أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الخميس أنه سيعمل "في إطار علاقة مشاركة مع دول المنطقة لتحقيق تطلعاتها". وقال أوباما في تصريح مقتضب أدلى به للصحفيين في قصر القبة ، حيث كان يجلس إلى جوار الرئيس المصري حسني مبارك "إن الولاياتالمتحدة ملتزمة بالعمل في إطار مشاركة مع دول المنطقة حتى تحقق جميع الشعوب تطلعاتها". وأضاف أوباما في تصريحاته التي نقلها التليفزيون المصري أنه ناقش مع مبارك "سبل السير قدما" في عملية السلام. وتابع قائلا "إنني أتطلع للعمل في الشهور والسنوات المقبلة لمواصلة الحديث مع الرئيس" المصري. وقال "أبلغته وأبلغكم جميعا تحيات الشعب الأمريكي إلى الشعب المصري". ومن جانبه ، قال مبارك إنه بحث مع الرئيس الأمريكي "موضوعات كثيرة على رأسها قضية الشرق الأوسط ، وهي القضية المؤثرة في المنطقة ، كما بحثنا موقف إيران النووي". وأضاف "فتحنا الموضوعات كلها بلا تحفظ". وكان أوباما قد وصل إلى القاهرة في وقت سابق من صباح اليوم قادما من الرياض في ثاني محطات جولته بمنطقة الشرق الأوسط. وهبطت طائرة الرئاسة الأمريكية في مطار القاهرة في تمام الساعة التاسعة وخمس دقائق ، وكان في استقبال الرئيس الأمريكي فور نزوله من سلم الطائرة سيارته المصفحة التي تم إحضارها خصيصا من الولاياتالمتحدة ، وقبل أن يستقلها أوباما ، قام بمصافحة كبار مستقبليه الذين كان على رأسهم أحمد أبو الغيط وزير الخارجية ومارجريت سكوبي سفيرة الولاياتالمتحدة في مصر. ودار بين أوباما وأبو الغيط حديث قصير استمر قرابة نصف دقيقة قبل أن يستقل أوباما سيارته الخاصة ، التي نقلته إلى قصر القبة لحضور مراسم الاستقبال الرسمية له وإجراء جلسة المحادثات مع الرئيس حسني مبارك. وسار موكب الرئيس الأمريكي في شارع صلاح سالم أحد أطول شوارع العاصمة المصرية ، ثم انحرف يمينا باتجاه ميدان القبة الذي يوجد فيه القصر الذي يخصص عادة لإقامة الرؤساء والقادة الذين يزورون القاهرة. وفور دخول سيارة أوباما وموكبه الضخم من بوابة قصر القبة ، كان في استقباله موكب آخر تتقدمه الخيول التي سارت أمام الموكب ببطء نسبي حتى وصلت إلى المبنى الرئيسي بالقصر ، حيث كان في استقباله هناك الرئيس مبارك. وفور نزول أوباما من سيارته ، انطلق برشاقة صاعدا سلم القصر وصافح مبارك بحرارة وتبادلا القبلات ، بينما ربت أوباما بيده اليسرى على كتف الرئيس المصري وتبادلا سويا عبارات الترحيب بالإنجليزية ، قبل أن تبدأ جلسة المحادثات بينهما. وعقب المحادثات ، انطلق موكب أوباما إلى النقطة الثانية في زيارته لمصر بزيارة إلى مسجد السلطان حسن ، حيث رافقته في هذه الزيارة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية. واستمع الرئيس الأمريكي ووزيرة خارجيته إلى شرح من خبيرة آثار مصرية من أصل أمريكي عن تاريخ إنشاء المسجد ومعلومات عنه ، وارتدت هيلاري غطاء رأس لدى تجولها في المسجد ، وخلعت هي وأوباما حذاءهما طوال فترة الزيارة. ويعد مسجد السلطان حسن من أهم الآثار المعمارية للعصر المملوكي ، وشيد في عام 1356 ، وتبلغ مساحة المسجد - الموجود على برامج كل الرحلات السياحية في القاهرة - قرابة 7 آلاف متر مربع. وبعد ذلك انطلق أوباما إلى جامعة القاهرة لإلقاء خطابه التاريخي الموجه إلى العالم الإسلامي ، وذلك في حضور أكثر من ثلاثة آلاف فرد في القاعة الكبرى بمقر الجامعة.