قبل أسبوع من وصول الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى القاهرة لمباحثات مع الرئيس حسنى مبارك، وتوجيه رسالة إلى العالم الإسلامى من العاصمة المصرية، علمت «الشروق» من مصادر أمريكية مطلعة أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون دعت مجموعة من النشطاء السياسيين ورموز المعارضة المصرية إلى اجتماع بمقر الوزارة، وطبقا لمعلومات «الشروق» فإن اللقاء كان محددا له الساعة الحادية عشرة والنصف صباح أمس بتوقيت واشنطن، وعلى رأس المدعوين للقاء كلينتون الدكتور سعد الدين إبراهيم، ولم يتسن ل«الشروق» معرفة بقية المدعوين حتى مثولها للطبع. وقالت مصادر ل«الشروق» إنه من المتوقع أن يلتقى الرئيس الأمريكى نشطاء من المجتمع المدنى خلال زيارته، إلا أنه لم يتم توجيه دعوات بعد. وأضافت أنه من المحتمل أن توجه الدعوة قبل الزيارة بوقت قصير. وفى القاهرة قالت مصادر على اتصال بالناشطين المصريين فى الولاياتالمتحدة إن خلافا قد ظهر بين الدكتور سعد الدين إبراهيم وعدد من أصدقائه وأنصاره، بسبب ما تسرب عن لقاء بينه وبين أحد أعضاء اللجنة الفرعية للشئون الخارجية، انتقد فيه الأول عدم زيارة الرئيس حسنى مبارك لإسرائيل، وقالت هذه المصادر إن مقربين من الدكتور سعد الدين إبراهيم انتقدوا هذه «الأقوال» من جانبه علنا فى اجتماعات للجالية المصرية فى الولاياتالمتحدة. وكتب مايكل سلاكمان مراسل صحيفة نيويورك تايمز فى مصر: الكلمة الرسمية الوحيدة التى ترددها الإدارة الأمريكية بشأن المكان الذى سيوجه منه الرئيس باراك أوباما خطابه إلى العالم الإسلامى من القاهرة هى «لم يتقرر شىء بعد». فالمسئولون الأمريكيون يفترضون أن اسم المكان سر يجب الاحتفاظ به حتى اللحظة الأخيرة . بالطبع هناك اعتبارات تتعلق بأمن الرئيس أوباما عندما يزور مدينة القاهرة بزحامها وفوضاها ومشاعر السخط تجاه الولاياتالمتحدة لدى بعض من سكانها. ولكن رمضان عادل الذى يدير متجرا صغيرا لبيع الملابس فى شارع 26 يوليو بالقاهرة يعرف السر ويقول: إن أوباما سيلقى خطابه «فى جامعة القاهرة» وأنه قرأ ذلك فى الصحف. فى المقابل تقول السفارة الأمريكية فى القاهرة إن «برنامج زيارة أوباما لم يتحدد بشكل نهائى». ورغم تدهور سمعتها العلمية خلال السنوات الأخيرة، فإن جدرانها هذه الأيام ازدانت بالطلاء الجديد وتم غرس الأشجار والزهور حولها إلى جانب أعمال النظافة الشاملة. فإذا لم تكن جامعة القاهرة هى التى سوف تستضيف خطاب أوباما، فلماذا هذه الحملة الموسعة لتجميلها وتنظيفها؟ تقول جليلة مختار التى تعمل فى العلاقات العامة بجامعة القاهرة «نحن فخورون جدا باستضافة رئيس الولاياتالمتحدة». فى المقابل تقول متحدثة باسم السفارة الأمريكية «البيت الأبيض لم يضع برنامج الزيارة بعد.. البرنامج مازال رهن الإعداد». أما سامى عبدالعزيز المستشار الإعلامى لرئيس جامعة القاهرة فقال: إن الرئيس أوباما سيلقى خطابه فى قاعة الاحتفالات الكبرى بالجامعة. وفى الوقت نفسه حذرت صحيفة واشنطن بوست الرئيس الأمريكى باراك أوباما من مواصلة سياسات أسلافه من رؤساء أمريكا فى الانحياز إلى الزعماء العرب المستبدين وتجاهل أحلام الأجيال العربية الجديدة فى الحرية والديمقراطية. وأشارت فى افتتاحيتها إلى أن اختيار أوباما للقاهرة أثار استياء بعض النشطاء العرب ومنهم سعد الدين إبراهيم الذى حث أوباما على اختيار إندونيسيا، أو تركيا لتوجيه الخطاب باعتبارهما أمثلة لدول مسلمة ديمقراطية، معتبرا أنه يجب أن تكون الديمقراطية المحور الأساسى لرسالة أوباما واختياره للمكان الذى سيوجه من خلاله رسالته. وتابعت الافتتاحية: على عكس ما يمكن أن يقوله مبارك لأوباما، فإن الأجيال الجديدة فى العالم العربى لا تريد كلمات حماسية عن عملية السلام فى الشرق الأوسط ولا التصدى لإيران، وإنما تريد الحديث عن حقهم فى انتخاب قادة جدد يتمتعون بالحيوية كما يتمتع بها الرئيس الشاب باراك أوباما.