أكد المشاركون في ندوة بهيئة الكتاب أن مصر تتميز بتعددها الثقافي بالمعنى التاريخي الحضاري، فهناك أهل النوبة، والبدو، وسكان الريف وأهل الحضر. وأشاروا إلى أن التعددية الثقافية ثمرة تطبيق الديمقراطية، على اعتبار أن العدالة تسمح بتنقل الثقافة وتنوعها من جيل إلى جيل، ولا توجد ثقافة واحدة في المجتمع. جاء ذلك خلال الندوة التي أقامتها الهيئة، أمس الثلاثاء، برئاسة أحمد مجاهد، وشارك فيها إمام عبد الفتاح إمام، أستاذ الفلسفة السياسية بجامعة عين شمس، وأشرف راضي، الأمين العام لمؤسسة المصريين للتنمية الثقافية، وأدارها أحمد زايد، أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة القاهرة . وقال زايد إن المجتمع يقوم على فكرة الصالح العام، فنحن نعيش ونتنوع في كل شيء، ولا بد أن يجمع الوطن شيئا اسمه الصالح العام، فإذا سار كل فرد بتفكيره سوف تتحول الحياة الاجتماعية والسياسية إلى فوضى. وأضاف أنه يجب أن تكون التعددية خلاقة تدفع المجتمعات إلى الأمام، والماضي مجرد تراث نستمد منه قوة وثقة ودفعة للأمام، ويجب أن يصطف الاصطفاف الأفقي مهما كانت المستويات الاجتماعية، ومهما اختلفنا لا بد من الوقوف صفا واحدا، وهكذا بنيت المجتمعات المتحضرة . وبدوره، قال إمام إن التعددية تعبر عن الأقلية، وكلمة الثقافة لا نعني بها الفنون والآداب، وإنما تعني باختصار شديد كل ما يرثه الإنسان من أجداده وينقله لأحفاده، وهنا الثقافة بمعناها الواسع الشامل، ومجتمع ينقل من جيل إلى جيل، وربط بين التعددية والأقليات، فالذي يطالب بهذه التعددية الثقافية هم الأقليات . وأوضح أن الأقليات في المجتمع المصري تطالب بتغيرات ثقافية تستطيع أن تؤكد بها على وجودها، مثل أهل النوبة وبدو سيناء . ومن جانبه، قال راضي إن مصر متعددة ثقافيا بالمعنى التاريخي الحضاري، فهي متراكمة حضاريا وتاريخيا، فتدخل طبقة حضارية على طبقة أخرى، وهذا ينتج أزمات كبيرة جدا تعبر عن نفسها في أزمة الهوية، ومن يلاحظ التحول الذي يحدث في مصر يستطيع ملاحظة الخيوط الثقافية المختلفة والتعددية ليست نتاجا فقط للديمقراطية، وإنما شرط لها فتعطي فرصا متكافئة وحقوقا أمام القانون .