أكدت مصادر دبلوماسية تركية اليوم السبت أن إقامة منطقة عازلة على الحدود التركية السورية لمواجهة تدفق الأعداد المتزايدة من النازحين السوريين هروبا من القمع والعنف فى بلادهم، هو خيار مطروح على أجندة تركيا. وقالت المصادر إن تركيا أعدت لاستقبال 10 آلاف لاجئ سوري، ولا ترغب في استقبال أكثر من هذا العدد ، ولا يمكنها أيضا تتحمل الأعباء المالية بمفردها ، ولذلك بدأت اتصالات مع المفوضية العليا لشئون اللاجئين والصليب الأحمر الدولي والاتحاد الأوروبي لمساعدتها في مواجهة موجة الهجرة الجماعية المحتملة من سوريا . وأضافت المصادر أنه إذا شهدت تركيا صورة مشابهة لصورة الهجرة الجماعية من العراق الى تركيا خلال فترة حرب الخليج الثانية حيث تدفق آلاف النازحين على تركيا فإنها ستضطر لان تشكل منطقة محايدة داخل الأراضي السورية لمواجهه الهجرة الجماعية ، لكن هذا القرار وتنفيذه على ارض الواقع يحتاج لموافقة مجلس الأمن الدولي على غرار موافقته على تشكيل تركيا قوة "الكشف الجوي فى شمال العراق " . فى الوقت نفسه لفتت صحيفة " راديكال " الصادرة اليوم إلى أن تركيا بدأت تغير من لهجتها وموقفها السياسي ضد سوريا بعد زيادة أعمال العنف من جانب قوات الأمن والجيش السوري ضد المتظاهرين واطلاقهم العيارات النارية على المدنيين دون التفرقة بين الاطفال والنساء المواطنين الأبرياء . ولفتت الصحيفة إلى اتهام رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان نظام الرئيس السوري بشار الأسد للمرة الأولى بالقيام بأعمال وحشية ضد المحتجين وعدم التصرف معهم بشكل إنساني ، إضافة ألى تأكيد وزير الخارجية احمد داود اوغلو أن بشار الأسد لم يتخذ خطوات لتنفيذ الإصلاحات التى وعد بها ، وأن وضعه أصبح صعبا . في السياق نفسه، شكلت وزارة الخارجية التركية مركزا لإدارة الطوارئ يضم عددا من المسئولين المعنيين بالوزارات والمؤسسات الحكومية المعنية بالموضوع لمتابعة جميع التطورات التي تشهدها سوريا.