ارتفعت اسعار الألبان ومنتجاتها من الأجبان والزبادى بشكل ملحوظ خلال الفترة الماضية بنسب تراوحت ما بين 5% إلى 10% ليصل سعر كيلو اللبن السائب إلى ستة جنيهات والمعبأ ما بين 7.25- 8.5 جنيه بالإضافة إلى ارتفاعات فى اسعار الأجبان البيضاء والمطبوخة. مشكلة هذه الزيادات لم يكن لها علاقة هذه المرة بالأزمة المعتادة بين موردى الألبان من أصحاب المزارع وبين أصحاب المصانع، أو بمطالبات البعض بفرض رسوم حماية على اللبن المستورد ولكن الأسباب مختلفة أرجعها بعض خبراء فى المجال إلى غياب الأمن وعدم عمل المصانع بكامل طاقتها وهو ما قلل المعروض فى الأسواق، بينما أرجعها البعض الآخر من أصحاب الرؤية التفاؤلية الذين أكدوا استقرار اوضاع المصانع إلى أن سبب الزيادات الأخيرة ارتفاع أسعار الأعلاف إلى جانب زيادة اسعار الخامات عالميا، فيما ربط خبراء بين عدم استقرار سوق الألبان وبين حدوث احتكارات بتلك الصناعة. 3% زيادة فى رمضان منذ ثلاثة اشهر أطلقت منظمة الفاو تحذيرات خاصة بزيادة أسعار الغذاء فى العالم نتيجة تعرض بعض الدول إلى موجة من الجفاف بالإضافة إلى دخول الصين كمستوردة لكميات ضخمة من ألبان البودرة من الولاياتالمتحدةالأمريكية بحسب عمر الدماطى رئيس مجلس ادارة شركة «دومتى» موضحا ان سعر طن اللبن البودرة المنزوع الدسم قفز من 3200 3700 دولار، بينما اللبن الكامل الدسم وصل إلى 4200 دولار للطن بالإضافة إلى زيادة أسعار بروتين اللبن المركز الذى يستخدم فى صناعة الأجبان بنحو 20 % خلال شهر أبريل مؤكدا أن الزيادة فى أسعار الجبن «ملح خفيف» تراوحت ما بين 2.5 % 3 % لتصل أسعارها إلى 14جنيها للكيلو بينما يرتفع السعر للأجبان التى تخزن لمدة ستة شهور على الأقل ل24 جنيها مثل الجبنة البراميلى بسبب فقد جزء من وزنها نتيجة التخزين. ويضيف الدماطى سببا آخر إلى زيادة الأسعار وهو قلة إدرار اللبن من المواشى خلال فصل الصيف بنحو 30 % وزيادة سعر التوريد من مراكز التجميع للمصانع خلال تلك الفترة. مشيرا إلى أن سعر التوريد كان فى السابق يصل إلى جنيهين خلال موسم الصيف بينما يشترط المزارعيون التوريد حاليا ب320 قرشا للكيلو. وقال الدماطى لن تحدث زيادات ملحوظة فى أسعار الألبان ومنتجاتها مع قدوم شهر رمضان متوقعا زيادة 3 % فقط. خفَّضنا الإنتاج أرجع فتحى كامل رئيس مجلس ادارة شركة بريكو لمنتجات الألبان والرئيس السابق لجرين لاند السبب فى رفع اسعار اللبن والأجبان إلى ارتفاع سعر الدولار الذى أثر على استيراد الخامات وقال لقد أصبحت الثقة مفقودة بين الموردين والمصنعين حيث كانت المصانع تحصل على اللبن بتسهيلات من الموردين مثل إمكانية السداد بعد وصول البضاعة ب15 يوما أما الآن فيشترط سداد نصف المبلغ مقدما مشيرا إلى عدم توافر السيولة اللازمة لاستيراد الخامات الخاصة بالصناعة خاصة بعد زيادة أسعار اللبن المجفف التى قفزت من 17 ألف جنيه للطن العام الماضى إلى 22 ألف جنيه مما نتج عنه إحجام بعض الموردين عن الاستيراد إلى جانب عدم ثقة الشركات المصنعة فى إمكانية سداد التجار لثمن البضاعة ولفت كامل إلى ارتداد العديد من الشيكات من عملاء الفنادق نظرا لنقص السياحة الوافدة إلى الغردقة وشرم الشيخ مؤكدا أن هذا القطاع كان يستهلك كميات كبيرة من اللبن المعبأ ومنتجات الألبان من الجبن والزبادى وأشار إلى اتجاه شركته وشركات أخرى إلى خفض الانتاج بنسبة 25% رغم ان الاقبال على الألبان ومنتجاتها يكون أكبر خلال فصل الصيف. ويشير كامل إلى أن كميات الألبان الخام الواردة من المزارع ثابتة والتى لا تزيد 150 