جددت دول مجلس التعاون الخليجي اليوم الأربعاء، مبادرتها للتوسط في حل الأزمة القائمة في اليمن، لكن المبادرة لم تقدم جديدًا لكسر الجمود حول مصير الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، الذي يعالج من إصابة في مستشفى سعودي. وكانت دول الخليج، التي تخشى من انتشار تداعيات الاضطرابات الحالية في اليمن ووصولها إلى تخومها، قد حاولت ثلاث مرات إيجاد طريقة لخروج صالح وتسليمه السلطة، إلا أنه ظل متمسكًا بها على الرغم من استمرار الاحتجاجات واتساعها في جميع أنحاء البلاد، التي تطالب برحيله عن السلطة. وتلا فشل المحاولة الأخيرة لدول الخليج في مايو الماضي اندلاع قتال عنيف في العاصمة صنعاء بين المعارضين والقوات الحكومية. وقد أدى هذا إلى زيادة مخاوف الغرب من احتمالات انزلاق اليمن باتجاه سيطرة مسلحي تنظيم القاعدة عليه، الذين حصلوا على قاعدة قوية في اليمن. وكانت التقارير قد تحدثت عن حالة من التوتر في صنعاء بين أطراف الصراع في اليمن بعد رفض نائب الرئيس اليمني، الذي يتولى سلطة الرئيس نيابة، الحديث إلى المعارضة. ونقل عن محمد المتوكل، عضو ائتلاف الأحزاب اليمنية المعارضة، قوله أن الجهود الدولية الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لنقل السلطة انهارت لأن نائب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، القائم بمهام الرئيس رفض الحوار مع الائتلاف. وأضاف المتوكل أن هادي يبرر ذلك بالقول انه منشغل بالتعامل مع أزمة الوقود ووقف إطلاق النار والموقف الأمني في المحافظات اليمنية. وكانت المعارضة اليمنية قد ناشدت وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي خلال اجتماعهم أمس الثلاثاء في جدة تفعيل دوره والدفع باتجاه انتقال سريع للسلطة لسد الفراغ السياسي الحاصل في البلاد بغياب الرئيس اليمني. وأدى التوتر الأمني إلى نزوح آلاف من سكان العاصمة إلى محافظات أخرى أكثر أمنًا وبحثًا عن خدمات بتكلفة أقل. ويضيف إن انتشار مسلحين من أنصار الحزب الحاكم في مختلف أحياء العاصمة يطلقون الرصاص الحي في الهواء من حين لآخر دون تدخل الأجهزة الأمنية لضبطهم وفقًا لقانون حظر السلاح ما تسبب في حالة من الرعب لدى السكان. حسبما أفادت العربية. كما تسبب الوضع الأمني المتدهور في زيادة معاناة سكان العاصمة مع تفاقم أزمة الغاز المنزلي ووقود السيارات والمياه التي ارتفعت أسعارها أكثر من ثمانية أضعاف فضلاً عن انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من ثمان عشرة ساعة في اليوم في مختلف المدن اليمنية. وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر نشرت تقريرًا رصد معاناة السكان في العاصمة صنعاء وأكد تزايد التحديات الأمنية والغذائية وتدهور الخدمات ما يدفع السكان للبحث عن البدائل، وحذر التقرير من اتساع حدة الفقر وتفاقم معاناة السكان في ظل التدهور الأمني الحاصل.