أعلن مايكل بير عمدة الحى المالى للعاصمة البريطانية لندن ان هناك اهتماما كبيرا من جانب مجتمع الأعمال البريطانى بالاستثمار فى مصر وذلك لما تمثله من أهمية كبرى فى منطقة الشرق الأوسط ، موضحا أن الثورة المصرية أثرت بصورة إيجابية على نظرة البريطانيين بصفه عامة للسوق المصرية وللشعب المصرى بصفة خاصة. وقال بير :" انه كعمدة للحى المالى يقوم خلال فترة توليه هذا المنصب - والذى لم يتقاض عليه أى أجر لمدة عام ووفقا لأجندة ثابتة - بزيارة أهم الأسواق التى ترتبط ببريطانيا على مستوى العالم ، وقد تم اختيار مصر وبأغلبية كافة الأوساط المالية وأيضا بمباركة من رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون على أن تكون أحد أهم الزيارات . وأضاف بير أنه قد تقرر أن يقوم وفد اقتصادى ضخم بزيارة مصر خلال الفترة من الثالث وحتى السادس من أكتوبر المقبل وذلك للتعرف على فرص التعاون المشترك فى مختلف المجالات الاقتصادية بين البلدين خلال المرحلة المقبلة وأيضا لعرض الخبرات البريطانية لمساعدتها خاصة فى مجال التعليم والصحة والتدريب. وأوضح أن بريطانيا على استعداد لتقديم كافة أنواع الدعم والمشورة للشعب المصرى كى تنجح ثورته وتستقر الأمور فيها ، مشيرا إلى أنه يعمل كسفير تجارى لبلاده ويحاول أن يحافظ على استقرار العلاقات مع الدول التى لها علاقات تميز مع بريطانيا، وفى هذا الإطار سيقوم خلال المرحلة المقبلة بزيارة 23 دولة فى جميع أنحاء العالم. وقال ان رئيس الوزراء البريطانى كان أول مسئول أجنبى يزور مصر بعد الثورة وقام بزيارة ميدان التحرير وذلك لإظهار مدى تعاطف بريطانيا مع مصر وتأييدها فى هذا الوقت الحساس وطلب منى على الفور أن تتضمن أجندتى الخارجية زيارتها خلال أكتوبر المقبل. من ناحية أخرى قال بير :"أن فلسفة ديفيد كاميرون تعتمد على الدبلوماسية التجارية ولهذا سيكون للعلاقات التجارية والاقتصادية نصيب كبير فى علاقات بريطانيا مع دول العالم خلال المرحلة المقبلة ، مؤكدا أنه على الرغم من أن بريطانيا لا تمتلك الوفرة المالية اللازمة للانطلاقة الاقتصادية القوية إلا أن لديها القدرة على أن تستثمر السيولة المتوافرة لدى دول الخليج وأن تجتذب تلك الأموال الخليجية نظرا لعناصر التميز التى تتمتع بها والتى تتمثل فى 5 عناصر أساسية. وأوضح أن أول هذه العناصر هو وفرة المهارات ، حيث يوجد لدى بريطانيا مهارات من كافة أنحاء العالم علما بأن 30 \% من سكان بريطانيا يحملون جنسيات مختلفة ، وثانيها البنية التجارية الملائمة خاصة مع توافر الشفافية والاستقرار الواضح ، حيث يوجد تشريعات تجارية بحيث يصبح هناك حلولا لأى مشكلة قد تواجه المستثمرين عند النزاعات ويوجد محاكم خاصة للنزاعات التجارية كما تتوافر اللغة الانجليزية التى أصبحت لغة عالمية. وأضاف فى حديثه الذى نظمته هيئة التجارة والاستثمار البريطانية ان ثالث المزايا التى تتوافر لدى بريطانيا تتمثل فى البنية التحتية القوية ، مشيرا إلى أنه بحلول عام 2018 سيكون هناك قطار سريع يربط الحى المالى بوسط لندن بمطار هيثرو الدولى مباشرة ، ورابع تلك المزايا ما يتعلق بسهولة الاتصال بالأسواق العالمية عن طريق الموانىء والمطارات ويوجد لدى بريطانيا أكبر شبكة موانىء بحرية وعدد كبير من شركات الشحن البحرى وشركات الملاحة العملاقة. وتابع قائلا ان خامس ميزة تتمتع بها بريطانيا هى التجمعات التجارية ، حيث يوجد فى بريطانيا أفضل حى مالى فى العالم تتوافر لديه أفضل المحاسبين والقانونين وخبراء المال والمصممين ، موضحا أنه لكى تسجل أى شركة فى بورصة لندن لابد لها من 18 إجراء وكلها موجودة فى مكان واحد داخل الحى المالى. وقال ان الاقتصاد العالمى عام 2000 كان يقدر حجمه بنحو 32 تريليون دولار وسوف يصبح عام 2030 يقدر بنحو 142 تريليون دولار وهذا يعتبر تحديا كبيرا كما أنه من المتوقع أن يتضاعف معدل النمو العالمى خلال السنوات العشر المقبلة ولذلك لابد أن تبحث دول العالم أجمع على أفضل وسيلة للتعاون مع الدول الأخرى من أجل تعويض أى نقص يكون لديها فى العناصر الأساسية التى يتطلبها النمو.