قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، اليوم الثلاثاء، إن طالبان الأفغانية من الممكن أن يكون لها مستقبل في إطار حكومة ما كما حدث مع المقاتلين السابقين في أيرلندا الشمالية، لكنه حذر من أن الذي لن يلقي السلاح فإنه يخاطر بحياته. وقال كاميرون متحدثا إلى جانب الرئيس الأفغاني حامد كرزاي في كابول إن بريطانيا ستكثف أيضا من المساعدات لأفغانستان في الوقت الذي سحبت فيه القوات تدريجيا وكشفت عن خطط إقامة أكاديمية بريطانية جديدة لتدريب ضباط الجيش الأفغاني. وقال كاميرون "شهدت ذلك في بلدي.. في أيرلندا الشمالية حيث أصبح الأشخاص الذين تورطوا في محاولة قتل وتشويه وتفجير المدنيين وضباط الشرطة وأفراد الجيش بل والساسة هم أنفسهم من الساسة." ومضى يقول "أنتم تخسرون هذه المعركة" في إشارة إلى المقاتلين الذين يحاربون القوات الأجنبية وحكومة كرزاي منذ الإطاحة بهم في أواخر عام 2001. "ترون أقرانكم من طالبان وهم يقتلون حتى بأعداد أكبر. سيستمر ذلك. لذلك يجب أن تتخلوا عن هذا والانضمام إلى عملية سياسية." وفي الشهر الماضي قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج إن بريطانيا على اتصال بمقاتلي طالبان للتوصل إلى حل سياسي للحرب. لكنه لم يذكر أي تفاصيل عن الاتصالات. وجاءت تصريحات هيج بعد أيام من تأكيد كرزاي للمرة الأولى ان الولاياتالمتحدة تجري محادثات مباشرة مع المسلحين لكنه قال إن المحادثات ليست في مرحلة جلوس الحكومة الأفغانية مع المقاتلين للتفاوض. وتقول بريطانيا التي لديها نحو 9500 جندي في أفغانستان إن التسوية السياسية وحدها هي التي يمكن أن تنهي القتال المستمر منذ 10 سنوات. وفي حين أن الساسة الأجانب والقادة العسكريين روجوا أيضا لمكاسب أمنية تمت مؤخرا خاصة في جنوب البلاد فإنه ليست هناك مؤشرات كثيرة على انحسار التمرد. وفي مؤشر على الطبيعة الهشة للمكاسب الأمنية قتل أربعة جنود أجانب في أفغانستان اليوم خلال زيارة كاميرون. ولقي أكثر من 2500 جندي أجنبي حتفهم منذ عام 2001 منهم 374 على الأقل بريطانيين. وفي الشهر الماضي أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي يتعرض لضغوط للشروع في إنهاء هذه الحرب التي لا تحظى بالشعبية سحب عشرة آلاف جندي امريكي هذا العام و23 ألفا بحلول سبتمبر 2012. ويوجد حاليا نحو 100 ألف جندي أمريكي في أفغانستان. وقال كاميرون إن 426 جنديا بريطانيا سيجري سحبهم هذا العام. ومن المقرر أن يذكر تفاصيل في البرلمان البريطاني غدا الأربعاء عن سحب "محدود" في عام 2012 من القوة التي يبلغ قوامها 9500 جندي .وهذا جزء من خطة لوقف كل العمليات القتالية وسحب أغلب القوات البريطانية بحلول عام 2014 .وقال كاميرون إن بريطانيا ستزيد من مساعداتها إلى أفغانستان وحذرت من مخاطر إهمال البلاد بعد انسحاب كل القوات الأجنبية .وتابع قوله: "هذا مثال رائع لبلد إذا انسحبنا منه وإذا تجاهلناه فسوف تعاود المشاكل الظهور عند أعتابنا." وأردف قائلا "كيف نعلم هذا؟ لأننا فعلنا ذلك قبلا.. انسحبنا من أفغانستان في الماضي." وقال كاميرون أيضا إنه بحث خطة مع كرزاي لإقامة أكاديمية عسكرية في أفغانستان على غرار اكاديمية ساندهيرست البريطانية المرموقة.وتابع "سيشترك فيها 120 جنديا بريطانيا تقريبا.. سيشترك فيها أيضا دول أخرى وسيضخ الأمريكيون أنفسهم 38 مليون دولار في هذه المبادرة."