نخبة الإعلام والعلاقات العامة يجتمعون لمستقبل ذكي للمهنة    45 دقيقة متوسط تأخيرات قطارات «طنطا - دمياط».. الأربعاء 31 ديسمبر    أحمد هاشم يكتب: تحالف الشياطين في الصومال    أوكرانيا: هجوم روسي بطائرات مسيرة على أوديسا يصيب أطفالا ومدنيين    موسكو: الاتحاد الأوروبي سيضطر لمراجعة نهجه في العقوبات ضد روسيا    وزارة الشباب والرياضة تحقق أهداف رؤية مصر 2030 بالقوافل التعليمية المجانية    بسبب القواعد الجديدة، "أطباء بلا حدود" تترقب اليوم قرارا إسرائيليا بوقف عملها في غزة    الاختبارات الإلكترونية لبرنامج الدبلوماسية الشبابية تجذب آلاف الشباب المصري    وخلق الله بريجيت باردو    محكمة تونسية تؤيد حكم سجن النائبة عبير موسى عامين    وزارة الرياضة تواصل نجاح تجربة التصويت الإلكتروني في الأندية الرياضية    بداية تحول حقيقي، تقرير صادم عن سعر الذهب والفضة عام 2026    ولفرهامبتون يحصد النقطة الثالثة من أرض مانشستر يونايتد    مصرع طفل دهسه قطار الفيوم الواسطي أثناء عبوره مزلقان قرية العامرية    طقس رأس السنة.. «الأرصاد» تحذر من هذه الظواهر    ذخيرة حية وإنزال برمائي.. الصين توسع مناوراتها حول تايوان    رئيس جامعة قنا يوضح أسباب حصر استقبال الحالات العادية في 3 أيام بالمستشفى الجامعي    د.حماد عبدالله يكتب: نافذة على الضمير !!    "25يناير."كابوس السيسي الذي لا ينتهي .. طروحات عن معادلة للتغيير و إعلان مبادئ "الثوري المصري" يستبق ذكرى الثورة    «قاطعوهم يرحمكم الله».. رئيس تحرير اليوم السابع يدعو لتوسيع مقاطعة «شياطين السوشيال ميديا»    خالد الصاوي: لا يمكن أن أحكم على فيلم الست ولكن ثقتي كبيرة فيهم    نتائج الجولة 19 من الدوري الإنجليزي الممتاز.. تعادلات مثيرة وسقوط مفاجئ    تموين القاهرة: نتبنى مبادرات لتوفير منتجات عالية الجودة بأسعار مخفضة    استشهاد فلسطيني إثر إطلاق الاحتلال الإسرائيلي الرصاص على مركبة جنوب نابلس    الأمم المتحدة تحذر من أن أفغانستان ستظل من أكبر الأزمات الإنسانية خلال 2026    قيس سعيّد يمدد حالة الطوارئ في تونس حتى نهاية يناير 2026    التنمية المحلية: تقليص إجراءات طلبات التصالح من 15 إلى 8 خطوات    "البوابة نيوز" ينضم لمبادرة الشركة المتحدة لوقف تغطية مناسبات من يطلق عليهم مشاهير السوشيال ميديا والتيك توكرز    من موقع الحادث.. هنا عند ترعة المريوطية بدأت الحكاية وانتهت ببطولة    دعم صحفي واسع لمبادرة المتحدة بوقف تغطية مشاهير السوشيال ميديا والتيك توك    المحامى محمد رشوان: هناك بصيص أمل فى قضية رمضان صبحى    مصدر بالزمالك: سداد مستحقات اللاعبين أولوية وليس فتح القيد    شادي محمد: توروب رفض التعاقد مع حامد حمدان    رضوى الشربيني عن قرار المتحدة بمقاطعة مشاهير اللايفات: انتصار للمجتهدين ضد صناع الضجيج    طرح البرومو الأول للدراما الكورية "In Our Radiant Season" (فيديو)    الخميس.. صالون فضاءات أم الدنيا يناقش «دوائر التيه» للشاعر محمد سلامة زهر    لهذا السبب... إلهام الفضالة تتصدر تريند جوجل    ظهور نادر يحسم الشائعات... دي كابريو وفيتوريا في مشهد حب علني بلوس أنجلوس    بسبب الفكة، هل يتم زيادة أسعار تذاكر المترو؟ رئيس الهيئة يجيب (فيديو)    د هاني أبو العلا يكتب: .. وهل المرجو من البعثات العلمية هو تعلم التوقيع بالانجليزية    حلويات منزلية بسيطة بدون مجهود تناسب احتفالات رأس السنة    الحالة «ج» للتأمين توفيق: تواجد ميدانى للقيادات ومتابعة تنفيذ الخطط الأمنية    ملامح الثورة الصحية فى 2026    هل تبطل الصلاة بسبب خطأ فى تشكيل القرآن؟ الشيخ عويضة عثمان يجيب    هل يجب خلع الساعة والخاتم أثناء الوضوء؟.. أمين الفتوى يجيب    جامعة عين شمس تستضيف لجنة منبثقة من قطاع طب الأسنان بالمجلس الأعلى للجامعات    خالد الجندى: القبر محطة من محطات ما بعد الحياة الدنيا    خالد الجندي: القبر مرحلة في الطريق لا نهاية الرحلة    حقيقة تبكير صرف معاشات يناير 2026 بسبب إجازة البنوك    الأهلي يواجه المقاولون العرب.. معركة حاسمة في كأس عاصمة مصر    السيطرة على انفجار خط المياه بطريق النصر بمدينة الشهداء فى المنوفية    أمين البحوث الإسلامية يتفقّد منطقة الوعظ ولجنة الفتوى والمعرض الدائم للكتاب بالمنوفية    رئيس جامعة العريش يتابع سير امتحانات الفصل الدراسي الأول بمختلف الكليات    الصحة: تقديم 22.8 مليون خدمة طبية بالشرقية وإقامة وتطوير المنشآت بأكثر من ملياري جنيه خلال 2025    الزراعة: تحصين 1.35 مليون طائر خلال نوفمبر.. ورفع جاهزية القطعان مع بداية الشتاء    معهد الأورام يستقبل وفدا من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لدعم المرضى    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30-12-2025 في محافظة الأقصر    نسور قرطاج أمام اختبار لا يقبل الخطأ.. تفاصيل مواجهة تونس وتنزانيا الحاسمة في كأس أمم إفريقيا 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



w" فيلم امريكى لثمان سنوات عجاف بالبيت الابيض
نشر في أخبار مصر يوم 16 - 10 - 2008

إنها قصة شخص عادي غير موهوب كثيرا يصبح رئيسا لاول قوة عالمية، هكذا يلخص المخرج اوليفر ستون قصة فيلمه "دبليو" الذي يروي حياة الرئيس الحالي للولايات المتحدة جورج بوش والذي تبدأ عروضه في الصالات الاميركية في 17 من اكتوبر قبل ثلاثة اسابيع من موعد الانتخابات الرئاسية.
وما شكل مفاجأة كبرى هو ان المخرج الفرنسي الاميركي المعروف بافكاره اليسارية لم يوجه اتهامات قوية للرئيس جورج بوش او ادارته لكنه يعرض امام الجمهور كوميديا رقيقة نسبيا.
وفي فيلمه المنتظر منذ فترة طويلة "دبليو" يعود اوليفر ستون الى حقبة شباب بوش المتحدر من عائلة عريقة وابن الرئيس (جورج بوش الذي كان في البيت الابيض بين 1989 و 1993) ويجسد هذا الدور بواقعية شديدة على الشاشة الكبرى الممثل الاميركي جوش برولين فيما تلعب اليزابيت بانكس دور السيدة الاولى لورا بوش.
والشاب جورج دبليو بوش الذي كان يعشق الفتيات الجميلات ويحب السهر والكحول، كان يهتم بشكل بعيد جدا بالسياسة ثم اختار لنفسه صورة رجل من تكساس، هذه الولاية الجنوبية التي تولى منصب حاكمها لست سنوات قبل ان ينتخب لولايتين رئيسيتين.
وبعدما ركز على منصب القائد الاعلى للقوات المسلحة بعد اعتداءات 11 من سبتمبر 2001 للاطاحة بنظام طالبان في افغانستان واجتياح العراق في مارس 2003، اصبح الرئيس الثالث والاربعين للولايات المتحدة الحالي الرئيس الاكثر عرضة للانتقاد في تاريخ البلاد والذي تراجع معدل شعبيته الى مستويات كارثية بعد ثمانية اعوام امضاها في البيت الابيض.
