«رغم أننا انتقلنا لمساكن أوراسكوم فى مارس 2009، إلا أننا لغاية دلوقتى مركبناش عدادات كهربا وميه عشان البناء مخالف».. هكذا لخص أحد سكان مشروع «أوراسكوم» فى هرم سيتى، ويدعى عبدالناصر الشريف، مأساته التى يعيشها منذ عامين بعد انتقاله للعيش بالمشروع بعد قرار الإخلاء الإدارى لاسطبل عنتر بمنطقة مصر القديمة. يتذكر شريف واقعة إخلائه القسرى، «كنت عايش أنا وأسرتى الكبيرة فى منزل من أربعة طوابق بناه أبويا سنة 1949 فى إسطبل عنتر، وفجأة فى عام 2009 لقينا الحكومة بتقول إن فيه جرف صخرى غير آمن جنب المنطقة وبيهدد حياتنا كلنا ولازم نمشى». ويتابع «قررت الحكومة هدم البيت إللى عايش فيه أنا وأسرتى بدون أى إنذار أو إشعار بالإخلاء، ولما احتجيت ورفضت أمشى رموا حاجتنا من البلكونات والأمن جرنى للشارع». ورغم أن الشريف يعمل محاميا، إلا أنه عجز عن الحصول على تعويض عن هدم المنزل الذى عاشت به أسرته لمدة 60 عاما. «قلت هرضى بقضاء ربنا وأنتقل لمسكنى الجديد لكن لقيت الكارثة إن 23 شريحة تحتوى على عدد كبير من الشقق تم بناؤها بدون ترخيص وماتعملهاش مجسات، ولا اختبارات تربة، وعشان كده الشقوق ظهرت فى خلال سنتين على جدران الشقة»، يقولها بغضب وأسى، الشريف الذى كان مشاركا فى مؤتمر منظمة العفو الدولية، خلال مؤتمر إعلان منظمة العفو الدولية عن تقريرها الخاص ب«العشوائيات» بعنوان «لسنا مهملات». وأشار إلى أن انتقالهم إلى مساكن أوراسكوم، مثال لصفقات الفساد بين شركة أوراسكوم ووزارة الإسكان، موضحا أن جهاز مدينة 6 أكتوبر اكتشف الأمر وتم تغريم الشركة 140 مليون جنيه، وأصدر توصية بإزالة تلك المساكن لخطورتها على حياة سكانها، لكن بدون سابق إنذار تم تخفيض الغرامة إلى 14 مليون جنيه ثم قامت الشركة بالتظلم من الغرامة فانتهت إلى 3 ملايين فقط. وحتى الآن، وفقا للشريف الذى كان ضمن نماذج تقرير «العفو الدولية» عن العشوائيات وأزمة الإخلاء القسرى، لم يتم استخراج شهادات صلاحية واعتمادها من جهاز مدينة 6 أكتوبر بصلاحية تلك المبانى أو صدور تراخيص للمبانى التى بنيت بالفعل بدون تراخيص «معظم هذه المبانى مبنية على رمل ناعم». أما خالد هاشم، أحد المتضررين من الإخلاء القسرى فى منطقة الدويقة، فيعانى من انقطاع المياه فى المساكنالجديدة لسوزان مبارك بمنشأة ناصر منذ عام. يقول هاشم «أنا كنت ساكن جنب المنطقة إللى شهدت حادث صخرة الدويقة الشهير فى 2008 وقرروا إخلاء كل المنطقة، وبالفعل نقلونا لمساكن جديدة، وحظى أنها طلعت فى نفس المنطقة، بس ده مش معناه رضانا عنها». ويروى هاشم «فوجئنا بالسلطات تخلى المساكن بالقوة وساعتها كان الموقف بيقول يا نسمع الكلام يا إما هنموت زى إللى ماتوا». أبدى هاشم ضيقه من انقطاع المياه منذ عام عن 35 عمارة سكنية بالمنشأة، «وكلمنا مسئول شبكة المياه بالمنشأة فرد علينا بالكلام إللى حافظينه طول عمرنا «الضغط كتير على المنطقة والمواسير مش شغالة بكفاءة وعايزه تتغير، ممكن تطلبوا من الحكومة، ومن ساعتها وإحنا مستنيين الفرج ومش هنتوقف عن طلب حقنا فى المياه».