر حتى الآن فى الانضمام لأى من الأحزاب الأخرى.
وكان شكرالله بعث برسالة للحزب يوضح فيها أسباب رفضه للبيان قال فيها «ليس هناك جديد فيما يتعلق بدعوى عدم تطبيق الطوارئ إلا فى حالات خاصة، مبارك ظل يقسم بأغلظ الأيمان طوال 30 عاما بأن الطوارئ تطبق فقط على الإرهاب، والمجلس يقسم منذ البداية أنه لن يطبق الطوارئ إلا ضد البلطجة، الثورة قامت فى مواجهة حالة الطوارئ الدائمة التى تحول جهاز الأمن الداخلى فى ظلها إلى مليشيا مسلحة لا يحدها شرع ولا قانون».
وفيما يخص الجدول الزمنى للانتخابات الرئاسية قال شكرالله: «أرجو ألا يحاول أحد أن يبيع لنا الوثيقة بدعوى أنها فرضت على العسكر الرحيل.. فضلا عن أن ذلك الجدول يبقى المجلس فى إدارة البلاد حتى بدايات 2013 على أقل تقدير».
وكشفت مصادر بالحزب أن رائد سلامة تقدم باستقالته عقب انتهاء الاجتماع الذى عقده أبوالغار مع أعضاء لجنة تسيير الأعمال مساء الأحد، وقال المصدر إن القرار الصادر عن الاجتماع بالتوقيع مع إبداء التحفظ على مادة تأييد المجلس صدر من خلال التصويت، ولكن فى ظل غياب عدد كبير من الأعضاء حيث حضر 34 عضوا من بين 64، كما أن من بين الملاحظات التى يبديها المعارضون للتوقيع أن الحزب ليس لديه هيئة عليا منتخبة لتنفرد باتخاذ القرار.
ويبدو أن استقالة سلامة وشكرالله أدت لردود أفعال قوية بالحزب حتى أن أبوالغار وجه رسالة لأعضاء الحزب عبر صفحته على موقع «فيس بوك»، وقال عن سلامة «سأدعوه إلى لقاء خاص لعلى أستطيع أن أقنعه بسحب الاستقالة» أما هانى شكرالله، الذى وصفه بالمناضل القديم فقال عنه «لنا كلام آخر معه لأنه منا ونحن منه»، وأضاف «عقبال المشاكل القادمة، لأن السياسة كده».
وحاول أبوالغار توضيح بعض النقاط مذكرا أعضاء الحزب بأنه زميلهم فى الكفاح ضد الظلم، وقال: «الواقع أن المشكلة الحقيقية هى أنه بعد الثورات يحكم الثوار ويقررون خريطة الطريق، ولكن الأمر فى مصر اختلف، بالإضافة إلى أن الثوار أصبحوا فرقاء غير متحدين إلى جناحين أو أكثر، والأمر الثالث هو حقيقة لا نريد جميعا أن نراها ونحاول أن نتناساها وهى أن شعبية الثورة والثوار قد انخفضت بين الجماهير على جميع المستويات الاقتصادية والثقافية لأسباب مختلفة».
وأضاف أبوالغار «نحن فى موقف نحاول فيه تجميع كل القوى التى تنادى بالدولة المدنية بغض النظر عن التوجه الاجتماعى، نقف فى وجه التيارات الظلامية، نتفاوض ونتصارع مع المجلس العسكرى الحاكم للحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب»، كما كتب: «أدعوكم لقراءة بيان الحزب بدقة لتجدوا أن النقاط الإيجابية كثيرة ولنعرف جميعا أن قوتنا محدودة وبقدر قوتنا يمكن أن نحصل على أكثر»
وأشار أبوالغار إلى أن الاجتماع الأخير مع المجلس العسكرى خرج ببعض النقاط الإيجابية باستثناء الغموض الخاص بإنهاء الطوارئ ومحاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية و«نقطة أخيرة لم تعرض علينا وهى تأييد المجلس العسكرى بصفة مطلقة».
وأوضح أبوالغار أنه ذهب صباح أمس إلى المجلس العسكرى وأعلن عدم موافقته على الفقرة الخاصة بالتأييد وكتابته عبارة «إننى أثق فى القوات المسلحة ولكننى قد أتفق وقد لا أتفق مع المجلس العسكرى فى قراراته»، وأخذ صورة من الأصل الذى وقع عليه.
وأشار إلى أن المجلس العسكرى أكد له أن الأمور الخاصة بالمحاكم العسكرية وقانون الطوارئ، سوف يصدر بهما مرسوم خلال أسبوع يوضحهما بدقة.