ويتساءل المخرج "كيف تمكن هذا الشخص من ان يصبح رئيسا". ويضيف "انه امر لا يصدق، انه رجل عادي لا يعرف حتى كيف يتكلم، انه يتلعثم"، موضحا "انها قصة عجيبة".
والفيلم الذي صور بموازنة محدودة جدا لم يتلق اي تمويل من هوليوود وكان على وشك الا يرى النور.ويبدأ عروضه في فرنسا في 29 من اكتوبر.
وقال اوليفر ستون "كل الاستديوهات رفضت تمويل الفيلم. ستتفاجأون حين تعلمون عدد الناس في مجال صناعة السينما الذين يرفضون ربط اسمائهم بمشروع سياسي". والفيلم الذي صور في شريفبورت في لويزيانا (جنوب) "كاد الا ينجز" كما اضاف.
وكان اوليفر ستون قال في مايو الماضى "انني اتعاطف مع بوش من وجهة نظر انسانية" مضيفا "ان 50 مليون شخص صوتوا له مرتين، انه سياسي موهوب اكثر من والده".
وسبق ان عمل اوليفر ستون (62 عاما) على نقل احداث بارزة او دموية في التاريخ الاميركي مثل حرب فيتنام في فيلمه "بلاتون" او اغتيال الرئيس جون كينيدي في فيلمه "جاي اف كي" او استقالة الرئيس ريتشارد نيكسون في فيلم "نيكسون" او حتى اعتداءات 11 من سبتمبر في "وولد تريد سنتر".
ونال ثلاث جوائز اوسكار: افضل سيناريو عن "ميدنايت اكسبرس" عام 1979 وافضل مخرج عامي 1987 و 1990 عن "بلاتوون" و"بورن اون ذي فورث اوف جولاي" (مولود في الرابع من يوليو).
لكن بطل فيلمه الاخير جورج بوش يقول عن نفسه رغم كل شيء "انني من نوع الاشخاص الذي يفعل ما يفكر به".
توقيت حرج للفيلم
-----------------
المحللون رأوا ان الفيلم سيكون "مثيرا للجدل" وذلك بالنظر الى ميول المخرج الليبرالية الذى قرر ان يبدأ عرضه الذي يحمل عنوان (دبليو) في دور العرض الامريكية قبل ان يبدأ الامريكيون اختيار رئيسهم التالي بثلاثة اسابيع وهو تحرك محسوب يهدف الى دفع الناخبين الى التفكير في السنوات الثماني الماضية والمستقبل.
والفليم هو مزيج من الدراما والهجاء غير ان مخرج افلام مثل (جون كيندي) و (نيكسون) يجادل بانه لا يفتري على بوش وهو ما يتفق عليه النقاد حتى الان مما عزز التوقعات بأن ان يكون الحكم النهائي في 17 اكتوبر واحدا من اكثر افلام هذا الخريف اثارة.
ستون من جانبه قال "مهما كان من سيفوز بالانتخابات الحالية فان تأثير بوش غير العالم. هذا الرجل يتركنا بثلاث حروب في العراق وافغانستان والحرب على الارهاب ويتركنا بتراث الضربة الاستباقية."
واضاف "هذا ميراث سيلاحق خلفه على مدى سنوات. من الطيب بالنسبة للناس قبل الانتخابات ان يفكروا فيمن انتخبوه منذ ثماني سنوات وعن مكاننا الذي نقف فيه الان كدولة."
ومع قيام جوش برولين بالدور الرئيسي يعد (دبليو) فيلما نادرا عن رئيس امريكي في الحكم اخرجه رجل وجهت انتقادات لافلامه السابقة لخلطه الحقيقة بالخيال.
غير ان ستون يقول ان الجمهور لن يري الصورة الحزبية التي قد يتوقعها منتقدوه من مخرج فيلم (الفصيلة) عن فيتنام والفيلم الوثائقي الكوبي (البحث عن فيدل).
وقال ستون "لم يكن في نيتنا ان نثير ضغينة..او نصدر حكما على جورج بوش وادارته. هو وادارته يعلنان عن نفسيهما بوضوح."
ويتابع فيلم (دبليو) تطور بوش من صبي نشأ في رغد ومنكب على الشراب الى متدين وصعوده من حاكم تكساس الى سدة الرئاسة الى قراراته في الاسابيع التي سبقت غزوه للعراق في عام 2003.
