وجه الجمهوريون المحافظون رسالة واضحة للرئيس أوباما بأنه « لايمكنك تدمير علاقات الولاياتالمتحدة بإسرائيل»، فى انتقاد شديد اللهجة لخطاب أوباما للعالم الإسلامى. وانتقد زعيم الأقلية الجمهورية فى مجلس النواب جون بوينر منهج وأسلوب تعامل أوباما مع القضية الإسرائيلية الفلسطينية، قائلا: «يبدو أن أوباما يلقى المسئولية بالتساوى على كل من الإسرائيليين والفلسطينيين.. الإسرائيليون لديهم الحق فى الدفاع عن أنفسهم». ومن جانبه، قال مايك بنسن النائب الجمهورى عن ولاية انديانا « هنا معادلة أخلاقية بين الذين يقودون إلى إقامة دولة فلسطينية ودولة إسرائيل». ويقول بنسن إن الرئيس الأمريكى لايجب عليه أن يسأل إسرائيل أن تقدم تنازلا آخر، عليه أن يدعو الفلسطينيين والأطراف الداعمة لهم عبر العالم العربى أن يشهدوا على تنازلات حقيقية داخل الساحة الفلسطينية، ونزع سلاح الإرهابيين». وبدوره، قال مارك ثيسن كاتب خطب الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش إن «مضمون خطاب أوباما يدل على تحول كبير فى السياسة الأمريكية تجاه الأرض المقدسة. بوش تعهد فقط بالتعامل مع القادة الفلسطينيين الذين لايشتبه بتورطهم فى الارهاب، أوباما عكس هذه السياسة، إن هذا يتسم بالسذاجة ويعتبر خطرا». وانتقد جمهوريون آخرون أوباما بقسوة لأنه ظهر وكأنه يعتذر عن السياسة الأمريكية فى العراق وأفغانستان. وقال حاكم ماساتشوستس السابق الجمهورى ميت رومنى: « أوباما يحتاج أن يتوقف عن استخدام أرض أجنبية للاعتذار عن علاقات الولاياتالمتحدةالأمريكية». فيما أسماه رومنى «جولة الاعتذار». وبدوره، قال ثيسن : « لم يذكر أوباما الديمقراطية فى حديثه عن أفغانستان والعراق، لم يذكر شيئا عن تقدم الحرية فى الشرق الأوسط التى وقعت فى السنوات الأخيرة، أو أى التزام على مواصلة ذلك». ولكن هناك من الجمهوريين من لم يسارع فى إلقاء اللوم على أوباما، مثلا الجمهورى أندرو سوليفان الذى يدعم عديدا من سياسات أوباما يقول إن خطاب أوباما قد لمس الاختلافات الروحية التى تنطوى عليها النفس البشرية». ومن المحافظين الحزبيين إلى المحافظين فى الصحافة، حيث انتقد الكاتب تشالز كراوثمر حديث أوباما الذى أكد من خلاله على انتهاء لغة الإملاءات وبداية لغة التعاون والشراكة مع دول العالم، لكنه استثنى إسرائيل من هذه الشراكة. وقال الكاتب فى مقال تحت عنوان «أسطورة المستوطنات»: « الخطاب وجد معجبين له فى كل من إيران وسوريا وكوبا وفنزويلا فيما عدا إسرائيل، حيث استخدم أوباما لغة الإملاءات، حيث أمرها بوقف الاسيتطان حتى ذلك المتعلق بالنمو الطبيعى للمستوطنات. وأوضح أن وزيرة الخارجية هيلارى كليتون فسرت « الإملاء» بقولها: «وقف بناء المستوطنات، ليس بعضها وليس بعض البؤر الاستيطانية وليس النمو الطبيعى للمستوطنات». وقال الكاتب: «إن هذا يعنى تكدسا شديدا فى المدن داخل حدود 1948 ما يعنى أيضا أنه لا أطفال أو إذا كان لديك أطفال فلا سكن لهم». وقال إنه على الرغم من أن أوباما أعلن أنه جاء للقاهرة من أجل قول الحقيقة، فإنه لا توجد كلمة حقيقية فى هذا الخطاب سوى إعلانه الصارم: «الولاياتالمتحدة لا تقبل شرعية استمرار الاستيطان الإسرائيلى» ليعزز بذلك «أسطورة» أن إسرائيل والمستوطنات هما سبب شقاء الفلسطينيين. وتابع الكاتب: ربما يكون إلقاء اللوم على إسرائيل والجدل حول النمو الطبيعى للمستوطنات يلقى استحسانا لدى الشارع المسلم، لكنه أيضا سيقنع الدول العربية بأن تحذو حذو الرئيس عباس: أن تجلس وتنتظر من أمريكا تقديم إسرائيل على طبق. وهو ما يجعل إستراتيجية أوباما ليست فقط غير شريفة لكنها هزيمة ذاتية».