يرى خبير الشئون المصرية، الأستاذ بجامعة تكساس أوستن الأمريكية جيسون براونلى، أن ما أعلنته واشنطن عن اتصالاتها مع الإخوان جاء «لإدراكها وتخيلها أن الجماعة باتت تمثل البديل الأهم للحزب الوطنى، حزب الرئيس السابق مبارك، وهو الذى تعودت على التعامل معه لعشرات السنين». وذكر براونلى ل«الشروق»: «أن المحرك الأول لدوافع واشنطن وسياساتها تجاه الاتصال بجماعة الإخوان المسلمين، يتمثل فى إستراتيجية واشنطن الهادفة لمحاصرة، ما تراه تهديدا إيرانيا». ولم يستبعد براونلى أن تكون هذه الخطوة قد تم التنسيق لها بالتعاون مع الحكومة السعودية». وجاء ترحيب جماعة الإخوان المسلمين بأى اتصالات رسمية تعقد مع الولاياتالمتحدة كوسيلة لتوضيح رؤيتها، ليسلط الضوء على ملف علاقات واشنطن بجماعة الإخوان المسلمين. وخرج محمد سعد الكتاتنى المتحدث باسم الجماعة، نافيا «إجراء أى من هذه الاتصالات حتى الآن». ورغم أن هيلارى كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية، قد قالت أمس الأول فى تصريحات أدلت بها فى العاصمة المجرية بودابست إن إدارة الرئيس أوباما «تواصل سياسة إجراء اتصالات محدودة مع جماعة الإخوان المسلمين، وهى اتصالات مستمرة منذ ما يقرب من خمس أو ست سنوات»، ورغم ذلك لم تشهد أى من زيارات العديد من المسئولين الأمريكيين الكبار أخيرا للقاهرة أى اجتماعات علنية بينهم وبين قيادات جماعة الإخوان المسلمين. هذا على الرغم من أن أعضاء من السفارة الأمريكية قد حضروا اجتماعات شارك فيها ممثلو جماعة الإخوان المسلمين (88 عضوا) فى مجلس الشعب الماضى بصفتهم البرلمانية، وكانت تجرى هذه الاجتماعات بصفتهم أعضاء مستقلين فى المجلس. إلا أن الشك المتبادل وعدم الثقة، هو أهم ما جمع بين الطرفين، بين الإخوان والدبلوماسيين الأمريكيين، طبقا لما أورده أليوت أبرامز، مسئول الشرق الأوسط بمجلس الأمن القومى فى إدارة جورج بوش. وتشير مارى هيبيك، التى عملت فى السابق فى مجلس الأمن القومى، إلى «أن سرية جماعة الإخوان المسلمين جعلتهم غير معروفين لصانعى السياسة فى واشنطن، وجعلت من المستحيل الثقة بهم وتصديق ما يقولون». ويرى روبرت ساتلوف، مدير معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى أن «إعلان كلينتون يأتى فى ظل غياب استراتيجية أمريكية واضحة للمضى قدما لتعزيز احتمال التوصل إلى نتيجة ناجحة للتغييرات الصاخبة فى مصر». ونصح ساتلوف الإدارة الأمريكية بضرورة القيام بعدة نقاط تقوى من بيئة حدوث تغيير إيجابى. ويشمل ذلك: صياغة واشنطن بصورة أكثر وضوحا، إلى الشعب المصرى والحكومة المصرية، و«المجلس الأعلى للقوات المسلحة» أى شكل من الدولة المصرية تأمل الولاياتالمتحدة إقامة شراكة دائمة معها تكون أيضا مفيدة للجانبين. الاعتراف بأن ليس هناك تناقض بين الاستثمار فى عملية الاختيار الديمقراطى (أى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، والإصلاح الدستورى) وانعدام اللامبالاة لنتائج هذه العملية (أى، إيجاد السبل لتقديم الدعم، من خلال الأقوال والأفعال، وعن طريق الزعماء والأحزاب التى تشارك قيم ومصالح الولاياتالمتحدة).