وقالت دانا بيرينو المتحدثة باسم بوش ان البيت الابيض "لديه اشياء اكثر اهمية للقيام بها عن التعليق على هذا الفليم السخيف."
غير ان ستون وكاتب السيناريو ستانلي ويزر يقولان انهما "تخليا عن ارائهما السياسية تماما."
وقال ستون "الفيلم يحاول ان يفهم بوش ويجعل منه انسانا. حاولت ان اكون عادلا ومتوازنا. حاولت الا اكون منحازا."
بوش ... وجبة اعلامية دسمة على مدى ثمان سنوات
-----------------------------------------------
ويبدو ان شخص الرئيس الامريكى من منظور امريكى وعالمى فى ضوء سياساته المتشددة وادارة الصقور التى نفذت تللك الساسات
خلال الثمان سنوات الماضية ...يبدو انه كان مثارا لانتقادات اعلامية واسعة وعميقة ولعل ابرز تلك الانتقادات ماجاء فى كتاب
"عقيدة جورج دبليو بوش " للكاتب الأميركي "ستيفن مانسفيلد" الذى يتناول السيرة الذاتية للرئيس الأميركي الحالي جورج دبليو بوش، خاصة في ما يتعلق بدور الدين في التأثير على شخصيته ومسيرته
السياسية، والآمال التي يعقدها عليه اليمين الأميركي المتدين خاصة في فترة ما بعد أحداث سبتمبر 2001.
الجذور الدينية لجورج دبليو بوش
------------------------------
يبدأ الكتاب بمحاولة للبحث عن جذور التدين في عائلة الرئيس الحالي، ويشير المؤلف إلى أن بوش الأب مر بتجربة دينية هامة خلال مشاركته في الحرب العالمية الثانية عندما أسقطت طائرته وهو في مهمة ضد اليابان وأنقذته غواصات أميركية بمعجزة، كما أن بوش الأب صديق للداعية الأميركي المعروف جيري فالويل الذي يعد أحد أشهر قادة اليمين الأميركي المتدين.
غلاف الكتاب
------------
-اسم الكتاب: عقيدة جورج دبليو بوش
-المؤلف: ستيفن مانسفيلد
-عدد الصفحات: 200
-الطبعة: الأولى 2004
-الناشر: جا. بي. تارشر, أميركا
ولكن بوش الأب حافظ دائما على ثقافة سياسية صارمة تنظر إلى الدين على أنه أمر "شخصي" لا يجب مناقشته في الحياة العامة، ما وضع حاجزا بينه وبين قوى اليمين الأميركي المتصاعدة سياسيا، التي مالت بعيدا عن بوش الأب خلال حملته للفوز بفترة رئاسة ثانية عام 1992 في مواجهة مرشح الحزب الديمقراطي بيل كلينتون "سريع الدموع" ومرشح اليمين الأميركي بات ربرتسون، وهو داعية معروف ومؤسس منظمة التحالف المسيحي.
وحدث مرة أن سأل صحفيون بوش الأب عما كان يفكر فيه حين أسقطت طائرته خلال الحرب العالمية الثانية فقال "أبي وأمي، وبلدنا، والله .. وعن الفصل بين الدين والدولة"، وهي إجابة لم ترض بالطبع المتدينين الأميركيين.
ثقافة النفط ورعاة البقر
--------------------
هاجر بوش الأب في بداية حياته إلى ولاية تكساس لبناء حياة مستقلة بعيدا عن والده السيناتور ورجل الأعمال الثري بنيويورك، ورزق بوش الأب بجورج دبليو عام 1946 أي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية بعام واحد.
وتأثر جورج دبليو كثيرا بفترة تربيته الأولى في مدينة ميدلاند بولاية تكساس التي امتزجت فيها صناعة البترول بثقافة رعاة البقر، إذ مرت ميدلاند خلال فترة نشأة جورج دبليو بتحول كبير من مدينة رعاة بقر إلى مدينة بترول تدفق عليها آلاف العمال والمهاجرين للاستفادة من صناعة البترول الجديدة.
ولذا تميزت الحياة بميدلاند بكونها حياة صعبة يملؤها العمال وصراعات الشوارع، وبها اختلاط اجتماعي كبير، وأفضل ما يمثلها –كما يقول المؤلف- هو صورة راعي بقر يرتدي بذة عمل رسمية معها قبعة وحذاء راعي بقر ويركب سيارة لموزين فارهة.
