احتفلت دار الساقي في لندن مؤخراً بواحد من أحدث اصداراتها ضم بين جنباته نصوصاً أدبية متنوعة لمجموعة من الأدباء الشبان الذين تقل أعمارهم عن الأربعين. واعتبر الأدباء الشبان الذين بلغ عددهم ثمانية من عدة دول عربية رصداً ل أصوات عربية جديدة وهو العنوان الذي أطلق على مجموعة نتاجهم الأدبي الذي نشرته الدار في كتاب واحد باللغتين العربية والانكليزية. وحسب ما تحدث به بيتر كلارك وهو مترجم بريطاني أشرف على وضع نتاج المجموعة ومراحل ابداعها فان فكرة استكتاب هذه المجموعة من الأدباء ضمن الطريقة التي تمت بها الفكرة جديدة في حد ذاتها أيضاً على المستوى العربي. وروى كلارك مراحل انتاج الكتاب للحاضرين في احتفالية الدار بالمناسبة في الموزاييك رووم بلندن قائلاً انه تم اطلاق اسم ندوة على الوقت الذي أمضاه أصحاب الأصوات العربية الجديدة في جزيرة صير بني ياس المنعزلة في الخليج، بعد أن تم اختيارهم من قبل لجنة محكمين نظرت في قائمة الروايات المئة والعشرين التي تقدمت لجائزة البوكر العربية خلال العامين 2008 و2009، استناداً الى معايير جغرافية وجندرية عادلة فكانت النتيجة أن تم اختيار ثلاث نساء وخمسة رجال للمشاركة في أعمال الندوة. والأديبات الثلاث اللواتي شاركن هن: لنا عبد الرحمن من لبنان وشاركت بقطعة أدبية أسمتها ( رسائل الى يان أندريا) ومنصورة عز الدين من مصر ( دي جافو) ونادية الكوكباني من اليمن ( صنعائي). أما الأدباء الذكور فهم: كمال الرياحي من تونس وشارك ب ( الغوريلا)، ومحمد حسن علوان من السعودية ( جزء من رواية القندس)، ومحمد صلاح عزب من مصر ( فصل من رواية موت مؤقت) ومنصور الصويم من السودان ( أشباح فرنساوي) وناصر السعيد النور من السودان وناصر الظاهري من الامارات ( حجر الرغبة). وقام بدور لجنة التحكيم الأديبة العراقية انعام كجه جي والأديب اللبناني جبور الدويهي. وقال كلارك ان سير العمل في الندوة تم على خطى تجربة سابقة بادرت اليها جائزة كين للأدب الافريقي المستلهمة هي الأخرى من جائزة مان بوكر العالمية حيث تأسست في العام 2000. وأدار الكاتبان المتمرسان كجه جي والدويهي، اللذان وصلا الى تصفيات القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية، النقاشات والجلسات في كل يوم من أيام الندوة التي تواصلت على مدار تسعة أيام كاملة حيث كان الجميع معزولين عن ضوضاء المدينة الكبيرة ولهوها ومنهمكين في اجتماعات صباحية يعقدها المشرفون مع كل كاتب على حدة ثم جلسات مسائية تجمع المشرفين والكتاب مدة ساعتين يستمعون فيها لقراءات اثنين من المشاركين تلقى النقد والتعليق الموضوعي في ختامها دون مجاملة أو تجريح. واعتبر كلارك أن التجربة كانت غير اعتيادية بالنسبة إلى جميع المنخرطين بها مؤكداً أن مؤسسة الجائزة العالمية للرواية العربية تعتزم أن تجعل منها حدثاً سنوياً. وتقدم بالشكر لكل من أسهم في انجاح الفكرة خاصةً سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان الذي بادر الى تبني الفكرة بمجرد أن علم بها وباشر بكل سخاء الاعداد للندوة على جزيرة صير بني ياس على حد شهادة كلارك. واذا ما سارت الأمور على النهج الذي بدأت فيه فان هذه الندوة ستتحول الى تقليد سنوي لرعاية الكتاب الشبان وابداعاتهم على هامش أعمال جائزة البوكر العربية التي تتيح الفرصة لفائز وحيد في نهاية الأمر فيما يحظى عدد قليل بفرصة الوصول لتصفيات القائمة الطويلة التي تشمل ستة عشر عملاً فقط، يجري اختيارها من قبل هيئة المحكمين في غضون الشهور الستة الأولى من تاريخ اغلاق باب الطلبات، على أن يتم غربلتها لتصل الى ستة أعمال فقط ضمن قائمة قصيرة يحصل أصحابها على جوائز مالية فيما يحظى الفائز النهائي بالجائزة الأكبر. ومنحت جائزة البوكر العربية لأول مرة في مثل هذا الوقت من العام الماضي وفاز بها آنذاك الروائي المصري بهاء طاهر عن روايته واحة الغروب، أما ندوة الكتاب الشبان فقد تمت في شهر تشرين الثاني ( نوفمبر) من العام 2009.