ياسادة مصر وخير جنود الأرض، يا مَن حملتم أمانة الشهداء والثوّار على عاتقكم وقبلتم أن تكونوا من الصالحين في صفّ الشعب المصري الذي عانى كثيرًا على مدار العقود الماضية، وقد تركتم صفّ المفسدين في الأرض أليسَ كذلك؟. أين العدالة وأين الوفاء بالعهد؟، هل صار المخلوع اللص السارق القاتل ومن عاونه أهم عندكم من أمانة الله وعباده؟، أغلى عندكم من تلك الدماء التي اختلطت بماء النيل النقي الزاكي وسبحت أرواحها في ملكوت ربها متوقفة فوق سماء مصر مع النسيم تهيم تنتظر القصاص لتُسافر بعيدًا إلى حيث قدر الله لها أن تكون وتنعم من أمن وسلام وحياة؟. هل أصواتنا التي بحّت ونحنُ أحياء نريدُ أن نرَ البلاد في خير حال بعيدًا عن كل ما يُعكر صفو التقدم والازدهار لحضارة عريقة كمصر ليست كافية لتُسمع ضمائركم التي تعيش في برج عاج بعيدًا عن أنّات المقهورين وبُكاء المجروحين من الظلم والكبت والاستعباد، ألا تُحرّك سواكنكم دعاوي أسر الشهداء وأعينهم الحزينة المتوجهة نحو السماء؟، ألا تُخيفكم النظرات التي تخرج كالسهام القاتلة لأنها من مظلومين مطالبة لحقوق ضحايا وأرواح ودماء سُفكت غدرا؟. إن الممالك والدول التي لا تُقيم العدل على الشريف وتقتص من الضعيف ممالك هزلية لحكام أكثر ضعفا وهشاشة، كم ستعيشون؟ كم ستحكمون؟، كم سنعيش؟ كم سَنُحكَم؟، في آخر المطاف سوف نواجه جميعًا نفس المصير أي الأبدية والحساب والدّار الآخرة، ألا تعقلون كل هذا ألا تدركونه إن الأمر أكثر خطورة من كونها لعبة صغيرة لحياة أصغر ستنقضي. البلادُ مازالت تنتظرُ منكم ضخّ دماء الحق في مجرى العدل لتتطهر الأرض من دنس الفُسّاد الظالمين، فلا تُشاركونهم وتبرّؤا جميعًا من ذنب الشهداء والأحياء في مصر ومن أعمال المخلوع الذي لا مثيل له في الممالك والدول على مرّ العصور. يا أيها المجلس العسكري الرشيد كائنة ما كانت اسماؤكم وألقابكم ومكانتكم، مصرُ تحتضرُ ولا يُمكن إنقاذها وهناك مَن يقف وراء الستار ضد الثورة يحمي الشيطان الأكبر بل ويتآمر على الثورة والثوّار وأحيانًا يُساوم على دماء الشهداء، مصر تحتضرُ وهي في حاجة لجراحة سريعة تبدأ فورًا بإنهاء اللعبة ومحاكمة المخلوع والعادلي وأعوانهما لتهدأ البلاد، وعدم الضغط على القضاء والحكومة في مباشرة هذا، مصر تحتضر وهي في حاجه لكلّ مخلص شريف لا لكلّ مُتكبر عنيد يسعي للمصلحة الشخصية فحسب. مصر تريد شخصيات لا تعرف الدونية ولا النرجسية، مصر تُريد من يعرف معنى الحرية والعدل والمُساواة، مصرُ تريد أن نبدأ في البناء الحقيقي، مصر تُريد أن نصلي لها جميعًا أن ندعو لها جميعًا لا أن نقف في موقف المُحايدة أو المُكايدة أو التشفّ من بشر هُم أهلكم وأنتم منهم فقط لمجرّد أنهم توقفوا عن قبول الظلم والشروع في البحث عن حياة خالية من الاستعباد والجهل والفقر، مصرُ الآن وشعبها العظيم وكلّ من يحبها، يُنادون عليكم فهل تلبّوا النداء لتسكتوا أية أصوات تتهمكم بالتواطؤ والتستر والتباطؤ في حق مصر وشعبها شهداءً وأحياءً؟، أم ستظلون في صمتكم هذا وفي صفّ من دمّر مصر وأذل شعبها للقاصي والداني على مدار ثلاثة عقود؟. مصرُ تناديكم فاستجيبوا لها!، وإلا فكلّ دعوة من رجل صالح سواء أكان مسلما أو مسيحيا تستعد السماء الآن لترفعها لله لتُنفذ ولتحلّ اللعنة عليكم وعلى كل من لا يستجيب لتلك الأرواح الطيبة التي تبحث عن حياة كريمة، مصرُ تقول لكم وللجميع دوام الحال من المُحال وكما أوصل الله الخالق الأحد القادر الصمد ذلك الكرسي، فهو إذا أراد شيئًا أن يقول له كُن فيكون، فاستجيبوا يرحمكم الله قبل أن يشرع الطوفان في زيارة مصر ووقتها الحصون العالية أو الجبال لن تترك صغيرًا ولا كبيرًا غنيًّا ولا فقيرًا إلا عاونت الماء عليه ليُقضى علينا جميعًا. اللهُم احم مصر وشعبها وأعن من يسعى للخير ويحبها، واسحب البساط ودمّر كلّ من يكيدُ لها.