يُعد العطش شعورا فسيولوجيا ينبّه الإنسان إلى حاجته للماء، الذي يشكل النسبة العظمى من تكوينه، فهو أهم مركب فيه، لذلك يعتبر وجوده ضروريا جدا بالنسبة لبقاء الإنسان. ويستطيع الصائم مواجهة نقص كمية الماء داخل الجسم والشعور بالعطش، من خلال الغذاء الصحي الذي يلعب دورا كبيرا في تحمله العطش، أثناء فترة الصيام التي تمتد إلى ما يقارب ال14 ساعة، إذ تحتوي بعض أصنافه على كميات عالية من السوائل التي تمكث في المعدة لفترة طويلة، فتقلل الشعور بالعطش والجوع كذلك، في حين أن بعض أصنافه تعمل على زيادة الإحساس بهذا الشعور، لذا وجب التعرف إلى هذه الأصناف لتوخي الحذر في تناولها في وجبتي الفطور والسحور. ومن تلك الأصناف، الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من التوابل والبهارات، لأنها تتطلب شرب كميات كبيرة من الماء، وكذلك الحال بالنسبة للأغذية المالحة كالمخللات، التي تزيد بدورها من حاجة الجسم إلى الماء، والأطعمة السريعة، والحلويات التي تحتوي على سكريات سريعة الامتصاص، والمشروبات التي تحتوي على الكافيين الذي يعمل على در البول، وبالتالي يفقد الجسم السوائل التي يحتاج إليها. كما يجب تناول نسبة قليلة من الدهون النباتية، مثل زيت الزيتون والذرة مع الطعام، لأن الناتج النهائي لحرقها هو الماء الذي يختزن بأنسجة الجسم ويفيده أثناء فترة الصيام. في المقابل، تسهم الأطعمة التي تحتوي على كربوهيدرات بطيئة الامتصاص، مثل الحبوب والبذور، التي تعمل على إطلاق طاقة بشكل بطيء خلال ساعات الصيام، في منع الإحساس بالعطش والجوع، هذا إلى جانب الخضراوات والفواكه التي تحتوي على كميات جيدة من الماء والألياف التي تمكث فترة طويلة في الأمعاء، ما يقلل من الإحساس بالجوع والعطش، ومنتجات ومشتقات الحليب التي تقوم بترطيب القناة الهضمية، فضلا عن شرب (6 - 8) أكواب من الماء، خلال فترات متقطعة من الليل. ويفقد الجسم الماء باستمرار عن طريق التنفس، والتبول، والتعرق والبراز، ويمكن أن يؤدي فقدان كميات كبيرة منه عبر القيء أو الإسهال أو التبخر بسبب حرارة الجو، دون تعويض الكميات المفقودة، إلى تطور الجفاف الذي قد يكون مهددا للحياة، إذ يعيق الجسم عن تأدية وظائفه الحيوية. وبينت دراسة طبية أجريت في بريطانيا، أن نقص كمية الماء داخل الجسم والاستهانة بالعطش يؤثران بشكل ملحوظ في مستوى ذكاء الإنسان، لذا أوصى القائمون عليها بضرورة شرب كميات من الماء والسوائل، حتى يحافظ الجسم على المعدل الطبيعي للمياه بداخله، ومن ثم الحفاظ على مستوى الذكاء الذي يتطلب وجود نسبة معينة من الأملاح المفيدة، والتي توجد فقط في المياه. وتختلف الكمية التي يحتاج إليها الجسم في اليوم الواحد من الماء، حسب العمر، والوزن والحركة البدنية.