أعرب عدد من السياسيين عن سعادتهم وترحيبهم بظهور الرئيس السابق مبارك فى أثناء جلسة محاكمة، أمس، ووصفوها بأنها «نهاية طبيعية لكل طاغية أو فرعون». من جانبه، قال المستشار زكريا عبدالعزيز، رئيس نادى قضاة مصر السابق: «مبارك أتى للمحكمة بشعر مصبوغ وأرى أن حالته الصحية لم تكن تستدعى بقاءه فى السرير، ويبدو أنه كان يقصد الاستعطاف». وأضاف: «لم أتفهم ما قاله محامى المتهمين بترديد عبارة السيد رئيس الجمهورية السابق، فمن المفترض أنه المتهم حسنى مبارك»، وانتقد عبدالعزيز حديث جمال مبارك مع الرئيس السابق، حيث لا يجوز للمتهم الحديث مع متهم آخر، وعليه أن يستمع للمحاكمة، لذا كان يجب الفصل بين المتهمين، بحسب رأيه. ووصف الدكتور عماد جاد، رئيس مركز العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، أن دخول الرئيس المخلوع لقاعة المحكمة على سرير متحرك بأنه «مشهد مؤثر»، وقادر على التأثير على مشاعر البسطاء من المصريين، وقد يخلق تعاطفا معه، وقال إن مجرد مجىء الرئيس المخلوع للمحكمة استكمل الجزء التاريخى من المحاكمة، وأضاف: «حضور مبارك قطع الشك باليقين فى قضايا كثيرة، ومثوله أمام المحكمة معناه أننا نتحدث عن ثورة فى مصر وليس مجرد عملية إصلاح وتغيير، فرأس النظام لا يحاكم إلا فى ثورة». وعلق الدكتور عبدالجليل مصطفى، المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير، الذى لم تتح له الفرصة لمتابعة المحاكمة، قائلا: «مصر بعد 7 آلاف سنة من حكم الاستبداد بدأت الموازين فيها تعتدل، الشعب الآن هو السيد والحكام مهما علت مراكزهم فهم مجرد خدام للشعب»، وأشار إلى أن وجود الطاغية فى قفص الاتهام يمثل لحظة تاريخية، فيها تركيز وتكثيف شديد لحقيقة جديدة وهى «أن المصريين استردوا مصر وأصبحوا يمتلكون هذا الوطن». ووصف حسين عبدالرازق، عضو المجلس الرئاسى بحزب التجمع، محاكمة مبارك وإيداعه داخل القفص بأنها «شهادة تاريخية لثورة 25 يناير وللشعب»، وأنها لحظة مهمة فى تاريخ مصر، وأن المحاكمات دليل على أن التغيير الذى تتطلع إليه الثورة فى مصر قد بدأ بالفعل. وأيده المستشار مصطفى الطويل، عضو الهيئة العليا بحزب الوفد، قائلا: «هذه المحاكمات دليل قاطع على أنه لا أحد فوق القانون، خاصة أنه لم يتم فى مصر على الإطلاق محاكمة أى رئيس سابق»، ودعا الطويل لضرورة أن تتوقف الاعتصامات والمظاهرات «لأن الثورة فى طريقها لتحقيق غالبية أهدافها، وأهمها محاكمة الرئيس المخلوع والمتهمين بقتل الثوار»، مؤكدا أهمية أن يترك المواطنون فرصة للحكومة الحالية والمجلس العسكرى لتنفيذ مطالب الثورة. نواب المعارضة فى برلمان 2005 الذين شاهدوا مبارك فى «عز فرعنته»، بحسب وصفهم، قارنوا بين مشهد الفرعون لحظة افتتاحه الدورة البرلمانية وسط إجراءات أمنية شبه خيالية، وبين حالته فى قفص الاتهام، حيث علق النائب السابق سعد عبود قائلا: «تلك الايام نداولها بين الناس، فأى حاكم مهما علا شأنه لا يجب أن يتكبر على شعبه، وأنا شاهدت بنفسى مبارك وهو يتكبر ويتجبر، رأيته وهو يعيش الحالة الفرعونية حينما كان يفتتح الدورة البرلمانية وتحيط به حاشيته وحراسته، ورغم أنه ينتمى للطبقة المتوسطة فإنه نسى ذلك واعتقد أنه إله فى الأرض». ووصف عبود المحاكمة بأنها لحظة تاريخية نادرة، بوصفها المرة الأولى التى يحاكم الشعب المصرى رئيسه أمام محاكم مدنية وليس محكمة استثنائية، مشيرا إلى أن ما حدث «يؤسس لمرحلة جديدة فى تاريخ مصر، وأن أى رئيس قادم سيضع أمام عينيه مشهد مبارك وهو فى القفص». من جانبه، وصف الدكتور جمال زهران، النائب المستقل السابق، محاكمة مبارك ب«حصاد طبيعى للطغيان»، وقال إنه لا يشعر بأى مشاعر إنسانية تجاه مبارك لحظة رؤيته وهو يدخل قاعة المحكمة على سرير المرض، وأضاف: «كان على المحكمة أن تقدم تقريرا طبيا بحالته لكى نعرف هل هو مريض حقيقى أم يتمارض، لكى لا يستغل ذلك فى استدرار عاطفة الشعب ولكى تتحرك القوى المضادة للثورة للمطالبة بالإفراج عنه».