على طريقة استقبالهم لكلمات رئيس الجمهورية المخلوع، قبل تنحيه عن السلطة، رفع المعتصمون فى ميدان التحرير «أحذيتهم» ملوحين بها فى الهواء، مساء أمس الأول، للتعبير عن رفضهم لما احتوته كلمة رئيس مجلس الوزراء، عصام شرف،والتى جاءت عقب مليونية «الثورة أولا» الجمعة الماضى، شرف الذى استمد شرعيته من ميدان التحرير، وقدم أوراق اعتماده إلى الثوار، من فوق المنصة الرئيسية للميدان، قوبلت محاولته امتصاص غضب المتظاهرين، بردود فعل غاضبة، بلغت حد التلويح بالعصيان المدنى، وإغلاق المترو ومجلس الوزراء وماسبيرو، ووصفه بأنه «تحول إلى رئيس وزارة مصطفى محمود» فى إشارة إلى الميدان الشهير الذى استضاف «المظاهرات والفاعليات المضادة للثورة». وأعلن عدد من رموز القوى السياسية والثورية، بميدان التحرير أمس الاستمرار فى الاعتصام «لحين تحقيق مطالب الثورة»، وبحسب إبراهيم السيد عضو حركة ائتلاف حركات القوى السياسية الذى يضم 23 حركة احتجاجية و7 أحزاب سياسية قرر الائتلاف استمرار الاعتصام فى الميدان. وطالب بيان صادر عن القوى السياسية، تلاه الناشط جورج اسحق فى مؤتمر، ب«إلغاء قانون تجريم الاعتصام والإضراب، وتعيين وزير داخلية سياسى مدنى، وإعادة هيكلة وزارة الداخلية، وحل الاتحاد العام لعمال مصر، والتطهير الفورى لكل مؤسسات الدولة، ومنع كل قيادات الحزب الوطنى المنحل من المشاركة فى الحياة السياسية لدورتين انتخابيتين». القيادى بالجمعية الوطنية للتغيير، عبدالغفار شكر، وصف الوعود التى تضمنها خطاب رئيس الحكومة ب«المرسلة»، موضحا أن رئيس الوزراء «لم يعلن عن جدول زمنى للاستجابة لمطالب الثوار وإنما استجاب لبعضها جزئيا». بينما علق أمين اسكندر، وكيل مؤسسى حزب الكرامة، على بيان شرف بقوله: «كنت أتوقع أن يعلن شرف استقالته فى بيانه الأخير». ودعا «ائتلاف شباب الثورة» وعدد من المجموعات الشبابية لمسيرة سلمية تنطلق من ميدان التحرير إلى مجلس الوزراء، غدا الثلاثاء، فى حالة عدم تنفيذ مطالبهم التى رفعوها فى مليونية «الثورة أولا». وأكد شباب الائتلاف فى مؤتمر صحفى عقدوه أمس بمقر جريدة «الشروق»، أن بيان شرف «لم يلب طموحات جماهير الثورة»، منددين بما سموه «تجاهل المجلس العسكرى لانتفاضة جماهير الثورة»، بحسب عضو المكتب التنفيذى للائتلاف مصطفى شوقى. غالبية مرشحى الرئاسة المرتقبون، وجهوا انتقادات لكلمة شرف، ففى حين قال محمد البرادعى، إن الأمر يشير إلى أن «الفجوة تزداد بين الشعب وحكامه»، قال عبدالمنعم أبوالفتوح إن خطاب رئيس الوزراء «اكتفى بالمسكنات»، ودعا حمدين صباحى إلى «ضرورة الاستجابة لمطالب الشعب دون تباطؤ، احتراما لإرادة الجماهير وتحقيقا لأهداف الثورة». وأعلن عمرو موسى «التأييد التام لشباب الثورة»