رغم الفوز الساحق على منتخب استونيا في المباراة الودية التي جرت أمس الأول الأحد ، برهنت هذه المباراة على الأزمة التي تعانيها كرة القدم في شيلي بعد رحيل المدرب الأرجنتيني الشهير مارسيلو بييلسا من منصب المدير الفني لمنتخب شيلي. وسحق منتخب شيلي ضيفه الاستوني في هذه المباراة برباعية نظيفة ضمن استعدادات شيلي لخوض بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) التي تستضيفها الأرجنتين الشهر المقبل. ولكن الفوز الكبير لم يستطع إخفاء الأزمة التي تعيشها كرة القدم في شيلي بعد رحيل بييلسا من منصبه والتي كانت آخر صماتها غياب المشجعين عن المدرجات. وكان من المتوقع أن تمتلئ المدرجات عن آخرها لمساندة المنتخب قبل أيام قليلة من مشاركته في كوبا أمريكا 2011 ولكن عدد المشجعين في المدرجات لم يصل إلى حاجز العشرين ألفا وهو ما يقل عن نصف سعة استاد "مونومينتال" الذي أقيمت عليه المباراة. وعندما كان بييلسا مديرا فنيا للفريق ، كانت السمة السائدة هي الإقبال الجماهيري الكبير على مباريات الفريق حيث كانت المدرجات ممتلئة عن آخرها في جميع المباريات التي خاضها الفريق على ملعبه تحت قيادة بييلسا رغم ارتفاع أسعار التذاكر في بعض هذه المباريات إلى 200 دولار للتذكرة الواحدة. وإلى جانب ارتفاع مبيعات التذاكر وكذلك الارتفاع الملحوظ في أسعار البث التلفزيوني لمباريات الفريق ، شهدت سوق انتقالات لاعبي شيلي أرقاما لم تصل إليها من قبل. وظهرت الدلالة الأولى على هذه الأزمة في 17 نوفمبر الماضي حيث قاد بييلسا الفريق لآخر مرة قبل رحيله من منصبه ونجح في تحقيق الفوز على ضيفه منتخب أوروجواي بهدفين نظيفين. وارتدى لاعبو شيلي في هذه المباراة قمصان اللعب الجديدة حيث كانت المباراة ضمن الاحتفالات بمئوية كرة القدم في شيلي ولكن معظم المشجعين في المدرجات ظهرت عليهم ملامح الحزن وارتدوا ملابس سوداء وانهمرت الدموع من عيونهم حزنا على رحيل بييلسا وتراجعت عملية بيع القمصان الجديدة للمنتخب بشكل كبير. وتسبب نقص الموارد المالية لاتحاد كرة القدم في شيلي بعد رحيل بييلسا في إلغاء إحدى المباريات الودية ورفض التفكير في مباريات أخرى كانت مرشحة لها منتخبات كبيرة مثل روسيا وبولندا. كما لم يستطع الاتحاد توفير المال اللازم لسفر المدرب الأرجنتيني كلاوديو بورجي ، الذي تولى مسئولية الفريق خلفا لبييلسا ، إلى الدول التي يحترف فيها نجوم شيلي لمتابعة اللاعبين والاجتماع معهم. وقال بورجي "أبلغوني بأن المال ليس متوافرا.. إنها مشكلة إدارية". ويخشى كثيرون من أنصار منتخب شيلي حاليا من تأثر معنويات الفريق بعد رحيل بييلسا مما يهدد فرص الفريق في كوبا أمريكا خاصة بعد لجوء بورجي إلى بعض التغيير في أسلوب لعب الفريق لاسيما في الناحية الهجومية حيث يعتمد حاليا على مهاجمين اثنين فقط بعدما دأب بييلسا على الدفع بثلاثة مهاجمين. ونجح بورجي في قيادة الفريق خلال الشهور القليلة الماضية إلى التعادل 1/1 مع كل من المنتخبين الأمريكي والبرتغالي بينما فاز 2/صفر على المنتخب الكولومبي وسحق منتخب استونيا برباعية نظيفة أمس الأول. ويخوض بورجي أول اختبار رسمي له مع الفريق من خلال بطولة كوبا أمريكا والتي تستضيفها الأرجنتين من الأول إلى 24 يوليو المقبل.