بعد فوز الفريق بلقب البطولتين الماضيتين ، يسعى المنتخب الألماني إلى اعتلاء العرش العالمي للمرة الثالثة على التوالي عندما تستضيف بلاده نهائيات بطولة كأس العالم السادسة لكرة القدم للسيدات في الفترة من 26 يونيو الحالي إلى 17 يوليو المقبل. ولا يختلف اثنان على أن المنتخب الألماني سيخوض البطولة وهو أقوى المرشحين للفوز باللقب حيث يمتلك جميع المقومات التي تساعده على الدفاع عن لقبه بداية من المساندة الجماهيرية ومرورا بالخبرة المتراكمة لدى معظم لاعبات الفريق وكذلك اللياقة البدنية والمهارات الفنية ووصولا إلى رغبة اللاعبات أنفسهن في مواصلة تأكيد هيمنتهن على اللقب العالمي. ولم يغب المنتخب الألماني عن أي من البطولات الخمس الماضية ووصل للمربع الذهبي على الأقل في أربع من هذه البطولات كما توج باللقب عن جدارة في آخر بطولتين ليصبح أول منتخب يفوز باللقب مرتين متتاليتين. ويراود الأمل المنتخب الألماني للسيدات في معادلة إنجاز منتخب الرجال الذي توج بلقب كأس العالم ثلاث مرات سابقة علما بأن منتخب السيدات تفوق على نظيره الرجالي في عدد مرات الفوز باللقب الأوروبي حيث أحرز المنتخب النسائي اللقب الأوروبي سبع مرات مقابل ثلاث مرات لمنتخب الرجال. وعلى مدار السنوات القليلة الماضية ، لم تشهد صفوف المنتخب الألماني تغييرات جوهرية حيث يعتمد الفريق بشكل كبير على نفس مجموعة اللاعبات اللاتي أحرزن اللقب عام 2007 بالصين. ولذلك يتمتع المنتخب الألماني بقدر وافر من الخبرة والقدرة على التعامل مع البطولات الكبيرة والتي كان آخرها كأس أمم أوروبا للسيدات في عام 2009 بفنلندا. وعلى مدار البطولتين الماضيتين لكأس العالم للسيدات ، سجل المنتخب الألماني 43 هدفا واهتزت شباكه مرتين فقط كانتا في بطولة 2003 بينما حافظ على نظافة شباكه تماما في بطولة عام 2007 . وتؤكد الإحصائيات على تمتع الفريق الألماني بخطي هجوم ودفاع متميزين وقادرين على التصدي لمختلف المنافسين بما ذلك المنتخب البرازيلي الذي شهد مستواه تطورا واضحا في السنوات القليلة الماضية ووصل لنهائي البطولة الماضية لكنه خسر أمام نظيره الألماني بهدفين نظيفين. وتبدو الضغوط العصبية والجماهيرية والتوقعات المتزايدة من الفريق هي المنافس الأقوى له والذي تحتاج المدربة سيلفيا نايد إلى التغلب عليه من أجل قيادة فريقها إلى اللقب العالمي. وتواجه نايد مشكلة أخرى وهي اختيار التشكيل الأساسي نظرة لكثرة اللاعبات ذات الاستعداد التام للمشاركة في التشكيلة الأساسية. ولكن نايد /47 عاما/ التي قادت المنتخب الألماني للفوز ببطولة كأس العالم للشابات عام 2004 ثم كأس العالم للسيدات 2007 ولقب أوروبا 2009 تمتلك القدرة على الدمج بين عناصر الخبرة والشباب بالفريق. وتمثل النجمة البارزة والمخضرمة بريجيت برينز /33 عاما/ حجر الزاوية في المنتخب الألماني حيث خاضت مع الفريق بطولات كأس العالم الأربع الماضية وتتصدر قائمة أفضل الهدافات في تاريخ البطولة برصيد 14 هدفا منها سبعة أهداف في بطولة 2003 توجت بهما هدافة لتلك البطولة. وبعد نحو 17 عاما حافلة بالإثارة والانتصارات مع المنتخب الألماني ، تحلم برينز بختام رائع لمسيرتها الدولية مع الفريق من خلال التتويج بلقب البطولة العالمية للمرة الثالثة على التوالي. وسبق لبرينز أن احتكرت لقب أفضل لاعبة في العالم لثلاث سنوات متتالية من 2003 إلى 2005 كما حلت ثانية خلف البرازيلية مارتا في استفتاء أفضل لاعبة في العالم على مدار السنوات الأربع الماضية. وإلى جانب برينز ، تضم صفوف المنتخب الألماني العديد من النجمات مثل حارسة المرمى المخضرمة نادين أنجرير ولاعبة خط الوسط البارزة إنكا جرينجز واللاعبة الشابة فاتماير بايراماي ذات الأصول البوسنية. ومع تضافر كل هذه العوامل لصالح المنتخب الألماني يصبح الفريق مرشحا بقوة للفوز بلقب المونديال بين جماهيره.
