رحبت جماعة الإخوان المسلمين ببعض ما جاء فى خطاب الرئيس الأمريكى بارك أوباما الذى ألقاه فى جامعة القاهرة يوم الخميس ، ووصفته بأنه إيجابى فى مجمله، إلا أنها أرجأت الرد على المحاور السبعة التى تضمنها الخطاب لحين الانتهاء من دراسته بشكل متأن. وقال محمد مهدى عاكف المرشد العام للجماعة إنه سيقدم اليوم «السبت» ردا وافيا على الخطاب، الذى اشتمل على العديد من القضايا والمبادئ العامة التى لا يختلف عليها أحد، إلا أن كل قضية تحتاج إلى دراسة وبحث، على حد قول عاكف. ووصف الدكتور محمد مرسى مسئول اللجنة السياسية بمكتب الإرشاد الخطاب بالإيجابى فى مجمله، حيث احتوى على بعض القيم العامة المشتركة، إلا أنه أشار إلى أن أوباما لم يقدم جديدا فى حديثه عن القضية الفلسطينية، فأكد أمن إسرائيل، ولوح بعنف فصائل المقاومة، واشتراطات خارطة الطريق من الاعتراف بإسرائيل ووضع السلاح. كما أشاد د.محمد سعد الكتاتنى رئيس الكتلة البرلمانية للجماعة بمجلس بدعوة الرئيس الأمريكى إلى إجراء انتخابات ديمقراطية فى العالم الإسلامى، وكذلك دعوة الزعماء العرب للاستجابة لتطلعات شعوبهم من أجل الديمقراطية، وتحقيق التنمية الاقتصادية والوفاء بالوعود، بالإضافة إلى المساواة بين الجنسين فى التعليم. وأضاف «أن المسلمين ينتظرون من أوباما الترجمة الفعلية للكلمات»، إلا أن الكتاتنى انتقد بعض الجوانب السلبية، وفى مقدمتها تحدثه بصراحة عن دعم الولاياتالمتحدة لإسرائيل. ووصف الدكتور عصام العريان مسئول الملف السياسى بالجماعة الخطاب بأنه إيجابى فى مجمله وأن أوباما نجح فى تحقيق الهدف. واعتبر العريان الخطاب فرصة حقيقية لأمريكا أن تفعل شيئا وإذا ضاعت الفرصة لأى سبب ولم يستطع أوباما أن ينفذ وعوده، فالنتيجة ستصبح كارثية. وانتقد العريان حديث أوباما عن القضية الفلسطينية واتهمه فيها بعدم الاتزان لأنه ساوى بين المحرقة التى تعرض لها اليهود وبين حق الفلسطينيين فى دولة مستقلة. وقال: «الأخطر أنه لا علاقة لنا بجريمة ارتكبت فى أوروبا وتكلم عن القدس بشكل ملتبس ونحن لا نقبل أن تكون القدس تحت الولاية اليهودية أبدا». وأضاف «ومن المخجل أن يأتى إلينا رئيس أمريكى من أب مسلم ليعلمنا ديننا فى أول خطاب له عندنا، والكل يعلم أن الإسلام يحترم الديانات الأخرى وحرية الاعتقاد». من جهتها اعتبرت الجماعة الإسلامية أن كلام أوباما هو مقدمة للعمل، ووصفت الخطاب بأنه إيجابى، وأكد الدكتور ناجح إبراهيم الرجل الثانى فى الجماعة أن الخطاب جاء إيجابىا لدرجة كبيرة، وقال لمن يصفون الخطاب بأنه كلام فقط «الكلام هو مقدمة للعمل»، مشيرا إلى أن العرب يجب أن يدركوا أن أوباما ليس رئيسا لهم كى يطالب بحقوقهم. وأوضح إبراهيم أن أوباما أظهر الكثير من الإيجابيات فى خطابه، منها احترام الإسلام ومشاعر المسلمين، واعترف بأشياء فى صميم الإسلام لم يعترف بها سابقيه من الزعماء الأمريكين أو العرب، منها الزكاة، كذلك أظهر التواضع بصورة واضحة، علما بأنه رئيس أقوى دولة فى العالم. وأرجع ناجح عدم توازن أوباما فى المقارنة بين ما حدث لليهود فى الهولوكست وما يحدث للفسطينين، إلى فشل العرب فى تعريف العالم بقضيتهم وتوضيحها لهم. وأضاف «أن أوباما كان موفقا للغاية حينما قدم خطابا متوازنا بين المسلمين والأقباط أبطل به مكائد أقباط المهجر الذين اتخذوا من الرئيس السابق بوش وسيلة للضغط على النظام المصرى معتبرين إياه حامى حمى الأقباط فى مصر». وطالب إبراهيم تنظيم القاعدة أن يقدموا هدنة طويلة تستمر طوال فترة حكم أوباما وأن يتجاوبوا مع مبادرة وقف العنف فى أفغانستان.