●● المباريات المتبقية للمنتخب فى تصفيات أفريقيا صعبة كلها، ولا شك أن الفرصة فى التأهل تبدو بعيدة.. والآن دعونا نفكر أولا فى الفوز على جنوب أفريقيا، خاصة أن المباراة فى القاهرة. لكن المنتخب يمر بمرحلة انتقالية، يضخ دماء جديدة، ويواجه منتخبات جديدة. وأظن أنه من المستحيل أن يواصل فريقنا الوطنى احتكاره للصداره فى القارة، وهو صاحب إنجاز فريد لا يصدق.. وعندما تعرضنا بالتحليل لأسباب الفوز بالبطولات الثلاث أشرنا إلى ذكاء الثعالب، وهو نفسه ذكاء ثعالب برشلونة، وليست تلك مقارنة، فمن الواضح أن البعض يسارع بالمعارضة والرفض، وكنت قلت نصا قبل سنوات: «يكون الثعلب غبيا عندما يصارع الأسد بالقوة، ويكون الثعلب غبيا حين يظن أنه يملك نفس المخالب التى يملكها غريمه.. ولأن الثعالب ذكية، فإنها تواجه الأسود من بعيد، وتناور وتحاور وتجرى حتى تحقق هدفها».. واقرأ تلك الكلمات مرة أخرى. إنها تختصر السر، حتى بالنسبة لفريق مثل برشلونة يتسم بصغر أجساد لاعبيه، تماما مثل أجساد لاعبى المنتخب الوطنى، وللتغلب على العمالقة من المنافسين، سواء من الكاميرون أو من الإنجليز، تكون الوسيلة هى التمرير، القصير والطويل، وامتلاك الكرة لأطول فترة، ومحاصرة الخصم بثلاثة وأربعة لاعبين، فى حالتى الهجوم والدفاع.. (راقبوا ماذا تفعل الثعالب عند الصيد فى ناشيونال جيوجرافيك أو أنيمال بلانت).. إن الكثرة تغلب الشجاعة.. ●● الحظ أو التوفيق فى غاية الأهمية فى الحياة وفى اللعب، لكنه ليس كل شىء فى حياتنا وفى مبارياتنا كما ندعى دائما.. فنحن أمة تنفرد بتعظيم دور الحظ.. نخسر لسوء الحظ، ونفوز لحسن الحظ، حتى أصبحنا مثل هذا الكهل الذى يتكئ على عصا.. وعندما فاز المنتخب الوطنى بكأس الأمم الأفريقية عام 2006، لم يتلفت الكثيرون إلى الجهد والجرى والعطاء والحماس والقتال الذى قام به لاعبو المنتخب، وقد مضت قرابة ست سنوات، فهل يملك نفس اللاعبين نفس القدرات؟! ●●أثناء كأس العالم الأخيرة، قرر دونجا مدرب البرازيل فرض السرية على تدريبات الفريق قبل مواجهة كوريا الشمالية. ولم يكن البرازيليون يفعلون ذلك قديما، قالت صحيفة أوجلوبو البرازيلية: «كل هذه السرية من أجل هذا؟!». ويومها لم يقدم منتخب البرازيل العرض المتوقع منه، ولم يلعب كرته الممتعة والساحرة.. ومنذ بداية معكسر المنتخب استعدادا لخوض مباراة جنوب أفريقيا، اتسمت التدريبات بالسرية.. نرجو ألا نكرر ما قالته الصحيفة البرازيلية: كل هذا السرية من أجل هذا؟! ●●شىء آخر انتهى به، وهو ظاهرة تنفرد بها الصحافة الرياضية، أن تكتب مانشيتات قبل كل مباراة من نوع: «كثرة اللاعبين الجاهزين مشكلة (كيف تكون مشكلة لمدرب أن يملك مجموعة جاهزة؟)، وهناك أيضا ما يلى: «المنتخب يسعى للفوز» (هل يوجد غيره يمكن أن يسعى إليه؟). أو من نوع أطرف: «حسن شحاتة يطالب لاعبيه بالفوز على جنوب أفريقيا.. (هل يمكن أن يطالب بشىء آخر؟).