أعلنت بريطانيا تأييدها الكامل لدعم الاقتصاد المصرى والتزامها بالقرارات التى اتخذتها مجموعة الدول الثمانى الصناعية الكبرى، فى اجتماعها فى مدينة دوفيل بفرنسا، بالإضافة إلى تشجيع الشركات البريطانية الكبرى لضخ مزيد من استثماراتها فى مصر، باعتبارها أفضل مكان للاستثمار طويل الأجل على مستوى العالم، وبالفعل استجابت شركة بريتش بتروليم وضخت 11 مليار دولار، إضافية للاستثمار فى منطقة شمال غرب الدلتا. ومن جانبها، قررت هيئة الاستثمار والتجارة البريطانية إضافة مصر إلى استراتيجيتها الجديدة التى أعلنتها الأسبوع الماضى، كدولة لها الأولوية فى الاستثمار طويل الأجل للشركات التى ترغب فى زيادة استثماراتها خارج المملكة المتحدة. وأعلن ذلك آلان بنرث، المستشار التجارى البريطانى فى القاهرة، مؤكدا استعداد حكومة بلاده لإعادة أى أموال تخص المسئولين المصريين السابقين جميعا إذا ما قدمت إليها الحكومة المصرية براهين وأدلة تثبت أن تلك الأموال تم تهريبها بطرق غير شرعية. وقال إن على الجانب المصرى تقديم تلك الأدلة بسرعة، موضحا أن هناك بالفعل إجراءات تتم بين حكومتى مصر وبريطانيا فى هذا الشأن، وسيعلن عنها قريبا. وأضاف أن بريطانيا تدعم مصر وبقوة، خاصة بعد ثورة 25 يناير، والتى يتم النظر إليها كإنجاز هائل، خاصة أن تلك الثورة وجهت رسائل إيجابية ليس للمنطقة العربية فقط بل للعالم أجمع، موضحا أن أول وفد رسمى زار مصر بعد الثورة كان برئاسة ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطانى، فى الحادى والعشرين من فبراير الماضى، ثم تبعه وفدان أحدهما برئاسة وزير التجارة وبرفقته 14 رجل أعمال، والآخر من اسكتلندا. وقال إنه سوف يصل إلى القاهرة قبل نهاية العام الحالى وفد بريطانى يضم خبراء من قطاعات مختلفة فى مجال البيئة والاتصالات والصحة والكيماويات والخدمات المالية والمصرفية، وسيكون برئاسة عمدة لندن اللورد الديرمان مايكل بير، وذلك لبحث إمكانية إقامة عدد من المشروعات الاستثمارية فى مصر، بالإضافة إلى بحث مجالات التعاون بصفة عامة مع الحكومة المصرية. وقال إن هناك بالفعل حزمة مساعدات تقدمها كاثرين آشتون وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى وهى تغطى مجموعة من الأنشطة، تتمثل فى ألمساهمة فى الإصلاح القضائى ودعم الانتخابات ودعم بناء القدرات السياسية للأحزاب الجديدة وإصلاح التعليم والصحة والتعليم الفنى. وأضاف أن هناك مؤسستين أوروبيتين تبحثان تقديم مساعدات لمصر، هما بنك الاستثمار والتنمية الأوروبى والبنك الأوروبى لإعادة البناء والتنمية، والذى كان يقتصر عمله على دول أوروبا الشرقية ويتم الآن بحث تمديد نشاطه وتحويل جزء كبير منه إلى مصر وتونس. وأضاف أن شركة بريتش بتروليم أعلنت عن ضخ 11 مليار دولار استثمارات جديدة فى شمال غرب الدلتا، وذلك لثقة منها فى تأمين إنتاج الغاز فى المرحلة المقبلة، وهو ما يعنى توفير 5000 فرصة عمل جديدة للمصريين، هو ما يعنى اقتراع ثقة على مستقبل الاقتصاد المصرى، وهناك خطة لعدد من الشركات البريطانية للاستثمار فى التعليم. وأوضح بنرث أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر وبريطانيا تسير بخطى ثابتة وفى تزايد مستمر حيث حققت فى الشهور الأولى من هذا العام يناير - مارس ارتفاعا مسبوقا وغير متوقع، على الرغم من الظروف التى مرت بمصر فى أعقاب الثورة فقد زادت الصادرات المصرية لبريطانيا بنسبة 59% وزادت الصادرات البريطانية لمصر خلال نفس الفترة بنسبة 16%.