أكد الكاتب أسامة غريب ل(الشروق) أنه "لن يقول إن كتبي مثل أولادي، ولا أميز أحدا عن بعضهم، ولكن كتاب (مصر مش أمي.. دي مرات أبويا) هو ما أعتز به من كتاباتي، ولكن أقربهم لقلبي هو كتابي الجديد الذي سيصدر قريبًا عن دار الشروق أيضًا، (إرهاصات موقعة الجحش)، وفيه أبين أن كل ما حدث في الفترة الماضية من النظام السابق كان مؤديا حتما لموقعة الجمل أو الجحش كما يسميها الكتاب والبعض". جاء ذلك في ندوة توقيع كتابه الجديد "لمس أكتاف"، وذلك أمس الخميس، في مكتبة الشروق بالمهندسين، والتي حضرها الدكتور محمد المخزنجي، والناقد طارق الشناوي، والإعلامية فريدة الشوباشي، والشاعر عبد الرحمن يوسف، والناقدة نهى حماد، والكثيرون غيرهم. وافتتح الكاتب الدكتور محمد المخزنجي بكلمة حول الكاتب، مبديا إعجابه "بذكائه اللماح، الذي يفاجئك بأشياء تضحكك وتبكيك وتحرك عقلك"، وأضاف: "حدث في مصر بعد الثورة استعادة لأنماط في النقد الأدبي اختزلها النقاد المدرسيون إلى رواية وقصة فقط، وجاءت الثورة شاكرة فاستعادت قيمة الرأي والمقالة، والكتابة الساخرة، فقد حدث إعادة تقييم لأنماط كتابة كانت منسية". مؤكدا أن "تلك الكتابات الساخرة هي ما أدت لبناء رأي نقدي لدى القارئ، وجعلته يتحلى بحكمة القلب، غير مبالٍ بحمامات الكتابات المبتذلة". في حين أضاف الناقد طارق الشناوي: "لم تقم دراسات عن الكتابات الصحفية من قبل. وبظهور الصحافة المستقلة، أدى ذلك لظهور الأعمدة الصحفية، والتي تناقلتها الصحف القومية فيما بعد، ومن تلك الكتابات جزء ساخر يستحق الاهتمام والدراسة"، واختتم كلامه موجها الدعوة لكل زملائه وللأجيال القادمة بعمل دراسة لتلك الأعمدة". حول رجوعه إلى مصر من كندا وأجاب الكاتب "غريب" على أحد التساؤلات، حول أسباب عودته من كندا إلى مصر، أجاب قائلا: "لم أكن سعيدا هناك"، وأوضح إجابته قائلا: "لقد شعرت بالاكتئاب عند زيارة مرشح الحي الذي أسكن فيه في كندا لمنزلي، وبعدما حدثني عن تطوير حديقة الحي وخدمات المدارس، تذكرت مثيلات تلك المشكلات في مصر"، وضحك قائلا: "مع الاختلاف الكبير بينهما، فهناك يوجد 10 تلاميذ في الصف الواحد، وهناك الحدائق مجانية وخدماتها مجانية. أما هنا فيوجد 60 أو 70 تلميذا، ولا توجد أصلا حدائق، وأكمل غريب "وهنا أدركت أنني لا تهمني مشكلاتهم، فهي تختلف عن مشكلاتي، أنا من مصر بكل ما فيها من سوء، ولهذا رجعت". وأوضح أن كتاباته غير المنتظمة وكسله هما الأسباب الرئيسية لعدم معرفة قرائي بي". مناقشات حول الثورة وتحولت الندوة إلى مساحة نقاش بين الجمهور والكاتب، حول الثورة، فهناك من يرى أن البلاد فوضوية، وهو ما أجاب عليه عبد الرحمن يوسف بقوله: "منظومة العمل قبل الثورة كانت آلة منظمة للهدم، وجاءت الثورة وأوقفت تلك الآلة التي تهدم، والآن ما يبقى هو إزالة الأنقاض، وهو ما يستغرق وقتا". وأضافت فريدة الشوباشي، أن "المصريين تسلموا بناء آيلا للسقوط، وقت الثورة، وإعادة بنائه يحتاج وقتا". في حين تحدث (غريب) عن رسالة جاءته بعد الثورة، من أحد صغار رجال الشرطة، يقول فيها: "إنهم لا يخافون من البلطجية، فهذا عملهم، ولكن ما يخيفنا هو (السجن)"، مكملا حديثه للجمهور: "وأعتقد أن هذا من أجمل ما حققناه". شاهد الفيديو التالي