دعا المؤتمر الإسلامي لبيت المقدس الزعماء العرب والمسلمين إلى توحيد كلمتهم ووقوفهم صفا واحدا ليؤكدوا للعالم أنه لا يمكن إحلال السلام في الشرق الأوسط دون عودة القدس عربية إسلامية. وحث المؤتمر، في بيان أصدره اليوم الاثنين، من مقره بالعاصمة الأردنية (عمان)، زعماء دول العالم الدينيين والسياسيين على دعم الموقف العربي الإسلامي في حقه المشروع في المدينة المقدسة حتى يحل السلام العادل والدائم في المنطقة. وأكد أن ما يحدث في القدس الشريف يعد انتهاكا صارخا وسابقة خطيرة في انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني وينذر بكارثة في المنطقة، داعيا الأممالمتحدة إلى تكثيف الجهود والتنسيق لإثارة الرأي العام العالمي تجاه هذه الانتهاكات والاعتداءات على المقدسات الدينية في القدس الشريف. وطالب المؤتمر السكرتير العام لمنظمة اليونسكو القيام بدورها في تنفيذ قرارات المنظمة التي اعتبرت القدس ضمن قائمة التراث الإنساني التي لا يجوز لسلطات الاحتلال العبث فيه أو تغيير الطابع الثقافي والعمراني والتاريخي للقدس. وحذر من أن هناك أكثر من 13 نفقا الآن اخترقت أو يمكن أن تخترق جدران الحرم الشريف في أي لحظة والأخطر من ذلك أن هناك أكثر من 115 حفرية أثرية جارية اليوم في محيط المسجد الأقصى، بالإضافة إلى هدم باب المغاربة وإنشاء جسر خرساني يدار من قبل شركات استيطانية ما يخلق واقعا جديدا يفرضه الاحتلال بالقوة. وقال المؤتمر الإسلامي لبيت المقدس في بيانه إن "الكيان الصهيوني لم يتوقف عند تهويد المدينة فحسب بل لجأ أيضا إلى عملية تطهير عرقي من خلال البدء بتنفيذ مخطط خطير يهدف إلى عزل 60 ألف مقدسي عن التواصل مع مدينتهم ويقطنون جنوب وشرق المسجد الأقصى في سلوان ورأس العامود والمكبر والشياح وذلك لتثبيت بؤر أمنية بكثافة بحجة السيطرة على المناطق المتوترة بينما حقيقة الأمر هو الاستعداد لعزل جموع السكان عن مدينتهم وعن التواصل مع المسجد الأقصى. وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي أخضع خططه ومشاريعه الاستيطانية لتحقيق أهدافه المتمثلة بضم أكبر جزء من أراضي الضفة الغربية للقدس المهودة وإخضاع هذه المساحة للسيادة الإسرائيلية وعزل القدس عن الضفة الغربية التي ستصبح قسمين شمالي مركزه نابلس وجنوبي مركزه الخليل وتقطيع أوصال الضفة جغرافيا وتفتيت التجمعات السكانية العربية بواسطة شبكات الطرق الرئيسية بالقدس والتابعة للمستوطنات بحيث تتحول المدن العربية إلى مجرد أحياء صغيرة وإجهاض مخططات البناء العربية على مساحات واسعة من الأراضي بالإضافة إلى محاصرة الوجود العربي داخل أسوار البلدة القديمة من القدس والعمل على تفتيت وترحيل سكانها. وحذر من أن الاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967 لن يقف أبدا عند هذا الحد وأن هذا الأمر يتطلب اتخاذ موقف عربي -إسلامي وعالمي لمواجهة هذه المخططات الخطيرة والتي تثبت المرة تلو الأخرى النوايا العدوانية والاستيطانية - لهذا الاحتلال الصهيوني البغيض - للاستيلاء على اكبر مساحات ممكنة من فلسطين خاصة مدينة القدس الشريف.