كما شارك بوش الأب في بعض لجان الكنيسة المحلية وقامت باربرا بوش بتقديم أطعمة للكنيسة وبتعليم الأطفال في مدرسة الأحد التي حضرها جورج دبليو بشكل منتظم.
سنوات الضياع
--------------
فشل جورج دبليو في التأهل لأفضل مدارس هيوستن، ودخل خلال مراهقته مرحلة تجارب ثقافية وأخلاقية تواكبت مع فترة الستينيات التي شهدت ثورة ثقافية وأخلاقية عمت المجتمع الأميركي .
بعد ثراء بوش الأب انتقل إلى مدينة كبيرة بولاية تكساس وهي هيوستن، ومع الانتقال بدأت متاعب جورج دبليو الذي ارتبط دائما بميدلاند.
إذ سرعان ما فشل جورج دبليو في التأهل لأفضل مدارس هيوستن، وبدأ في رفض النظم التعليمية الصارمة، كما واجه صعوبة الخروج من عباءة والده الناجح وذائع الصيت، ودخل خلال مراهقته مرحلة تجارب ثقافية وأخلاقية مستمرة تواكبت مع فترة الستينيات التي شهدت ثورة ثقافية وأخلاقية عمت المجتمع الأميركي.
فشل جورج دبليو في الالتحاق بإحدى جامعات تكساس لدراسة القانون وبدأ في حياة مضطربة. وبعد ذلك ترك جورج دبليو منزل الأسرة لدراسة المال والأعمال بجامعة هارفارد، وخلال تلك الفترة صدرت دراسات تؤكد أن أعلى الوظائف أجرا هي في مجال البترول فعاد جورج دبليو إلى تكساس بعد التخرج.
وفي العام 1977 تعرف جورج دبليو على لورا وتزوجها، ووضع أصدقاء بوش ومعارفه آمالا عريضة على لورا -التي كاتب تعمل كمكتبية- لتنظيم حياة جورج دبليو الذي كانت تعرف شقته بأنها "ملقى النفايات السامة"، إشارة إلى ما يحتسى فيها من خمور وغير ذلك.
وفي سن الحادية والثلاثين قرر جورج دبليو ترشيح نفسه للكونغرس ضد الديمقراطي كينت هانس الذي صور جورج دبليو – خلال سباق الانتخابات- على أنه شخص غير أخلاقي وغير متدين، خاصة بعد أن نشر أصدقاء جورج دبليو إعلانا يدعو لحضور مظاهرة مساندة له توزع فيها بيرة مجانية.
وخسر جورج دبليو الانتخابات، ولكنه "لم ينس الدرس" كما يقول المؤلف.
وعاد إلى مجال النفط وظل يحفر آبارا خاوية حتى وصل سن الأربعين تقريبا وهو في عداد الفاشلين، ثم بدأ تحول كبير يطرأ على حياته.
ولادة دبليو بوش من جديد وسنوات التحول
-------------------------------------
يقول ستيفن مانسفيلد إن التغير في شخصية بوش بدأ خلال اجتماع عقد عام 1984 في إحدى كنائس ميدلاند مع القس أرثر بليسيت الذي كان يجوب العالم حاملا الصليب للدعوة إلى المسيحية.
وحضر الآلاف من أهالي ميدلاند محاضرة بليسيت، وبعد المحاضرة طلب جورج دبليو لقاء بليسيت. وخلال اللقاء وضح لجورج دبليو أنه غير متأكد من موقفه من المسيحية، ولكنه مع نهاية اللقاء شعر بالرغبة في التوبة وطلب من بليسيت الدعاء له.
وسرعان ما بدأ جورج دبليو في قراءة الإنجيل والصلاة يوميا، وفي المشاركة بحلقة لدراسة الإنجيل مع بعض أصدقائه توقف عن شرب الخمور، وبدأ الجميع يرون تحولا في حياة بوش على نحو أكثر جدية.
في تلك الفترة كان جورج دبليو مازال يعمل في مجال استكشاف النفط، واحتلت شركته أربوستو عام 1983 المرتبة رقم 993 بين شركات إنتاج النفط بولاية تكساس.