ألف طن سنويا وهى لا تكفى حاجة السوق حيث تستورد مصر 70% من احتياجاتها من لبن البودرة من نيوزلاندا واستراليا وكندا وألمانيا الذى يدخل فى صناعة منتجات الألبان بنسبة 50% مطالبا بضرورة عودة الأمن إلى الشارع حتى تعمل المصانع بكامل طاقتها نافيا زيادة الأسعار خلال شهر رمضان المقبل. اللبن المعبأ يقود السوق يرجع حسن هيكل، عضو مجلس ادارة جمعية «مواطنون ضد الغلاء»، والذى اعد دراسة عن حدوث احتكارات فى سوق الألبان بمصر زيادة الأسعار إلى تحكم شركات محددة فى تلك الصناعة بدات بظهور شركات صغيرة كبرت حتى استولت احداها على 20 % من حجم انتاج الألبان فى مصر لتسيطر شركات بيتى، وانجوى، وجهينة ومزارع دينا ولبنيتا على السوق بعد اتمام عدة صفقات للاستحواذ للأجانب موضحا أن مصر تنتج 3.5 مليون طن ألبان مبسترة سنويا وقال إن السوق المصرية لا تستجيب لحركة الأسعار العالمية بشكل صحيح مدللا على ذلك بأن أسعار الألبان انخفضت عالميا بنسبة تجاوزت 42 % عام 2009 ورغم ذلك لم تنخفض أسعار مصنعات الألبان فى مصر بنسب متفاوتة للأسعار العالمية بما يعنى أن السوق تتجه فقط للصعود. كان جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكار قد وجه اتهاما إلى شركات جهينة، وبيتى التى استحوذت عليها المراعى السعودية، وشركة أنجوى بالاحتكار ومخالفة قانون حماية المنافسة فى مجال تصنيع اللبان خلال شهر مارس الماضى بعد أن أثبتت التحقيقات أن الشركات الثلاث اتفقت على تثبيت أسعار شراء اللبن البقرى الخام من المزارع بما يخالف القانون أكدت منى ياسين الرئيس السابق لجهاز حماية المنافسة ومنع الاحتكار ل«الشروق» أن الملف كان قد حول للجهاز وكانت هناك قضيتان أولاهما امتناع شركة جهينة التى تستحوذ على 10% من السوق عن الشراء من مزارع ألبان والقضية الأخرى كانت اتفاق بين الشركات على السعر لكن القضية الثانية لم يتخذ فيها إجراء قبل تركى الجهاز فى يناير الماضى إلا أنه تم صدور قرار الاتهام فى مارس بعد قيام الثورة وأكدت ياسين أن اللبن المعبأ هو الذى يقود السوق فى الأسعار. لا توجد احتكارات من جهته استبعد حاتم صالح، رئيس شعبة الألبان بغرفة الصناعات الغذائية والعضو المنتدب السابق بشركة بيتى للألبان، وجود احتكارات فى السوق مشيرا إلى وجود 6 شركات تتنافس وفقا لقواعد المنافسة لصالح المستهلك لتحدث استقرارا بالسوق مع الوقت مرجعا سبب الزيادات الأخيرة إلى رفع سعر اللبن الخام إلى 3.2 جنيه وزيادة اسعار العلف بنحو 10% فى وقت يزيد فيه استهلاك الألبان وقدر نسبة الزيادة فى اللبن المعبأ ب5% والسائب ب10% مؤكدا تأثر الطاقة الانتاجية للمصانع بالسلب لافتا النظر إلى تحسن الوضع حاليا بعد أن عادت الانتاجية لمعدلات شبه طبيعية خلال شهر أبريل بنسبة 80 % بينما كانت فى شهر مارس 60 % وفى فبراير 30 % فقط وقال صالح إن سوق الألبان المعبأة يمثل 16% من حجم السوق بينما تحتل الألبان السائبة النسبة الباقية مضيفا أن الشركات بذلت مجهودا كبيرا فى تقليل التكلفة رغم ان العبوة وحدها تمثل ثلث قيمة التكلفة الكلية. قال محمد الأمين بائع ألبان ومنتجاتها إن سعر كيلو اللبن السائب ارتفع من 5.5 للكيلو إلى 6 جنيهات وعبوة الزبادى البلدى زادت ربع جنيه لتصبح بجنيه ونصف بينما زاد الجبن البراميلى من 22 إلى 24 جنيها والجبن من الملح الخفيف إلى 16 جنيها بينما استقرت أسعار الجبن الرومى عند 46 جنيها فيما أكد هيثم محمد، بائع، أن سعر لتر اللبن من جهينة ارتفع من 6.75 قرش إلى 7.25 جنيه، بينما وصل سعر عبوة لبن دينا إلى 8.5 جنيه للتر.