نجحت مجموعة من الكتاب الكينيين في تأسيس دار نشر تحولت إلى نموذج للنجاح، انبهرت به آنا كلارك، الكاتبة والباحثة في جامعة بوسطن الأمريكية. وتقول آنا كلارك: إنها زارت مقر مؤسسة "كواني ترست"، الناشرة لأشهر جريدة أدبية في إفريقيا جنوب الصحراء، والتي تحمل اسم كواني، وعاشت هناك فترة تكفي لدراسة التجربة بكل أبعادها. ونوهت كلارك بأن هذه الجريدة، التي ذاع صيتها في إفريقيا السوداء، تأسست عام 2003، بعد أن شعر العديد من الكتاب والأدباء في كينيا بالإحباط من قلة فرص النشر، والعراقيل المتعددة التي تحول دون انتشار أعمالهم، وكان من بينهم بينيافانجا وايناينا، الذي اشتهر بكتابه الساخر "كيف تكتب عن إفريقيا"، فيما فاز مؤخرا بجائزة كاين للأدب الإفريقي، وهي النسخة الإفريقية لجائزة البوكر العالمية. وأضافت كلارك، في مقالة بدورية "بوسطن ريفيو"، إنهم حفنة من الأشخاص تعمل في مبنى أصفر فاقع اللون، لا يزيد عن طابقين، بالقرب من وسط نيروبي، ومحاط بأشجار اليوكالبتوس والأناناس والبامبو والنخيل، وهذا المبنى تحديدا، الذي تشغله "كوانى ترست"، تحول إلى محرض أدبي إفريقي بلا نظير، ومحرك للساكن في الحياة الثقافية الإفريقية، يندر أن يضاهيه أي محرك آخر في إفريقيا جنوب الصحراء. وبالإضافة إلى الجريدة، تنشر هذه المؤسسة أو الدار العديد من الروايات والقصص وكتب الجيب ودواوين الشعر ومختارات القصائد والكتب السردية غير الأدبية، وهي بصدد إصدار قصص مصورة قريبا، كما تقول آنا كلارك التي لم تغفل الإشارة إلى الندوات والصالونات الثقافية والمسابقات الأدبية التي تنظمها كواني. وكانت آنا كلارك قد زارت كينيا لدراسة سبل تطور الثقافة الأدبية في الدول الإفريقية، جنوب الصحراء، وعادت لجامعة بوسطن لتروي قصة "كواني" المثيرة، كدليل على أهمية الثقافة للإنسان في أي مكان وزمان، وتصف تجربة كواني بأنها "قهرت هدير الصمت"!