غدا يفتتح وزير الثقافة فعاليات الدورة 21 لمهرجان قلعة صلاح الدين للموسيقى والغناء، الذى يقدم على مدى 11 يوما متصلة 31 حفلا على ثلاثة مسارح هى بانوراما (1) و(2)، ومسرح المحكى، بذلك تضىء دار الأوبرا ليالى صيف القاهرة بمجموعة من الحفلات الفنية، التى تؤكد من خلالها أن عاصمة الفن العربى لن تتوقف عن الغناء، وأن الثورة تفتح الأبواب أمام الفن الهادف والغناء الجاد، وفى الوقت الذى أوقفت فيه وزارة الثقافة كل المظاهر الاحتفالية والمهرجانات مراعاة للظرف الذى تمر به البلاد، ولكنها حرصت على استمرار مهرجان القلعة للموسيقى والغناء باعتباره مهرجان الشعب، الذى أتاح على مدى عشرين سنة حفلات مجانية للناس الغلابة شاهدوا خلالها الأوركسترا السيمفونى وفرق الموسيقى العربية ونجوم الغناء العربى والغربى وغيرها من العروض، التى تظل طوال العام مقتصرة على جمهور النخبة. ويهتم المهرجان هذا العام بتقديم عروض لمجموعة من نجوم الطرب ومنهم، محمد الحلو وعلى الحجار ومدحت صالح ونادية مصطفى وخالد سليم والمغربية جنات ومها البدرى، إضافة لنجوم فرق الموسيقى العربية مى فاروق ورحاب عمر وأحمد عفت، الذين ستراعون أن تكون روح الثورة فى حفلاتهم لتعبر لتواكب آمال شعب مصر وتطلعاته، وعلى محور آخر يفتح المهرجان الباب أمام التجارب الفنية الجديدة، وحفلات لفرق الموسيقى الغربية. فكرة تكريم شهيد الأوبرا الفنان زياد بكير الذى لقى مصرعه فى ميدان التحرير، لاقت ترحيبا كبيرا من المهتمين بأنشطة دار الأوبرا، وذلك باعتبار أن هذه هى الدورة الخاصة بثورة 25 يناير، ولكن العديد من علامات الاستفهام لا حقت فكرة تكريم الكاتب الصحفى والناقد السينمائى سمير فريد فى المهرجان خاصة أنه مهرجان للموسيقى والغناء، بينما ارتبط أسم فريد بالسينما أكثر من غيرها، وأعرب البعض عن اعتقاده بأنه كان من المقرر تكريم فريد فى أحد مهرجانات السينما الأربعة التى تنظمها الوزارة، ولكن بعد أن تم تأجيلها هذا العام بسبب أحداث الثورة، قررت وزارة الثقافة أن تنجز المهمة من خلال المهرجان المتاح، وهو ما لا يليق باسم ناقد وكاتب بحجم سمير فريد، الذى يجب أن يكرم فى مكانه، وحيث لا يوجد أى تحفظ على تكريمه، خاصة أن هناك موسيقيين ومطربين يتطلعون للحظة تكريم من مهرجانهم. ونفس الاعتراضات واجهت تكريم مهرجان القلعة للفنانة التشكيلية فايزة عبدالمنعم مدير عام المتاحف والمعارض السابق بدار الأوبرا، ورغم أنها ممن أعطوا دار الأوبرا الكثير خلال حياتها المهنية وهى أيضا شخصية جديرة بالتكريم، ولكن كان تكريمها سيكون له وقع آخر لو تم من خلال معرض ضخم فى أوساط التشكيليين، الذين يعرفون جيدا قيمة ما بذلته فايزة على مدى سنوات طويلة، وذلك لأن الاحتفاء بها فى هذا المهرجان يعد تكريم فى غير مكانه، فضلا عن أن التعامل مع مهرجان القلعة للموسيقى والغناء على هذا النحو، الذى يبدو أنه مجرد «تقفيل» للحسابات الختامية ينم عن جهل بقيمة المهرجان، الذى يراه النقاد من أهم الأنشطة الثقافية التى تنظمها دار الأوبرا، لأنه الوحيد، الذى يصل بفنونها الراقية إلى القاعدة العريضة من الجمهور المصرى. ويفتتح المهرجان فى السابعة مساء غدا الأربعاء بحفل لأوركسترا القاهرة الاحتفالى بقيادة المايسترو ناير ناجى على مسرح بانوراما 1، ويعزف فيه الاركسترا مقتطفات من الموسيقى الكلاسيكية العالمية والأغانى النابوليتانية، ويحضر الحفل الدكتور عبدالمنعم كامل رئيس دار الأوبرا، والدكتور رضا الوكيل رئيس البيت الفنى للموسيقى والغناء، وعدد كبير من قيادات وزارة الثقافة والمهتمين بفنون الأوبرا.