دار الهلال مدرسة التنوير ثمرة تعاون الكتروني مع مكتبة الإسكندرية

جاء صدور كتاب "دار الهلال مدرسة التنوير" التذكاري مؤخرا ليتزامن مع انتهاء المرحلة الأولى من مشروع توثيق أرشيف الصور بمؤسسة دار الهلال الكترونيا؛ وهو مشروع مشترك مع مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع دار الهلال.
يضم الكتاب أربعة فصول. الفصل الأول، بعنوان "بزوغ الهلال وارتقاؤه"، يتناول قصة الصحافة الشامية وهجرتها إلى مصر. ويرجع الكتاب سبب هجرة الصحفيين الشوام إلى ما كانوا يعانونه من قسوة القيود التي وضعها السلطان عبد الحميد الثاني على أعمالهم.
وبدأت الموجة الأولى لهجرة الصحفيين الشوام إلى مصر في عهد الخديو إسماعيل، وبالتحديد في العشر سنوات الأخيرة من حكمه (1869 - 1879)، ويعتبر لويس صابونجي أول صحفي شامي يهاجر إلى مصر؛ حيث قام بإصدار صحيفة باسم "النحلة الحرة" التي تعد أول مجلة شامية تهاجر إلى مصر، وصدر العدد الأول منها في عام 1871.
وأصدر سليم حموي بالإسكندرية صحيفة أسبوعية تهتم بالسياسة والأدب هي "الكوكب الشرقي"، ثم أصدر الأخوان سليم وبشارة تقلا بالإسكندرية صحيفة الأهرام، في 5 أغسطس 1876، وأصدرا أيضا صحيفة يومية هي "صدى الأهرام" عام 1877، أما أديب إسحق؛ فأصدر في القاهرة صحيفة "مصر" في أبريل 1877. ثم انتقل الكتاب إلى جرجي زيدان مؤسس دار الهلال، والذي ولد في بيروت في 14 ديسمبر 1861م لأسرة مسيحية فقيرة.
أصدر جرجي زيدان العدد الأول من مجلة الهلال في الأول من سبتمبر 1892، وخلفه- في إدارة تلك المؤسسة العريقة- إميل وشكري زيدان اللذان نوعا إصداراتها، وأدخلا طباعة الروتوغرافور. أما الفصل الثاني فجاء بعنوان بدايات الهلال، حيث خصص لرصد تحولات مجلة الهلال منذ صدورها واتجاهاتها، وأثر مجلة الهلال في الحياة الأدبية والفكرية، وتناولها للعديد من الموضوعات الحيوية في مصر؛ فاعتبرت بيت الثورات المصرية، وديوان الصحافة العربية، والداعي الأول لمشروع إنشاء الجامعة المصرية.
واختتم الفصل الثاني ببعض ما قيل في مجلة "الهلال" على لسان أمين سامي باشا، وأمير الشعراء أحمد شوقي، وأحمد زكي باشا، وحافظ إبراهيم، والدكتور طه حسين، ومي زيادة، وعباس محمود العقاد، وإبراهيم عبد القادر المازني، ومحمد فريد وجدي، وعبد القادر حمزة، والشيخ مصطفى عبد الرازق.
وخصص الفصل الثالث، بعنوان "أنوار الهلال: الإصدارات"، لإصدارات دار الهلال العديدة ، واختتم الكتاب بالفصل الرابع "أهلة دار الهلال.. الأعلام"، كسرد لسير أعلام الفكر والفن العربي في دار الهلال، ومشوارهم في الدار عبر إصدارات دار الهلال المختلفة .