انتشرت بالعاصمة صنعاء، بشكل ملحوظ خلال الساعات الماضية، العربات المصفحة التابعة للفرقة الأولى مدرع التي أعلن قائدها اللواء علي محسن، قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية، في وقت سابق التأييد السلمي لمطالب ثورة الشباب السلمية التي تطالب بإسقاط النظام الحاكم باليمن. وقد بدأ هذا الانتشار، قبيل صلاة الجمعة يوم أمس، خاصة في شارع الرزاعة أكبر شوارع حي جامعة صنعاء، الذي يشهد اعتصامات احتجاجية، منذ نحو 6 أشهر ضد النظام، وبدء الانتشار جاء لمنع أبناء حي الجامعة من أداء الصلاة بشارع الزراعة، وللتعبير عن رفضهم للاعتصامات الاحتجاجية بالحي، والتي أدت إلى توقف مظاهر الحياة الطبيعية لدى سكان الحي . غير أن بعض المصادر ترى أن انتشار مثل هذه الأسلحة يأتي مع احتمال قرب الإعلان عن تشكيل المجلس الوطني الانتقالي، وذلك وفقا للبيان الصادر عن اللجنة التحضيرية المصغرة للحوار الوطني التابعة لتحالف أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة الرئيسية بالبلاد). وكانت اللجنة المعارضة قد أعلنت، في بيانها قبل نحو أسبوع، عن مشروع تشكيل (المجلس الوطني الانتقالي لقوى الثورة الشعبية السلمية في اليمن)، وحسب البيان، فإنه من المتوقع الإعلان رسميا عن هذا المشروع خلال الأيام القليلة المقبلة. ويرى المراقبون لتطورات الأوضاع بالعاصمة صنعاء، أن نشر مصفحات من قبل الفرقة الأولى مدرع، المنشقة على الجيش اليمني المؤيدة لما بات يعرف باسم ثورة الشباب السلمية، هو خطوة من قبل المعارضة اليمنية للتصعيد. ويشيرون إلى أن هذه الخطوة تأتي بعد أن انتهت، أمس الجمعة، مهمة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن، جمال بن عمر، دون أن يتوصل طرفا المعادلة السياسية اليمنية (السلطة والمعارضة) إلى الاتفاق على بدء حوار بينهم لحل الأزمة السياسية الراهنة بالبلاد، وهو الهدف الأساسي من مهمة بن عمر، حسب ما أعلنه في بيان ختامي له أمس. بينما يحذر آخرون من احتمال وجود مخطط لدى المعارضين للرئيس صالح، الذي يعالج حاليا بالسعودية، يستهدف احتلال العديد من المنشئات والمقار الحكومية في العاصمة اليمنية صنعاء وبعض المحافظات الأخرى، لتكون مقارا للمجلس الانتقالي المزمع تشكيله من قبل المعارضة. غير أن خطورة مثل هذه الخطوة تتمثل في أن القوات الحكومية اليمنية، سواء الجيش أو الأمن، لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي تجاوزات قد تقدم عليها القوى المعارضة لاقتحام المقار الحكومية، وأن مثل هذه الخطوة من شأنها تفجير الأوضاع بشكل كامل في البلاد. وما يؤكد احتمالات تفجر الأوضاع في حالة لجوء المعارضة اليمنية إلى مثل هذه الخطوة هو المواجهات العنيفة التي تشهدها منطقة أرحب شمال شرق العاصمة صنعاء، منذ عدة أيام، وكذا مدينة تعز جنوب البلاد، حيث ردت القوات الحكومية بعنف على تجاوزات بعض العناصر المسلحة في المنطقتين، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، وقد أشارت بعض الأنباء إلى سقوط أكثر من 100 قتيل من العناصر المسلحة في أحداث أرحب .