نشأ فى تكساس، بلد رعاة البقر المعروف عنهم عدوانيتهم وميلهم لاستخدام السلاح، وبالفعل تحولت الولاياتالمتحدة فى عهده إلى راعى بقر عالمى، حيث شنت حربين، هما الأكثر كلفة مادية وبشرية فى التاريخ، دفع ثمنهما المسلمون والعرب. إنه جورج دبليو بوش الابن، أكثر الرؤساء الأمريكيين تطرفا سياسيا ودينيا، والذى أعلن «حربا صليبية» ضد ما وصفه ب«التطرف الإسلامى». تولى بوش، السياسى الجمهورى، المولود عام 1946، الحكم فى العشرين من يناير 2001 بعد انتخابات فاز فيها بشق الأنفس على منافسه الديمقراطى آل جور، وثار حول هذه الانتخابات جدل كبير. ولم تمر تسعة أشهر على حكمه حتى تعرضت الولاياتالمتحدة لأكبر هجوم فى تاريخها، حيث اختطف تنظيم القاعدة أربع طائرات ركاب استخدم ثلاث منها فى تدمير مبان فى مدينتى نيويوركوواشنطن يوم 11 سبتمبر 2001، مما أودى بحياة نحو ثلاثة آلاف شخص بينهم عرب ومسلمون. وعندها أعلن بوش ما سماه «الحرب ضد الإرهاب» ليكون عنوانا لحرب شرسة فى أكتوبر 2001 على أفغانستان، التى كانت تحكمها حينها حركة طالبان المتشددة، وتوفر مأوى لتنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن. وفى مارس 2003 شن بوش حربا أخرى ضد العراق، بدعوى امتلاكه أسلحة دمار شامل، وعلاقة رئيس صدام حسين بالقاعدة، وثبت لاحقا زيف هذين الادعاءين. وأدت حرب بوش على «الإرهاب» إلى مقتل حوالى 200 ألف شخص. وفيما فشل فى اعتقال أو قتل بن لادن توسع التنظيم بشكل كبير. ولم تمنع الحرب على الإرهاب وقوع هجمات إرهابية فى مدريد ولندن. وقد سعى طاقمه المحافظ إلى فرض الديمقراطية بنهجها الأمريكى على العالم الإسلامى بالقوة، وتغيير مناهج التعليم الدينية لتصبح أكثر مهادنة للفكر الغربى. ولم ينه بوش أيا من حروبه، التى أوقعت واشنطن فى مستنقعين مريرين بأفغانستان والعراق، ليرحل بوش عن البيت الأبيض فى 20 يناير 2009 بعدما حط من صورة بلاده فى العالم، وقدمها على أنها «عدو الإسلام والمسلمين».