"دول عذبونا لأكتر من 30 سنة.. وعايزنا نستخسر فيهم إننا نصورهم، ونفرج الناس عليهم شوية؟"، هكذا بادرنا عبد الله، الشاب الذي يدرس في الصف الثاني الثانوي الصناعي، ويساعد خاله في متجر أدوات الكهرباء الخاص به، عند سؤاله عن الصور التي تم تعليقها منذ أكثر من أربعة أشهر على باب المحل، والتي تتعرض لفاسدي النظام السابق، من مبارك، وجمال، والعادلي، وعز، وعزمي، وسرور، وسوزان. في أثناء عبورك لميدان المحطة القريب من ميدان الجيزة، قد لا يجذبك شيء إلا صور لمبارك وعائلته وحاشيته، ومكتوب عليها "منتخب بورتو طرة"، وتجد صورا أيضا ل"زين العابدين" و"على عبد الله صالح" و"القذافي"، وهم يجتمعون على رصيف ويرتدون أسمالا بالية، مرددين لعنتهم على من يفكر في الحكم، قائلين: "التبرع بالدولار لو سمحت"، كل تلك الصور تجدها معلقة أمام باب أحد المحلات، وبجانبها قصيدة طويلة للثورة، ولشهداء الوطن، مقسمة أن دمهم لن يضيع هدرا. أضاف عبد الله، متذكرًا أيام الثورة: "شاركت، كما شارك الجميع هنا في الجيزة، في مسيرات يوم جمعة الغضب 28 يناير، التي انطلقت من ميدان الجيزة، وطافت المنطقة كلها، وامتلأ أكبر شوارعها (شارع المحطة) بالمتظاهرين الذين زاد عددهم وقتها عن 50 ألفا، وذهبنا للتحرير جميعا، وشاهدنا ما يحدث من تراجع للشرطة والأمن المركزي، ثم نزول قوات الجيش". وأكمل: "وعند رجوعي من الميدان، وجدت (خالي) قد أتى بصور كثيرة من الإنترنت وقام بتحميلها ثم طبعها، وكلما يستجد شيئا أو يصدر قرار، تجد صورا جديدة، فقمنا بتكبير تلك الصور، وتعليقها على أبواب المحل، وعلق خالي: (أذلونا عمرنا، فكيف لا نرد لهم الجميل بضعة أيام حتى محاكمتهم؟)". واستمر عبدالله قائلا: "ولكن تلك الأيام طالت، بل وقرارات إخلاء السبيل قد بدأت في الصدور، فقرر خالي عدم إزالتها، بل وأضاف لها صورا لكل الفاسدين في العالم العربي، أضاف كل من على شاكلة مبارك، مثل صالح والقذافي". مضيفا: "وستظل تلك الصور معروضة للناس في الميدان، حتى يتم محاكمتهم، وحتى تحقق الثورة العدالة التي طالبنا بها عند قيامنا بالثورة". واختتم كلامه بأمنياته بإتمام دراسته في المدرسة الثانوية الصناعية والالتحاق بكلية الهندسة، وهو حلم لا يراه بعيد المنال.