كان قرار النجم الأرجنتينى دييجو مارادونا ، المدير الفنى لفريق ال"تانجو" ، أخيراً بإعادة نجمه "العجوز" خوان سباستيان فيرون إلى تشكيلة المنتخب مفاجئا لكثير من المتابعين ، خاصة بعد أن أوشك لاعب استوديانتيس الأرجنتينى على بلوغ عامه الرابع والثلاثين ، ما يعنى أن أيامه في الملاعب قاربت على الانتهاء. غير أنه مادام القرار قرار مارادونا ، فمن الواجب الوثوق به ، حيث بدا واضحا أن النجم "الأسطورة" يبحث عن قائد لمجموعة الموهوبين الجدد في المنتخب ، أو بالأحرى يبحث عن لاعب بعقلية "مدرب" داخل وسط الملعب ، وهو ما جعله يختار فيرون ، فبدا القرار أشبه بالجندى المخضرم الذى يتم استدعاؤه إلى الخدمة بعد سنوات من الراحة! وبهذه المناسبة ، كان للاتحاد الدولى لكرة القدم "الفيفا" هذا الحوار عبر موقعه الرسمى مع فيرون الذى مازال يعشق كرة القدم ويمارسها بإتقان وجهد كما لو كان صبيا فى العشرين من عمره. الفيفا: عند بداية مشوارك مع اللعبة، هل كنت تركز على أن تكون لاعبا محوريا فى وسط الملعب، أم أنك كنت تفضل اللعب فى مركز آخر؟ فيرون "ضاحكا": عندما بدأت أمارس كرة القدم كنت ألعب فى خط الجهوم، وبعد فترة انتقلت إلى اللعب كمدافع، وعندما كبرت قليلا أصبحت لاعبا فى خط الوسط، فقد لعبت فى معظم الخطوط وأنا سعيد بذلك! الفيفا: تنقلت بين عدة أندية، وبالتالى فقد لعبت فى أكثر من بطولة، ومنها الدورى الإيطالى والدورى الإنجليزى، وبالطبع الدورى الأرجنتينى، أيها أفضل دورى بالنسبة لك؟ فيرون: أنا أجد الدورى الإيطالى أفضل وأكثر متعة، فعندما كنت ألعب مع سامدوريا وبارما ولاتسيو اكتسبت الكثير من المهارات والخبرات، وهناك الكثير من الناس يرون أن الدورى الانجليزى مثير أكثر، ولديهم كل الحق، فهو فعلا دورى مثير، ولكننى أظل أفضل ال«كالتشو». الفيفا: أى من الأندية التى لعبت فيها شعرت بقوة وتحد كبير وأنت ترتدى قميصه؟ فيرون: إستوديانتيس، فمنذ أن كنت صغيرا وأنا من أشد المعجبين بهذا الفريق، وعندما كنت ألعب هنا قبل أن احترف فى أوروبا كنت أتعامل مع كل مباراة على أنها تحد لتحقيق انتصار لفريقى المفضل، وأيضا كان ينتابنى نفس الشعور عندما كنت ألعب مباريات ال«دربى» مع لاتسيو أمام إيه.إس.روما الإيطالى. الفيفا: الكثير من الناس يعتقدون أن لاعبى أمريكا الجنوبية لا يتكيفون مع الحياة فى انجلترا وأجواء الدورى الانجليزى، ما رأيك فى هذا وأنت لعبت لاثنين من أكبر الأندية الانجليزية، وهما مانشستر يونايتد وتشيلسى؟ فيرون: أنا لا أعتقد أن وجهة النظر هذه صحيحة، فاللعب فى انجلترا ممتع ويمكن التكيف معه بسرعة، وأكبر دليل على ذلك انخراط كارلوس تيفيز مهاجم مانشستر يونايتد فى الأجواء الانجليزية سريعا. الفيفا: لماذا لم تفكر فى اللعب فى إسبانيا؟ فيرون: تمنيت كثيرا أن ألعب مع برشلونة أو ريال مدريد، ولكن لم تسمح لى أى فرصة بخوض هذه التجربة. الفيفا: هل تعتقد أن مشوار منتخب الأرجنتين نحو التأهل إلى كأس العالم بات أكثر شراسة وصعوبة عن ذى قبل؟ فيرون: بكل تأكيد، انظر إلى منافسى الأرجنتين، مثل فنزويلا والمكسيك، لقد أصبح لديهم العديد من اللاعبين المحترفين فى أوروبا، ما أضاف بشكل كبير إلى خبراتهم ومهاراتهم فى الملعب، وجعلهم خصوما أكثر صعوبة عما كانوا عليه فى السابق. الفيفا: فى رأيك أيهما أفضل، أن تلعب بجوار الأسطورة الأرجنتينية دييجو مارادونا، أم أن تكون لاعبا تحت قيادته الفنية كمدرب؟ فيرون: سواء كنت لاعبا معه فى المنتخب أو تحت قيادته الفنية فهذا شرف كبير أن تكون فقط بجوار مارادونا العظيم. الفيفا: هل ترى أن الأرجنتين كانت تستحق الفوز بكأس العالم 1998 و2002؟ فيرون: صعب أن أقول إننا كنا نستحقها عام 1998، وكذلك فى 2002 فقد قدمنا أفضل ما عندنا، ولكننا لم نكن موفقين. الفيفا: ما رأيك فى أن البعض يحملك مسئولية خروج الأرجنتين من كأس العالم 2002؟ فيرون: لا تعليق، فقد قدمت كل ما عندى فى المباريات. الفيفا: هل حققت كل أحلامك مع كرة القدم؟ فيرون: أعتقد أننى حققت كل ما حلمت به. الفيفا: أنت من محبى الثائر إيرنيستو تشى جيفارا، فهل سبب لك هذا مشكلات فى إيطاليا خاصة من مشجعى لاتسيو؟ فيرون: فعلا، فلم تكن البداية مع جمهور لاتسيو جيدة، ونصحنى كثيرون أن أزيل ال«تاتو» المرسوم على كتفى لجيفارا، ولكن عندما فزت بإحدى البطولات مع لاتسيو نزل أحد المشجعين إلى غرفة خلع الملابس، وقام بتقبيل صورة جيفارا على كتفى! الفيفا: هل ترى أنك صنعت تاريخا لنفسك ولكرة القدم؟ فيرون: كلمة تاريخ كلمة كبيرة جدا، ولم أفكر فيها من قبل، قد أكون صنعت تاريخا جيدا لنفسى، ولكن لكرة القدم، بكل تأكيد لا أعرف!