وعام 1984 اتحدت أربوستو مع شركة أخرى هي سبكتروم 7، ولكن الشركة الجديدة لم تسر بشكل جيد، وعام 1986 اشترت شركة هاركين أنرجي شركة سبكتروم 7 وأعطت جورج دبليو راتبا قدره 120 ألف دولار سنويا، وأسهم بمقدار نصف مليون دولار، الأمر الذي دفع البعض إلى القول إن هاركين أنرجي سعت لتوظيف بوش من أجل اسمه لكونه أحد أبناء نائب الرئيس.
بعدما سمع جورج دبليو قصة موسى ودعوة الله له لقيادة الناس اتصل بالقس روبيسون الذي ألقى الموعظة وقال له "لقد سمعت الدعوة وأعتقد أن الله يريدني أن أرشح نفسي للرئاسة"
وعام 1988 انتقل جورج دبليو إلى واشنطن لمساعدة والده في حملته الرئاسية، وهناك اكتسب خبرة واسعة، وساعد أباه في التواصل مع الجماعات المسيحية المتدينة لكونه أحد أعضائها، وذلك خلال فترة شهدت صراعا سياسيا كبيرا على اجتذاب أصوات اليمين الأميركي المتدين الصاعدة سياسيا.
وبعد فوز بوش الأب بفترة رئاسته الأولى عاد جورج دبليو إلى تكساس وقام بشراء وإدارة أعمال فريق بيسبول محلي معروف. وعام 1993 قرر جورج دبليو ومساعده كارل روف خوض انتخابات حاكم ولاية تكساس، وهو قرار عارضه فيه الجميع خوفا من وقوع انتكاسة إضافية للأسرة بعد خسارة بوش الأب أمام بيل كلينتون عام 1992، ولكن جورج دبليو أصر على خوض الانتخابات التي فاز فيها.
ويقول المؤلف إن الدين لعب دورا كبيرا في تمييز حملة جورج دبليو عن منافسته الديمقراطية آن ريتشاردز التي حاولت تصوير جورج دبليو على أنه شاب سليل عائلة ثرية ومستهتر، ما دفع جورج دبليو إلى إضفاء طابع ديني قوي على حملته في مواجهة انتقادات منافسته الديمقراطية.
الله دعاني لترشيح نفسي رئيسا لأميركا
----------------------------------
يقول ستيفن مانسفيلد إن فكرة ترشيح جورج دبليو نفسه للرئاسة جاءته أول مرة خلال حضوره صلاة بإحدى كنائس تكساس، وكان القس مارك كرايج يتحدث في تلك الصلاة عن قصة موسى (عليه السلام) ويقول إن موسى "تردد بعض الشيء في قبول دعوة الله له لقيادة الناس"، في حين أن الناس في أشد الاشتياق لقيادة تمتلك رؤية وشجاعة أخلاقية.
خلال الصلاة شعر جورج دبليو بأن الدعوة كانت موجهة إليه، وذلك قبل أن تلتفت إليه أمه الجالسة بجواره وتقول له إن القس "كان يتحدث لك"، وبعد فترة قصيرة اتصل جورج دبليو بالقس جيمس روبيسون وقال له "لقد سمعت الدعوة، أعتقد أن الله يريدني أن أرشح نفسي للرئاسة".
كما أشار ستيفن مانسفيلد إلى أن التدين في إدارة جورج دبليو لم يقتصر عليه، فكونداليزا رايس رئيسة مجلس الأمن القومي -على سبيل المثال- هي ابنة قس، وجون أشكروفت وزير العدل هو عضو نشط بجماعة دينية معروفة، وإندرو كارد كبير موظفي البيت الأبيض متزوج من سيدة دين، ووزير التجارة دون إيفانز كان زميل بوش في حلقة لدراسة الإنجيل بتكساس.
كما تحرص إدارة جورج دبليو على الصلاة يوميا بالبيت الأبيض، ويحرص جورج دبليو نفسه على قراءة الإنجيل وتدارسه كل يوم، وعلى عدم ترك الصلاة حتى وهو مسافر على متن طائرته الخاصة.
كما تميزت سياسته بطابع ديني واضح سواء في مجال التعبير عن عقائده الدينية بشكل علني، أو في ما يتعلق بوضع قوانين تسمح للجماعات الخيرية الدينية بالتنافس على المنح الحكومية المقدمة في مجالات عملها.
