تمنى الكثيرون أن يكون دخول الرئيس السابق حسنى مبارك إلى قفص الاتهام فى محكمة الجنايات راقدا على سرير المرض، عبرة لنظرائه من الديكتاتوريين العرب، وعظة لمن يأتى بعده، وبداية عصر جديد ليس فقط لبناء دولة القانون، بل أيضا لتغيير الثقافة السياسية التى كانت ترى الحاكم أبا للأمة، على الرغم مما شاب الجلسة من فوضى وعدم كفاءة مهنية لمحامى أسر الشهداء. «إنها نقطة تحول فى مفهوم الرئيس، سيكون أى شخص خائفا عند ممارسته المسئولية، سيعرف أنها مسئولية وليس امتيازا»، بهذا لخصت الأستاذة الجامعية والناشطة الحقوقية ليلى سويف أول جلسات محاكمة مبارك، فى حديثها لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية. ومن ناحيتها قالت والدة الشهيد محمد عطية (28 عاما، والذى استشهد يوم 28 يناير) للصحيفة «إنها دموع الفرح عندما رأيت حسنى مبارك خلف القضبان، علمت حينها أن دم ابنى لم يضع هدرا». لكن فى المقابل شكك المدرس فى مرحلة التعليم الأساسى محمد خير الدين للصحيفة فى جدوى المحاكمات، التى لن تحل أى من مشاكل مصر، مثل ارتفاع الأسعار والبطالة، وانهيار أنظمة التعليم والصحة والبنية التحتية. وقال «ستظل هذه المشكلات سواء جرت المحاكمة أم لم تحدث». وحول المحاكمة نفسها قال خير الدين «نحن جميعا مذنبون، لم نتكلم لم نفعل شيئا لوقف ما كان يحدث»، بينما قال جاره البقال محمد إسماعيل «كلنا نتحمل العبء». وتشير صحيفة وول ستريت الأمريكية إلى أن الكثيرين يأملون أن تكون المحاكمة عبرة للمستبدين المتشبثين بالسلطة فى اليمن وسوريا وليبيا. وأفادت الصحيفة أن المشاهدين العرب أذهلهم منظر مبارك وهو راقد على سرير المرض فى قفص الاتهام. ولكن على الرغم من اختفاء أغلبية المصريين بالمحاكمة التى يعتبرونها بداية لعصر دولة وسيادة القانون، إلا أنهم شعروا بالفوضى التى انتابت محامى أسر الشهداء، خلال أولى جلسات المحاكمة. حيث قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية إن 30 محاميا جاءوا للترافع عن أسر الشهداء أظهروا نقصا مهنيا واضحا، مقابل فريد الديب محامى الرئيس السابق الذى وقف مهابا وفصيحا ومتمكنا. ورصدت الصحيفة هذه الفوضى، حينما قال أحد محامى أسر الشهداء، إن الراقد على سرير المرض فى قفص الاتهام ليس مبارك، لأن الرئيس السابق توفى فى 2004، فيما انتزع محام آخر الميكروفون ليتهم مبارك بصورة غير مهنية بأنه سفاح.