11 سبتمبر وموقف جورج دبليو من الإسلام
-------------------------------------------
يقول ستيفن مانسفيلد إن عبارات جورج دبليو عن الإسلام، خاصة في ما يتعلق بوصفه للإسلام على أنه "دين سلام" - خلال زيارة جورج دبليو للمركز الإسلامي بواشنطن في 17 سبتمبر/ أيلول 2001 - أثارت عاصفة من النقد في أوساط اليمين المتدين إلى حد قول أحد رجال الدين "يمكننا أن نتحمل 11/9 ولكن لا يمكننا أن نتحمل 17/9". كما انتقد اليمين المتدين موقف جورج دبليو من المسلمين الأميركيين بعد أن مدحهم والتقى قادتهم.
كما وقف قادة اليمين المتدين موقفا أكثر تشددا تجاه الإسلام والمسلمين بعد أحداث سبتمبر عبر عنه فرانكلين جرام -الذي ألقى دعاء افتتاح حفل تنصيب جورج دبليو وهو أيضا ابن القس بيلي جرام–، وذلك خلال مقابلة أجرتها معه قناة NBC الأميركية في 16 نوفمبر 2001 إذ قال "لا أعتقد أن هذا (الإسلام) دين رائع ومسالم.. عندما تقرأ القرآن فإنه يدعو لقتل الكفار وغير المسلمين.. من قاموا بالطيران في أبنية ليسوا طائفة مسيحية (ما). الهجوم كان على بلدنا من قبل أعضاء بالديانة الإسلامية".
مخاوف وآمال اليمين الأميركي المتدين
------------------------------------
يواجه اليمين الأميركي المتدين ثلاثة تحديات أساسية، هي تحدي تقديم حلول أخلاقية لمشاكل المجتمع, ومواجهة أثر التغير السكاني بفعل الهجرات وتأثيره على خريطة الأديان, ومواجهة التحدي العقائدي الخارجي الذي مثلته القاعدة

في الخاتمة يرى ستيفن مانسفيلد أن اليمين الأميركي المتدين يواجه ثلاثة تحديات أساسية في الفترة الراهنة، وهي:
أولا: تحدي تقديم حلول أخلاقية لأكبر عدد من مشاكل المجتمع والسياسة بأميركا.
ثانيا: مواجهة أثر التغير السكاني بفعل الهجرات وتأثيره على خريطة الأديان في أميركا.
ثالثا: مواجهة التحدي العقائدي الخارجي الذي مثلته القاعدة بعد أحداث سبتمبر 2001.
ويرى مانسفيلد أن الآباء المؤسسين لأميركا كانوا متدينين لم ينادوا بالفصل الراهن بين السياسة والدين في الولايات المتحدة، إذ قدم بعضهم دعما حكوميا للحملات التبشيرية وسط الهنود الحمر، وقاموا بطبع الإنجيل على نفقة الدولة، كما استخدمت المباني الحكومية كنائس يوم الأحد.
ولكن بعد قرن واحد من تأسيس أميركا بدأ يحدث تغيير واسع في اتجاه معاكس لسببين، أولهما موجات الهجرة بعد الحرب الأهلية الأميركية التي أتت بجماعات دينية متعددة، وثانيهما قرارات المحكمة العليا الأميركية التي سعت لحماية العبيد المحررين من خلال تطبيق قوانين فصل الدين عن الدولة على مستوى الولايات الأميركية المختلفة.
ومع تغير القوانين تغيرت الثقافة السياسية الأميركية، وحرص رجال السياسة على فصل معتقداتهم عن حياتهم العامة والعملية فور وصولهم إلى الحكم.
وفي العقود الأخيرة ومنذ ولاية جيمي كارتر للحكم على وجه التحديد -الذي كان متدينا وحريصا على التدريس بالكنيسة خلال فترة رئاسته- بدأ يحدث تحول في اتجاه ضخ التدين في الحياة السياسية الأميركية، وتبع كارتر رونالد ريغان وبيل كلينتون إلى حد ما خاصة مع صعود قوى اليمين الأميركي المتدين سياسيا.
ومع مجيء جورج دبليو بوش إلى الحكم في أوائل العام 2001 عقد اليمين المتدين آمالا واسعة عليه زادت بعد أحداث سبتمبر 2001.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.