اعتبر الروائي صنع الله إبراهيم أن "ثورة شباب 25 يناير فعلت ما عجز عنه أكثر من جيل"، واصفا ما حدث وما يحدث في مصر ب"المعجزة"، مشددًا على أن "ثورة 25 يناير نجحت لكن لم تنتصر بعد"، وقد جاء ذلك خلال حفل توقيع روايته الأخيرة "الجليد" الصادرة مؤخرا عن (دار الثقافة الجديدة)، أمس الاثنين، وذلك في افتتاح وتدشين أولى ندوات مكتبة "الكابينة" الملتقى الثقافي لشباب الأدباء بالإسكندرية، والتابع لمؤسسة "جدران" الفنية. دور الأدب في تحريض الشعوب وقد بدأت الندوة بكلمة سريعة لعبد الله ضيف، مسؤول مؤسسة "جدران" ب"الكابينة"، للترحيب بالكاتب، قدم له مدير الندوة عبد الرحيم يوسف، بعدها افتتح "صنع الله" المناقشات والحوار بكلمة عن ثورة 25 يناير، ودور الشباب في الفترة القادمة، وما يواجه البلاد من تحدياتٍ رأى الشباب أهلا لمواجهتها، ثم دارت المناقشات حول الوضع السياسي بشكل عام. وجاءت إجابة "صنع الله" على سؤال، وجهه أحد الحضور، حول الدور الذي يلعبه الأدب بشكل عام من تحريض للشعوب، في شرح كيفية العمل على نصر الثورة، مؤكدًا ما للأدب بشكل عام من واجب تحريضي، لكنه لم ينسب رأيا ذاتيا عن روايته بأنها "يمكن أن تكون هي أو غيرها مما ظهر في الفترات الأخيرة، ما يمكن وصفه بالأدب التحريضي". رؤيته السياسية: أفضل النظام البرلماني لهذه الأسباب تنوعت التساؤلات ما بين السياسية والأدبية، والتي ترصد الحال الراهن في مصر، مجيبا عن سؤال "إن كان في جانب النظام الرئاسي أم البرلماني"، موضحا أنه "يميل إلى هذا البرلماني الذي يقلص من سلطات وانفرادات الحاكم، ما يضيع الفرصة على خلق دكتاتور جديد"، مؤكدا أن: "تكوينه اليساري يرفض كل أشكال التسلط والقمع القسري"، وذلك في أثناء الحديث عن إشكالية وضع الجيش في الفترة الراهنة، ورؤيته حول الحكم في ظل مجلس عسكري، لكنه عاد ليؤكد أن "صوت الشباب هذه الأيام هو الواجب الاستماع إليه أكثر من غيره، لأنهم الصناع الحقيقيون للثورة المصرية"، مشددا على حاجة مصر لنظام نقابي واضح وقوي. وفي سؤال آخر حول رواياته بشكل عام، وخصوصا في روايته الأخيرة "الجليد"، سأل أحد الحضور من شباب الروائيين عن "مفهوم الانكفاء الجنسي الذاتي" في روايته، باعتبار أن ذلك المفهوم أحد المسكوت عنهم، والذي تصدى له في الجليد بشكل واسع وأكثر عمقا مما كان في كتاباته السابقة، فأجاب إبراهيم بأنه: "يحب الكتابة عن الجسد، لقناعتي بحاجتنا إلى تعلم أسرار هذا الجسد، والذي يعد الجنس أحد أخطر المسكوت عنه في هذا المجال"، موضحا "الحاجة إلى نشر الثقافة الجنسية الواعية والمتفهمة لطبيعة الآخر ولغة جسده، في محاولة لسبر غور كثير من التساؤلات التي يفرزها الشخص المنتمي إلى مجتمع منغلق، والذي يرى في الجسد والجنس منطقة محظورة، كما في المجتمع الروسي في الرواية، وفي مصر والشرق بشكل عام". نصيحته للكتّاب الجدد أكد "صنع الله" في لقائه أنه "توجد هوة حقيقية بين شباب الكتاب الجدد وجيلي وما قبله وما بعده، وأن الواجب مد جسور التعاون الأدبي والحوار بين كل المدارس الأدبية"، مؤكدا أنه "يحرص على تتتبع كل الإنتاج الأدبي قدر المستطاع من هذه الأصوات الجديدة". ونصح الشباب الجدد من الكتاب ب"ضرورة الحرص على الكتابة يوميا في أي شيء، بل يتحول إلى عادة يومية"، مشيرًا إلى ضرورة المذاكرة الجيدة لما يكتب عنه، وأكد أنه يتمنى أن يرى كل يوم في مصر مبدعا جديدا، خاتما حواره ب"التفاؤل الذي يسيطر عليه بعد الثورة وأن مصر غدًا أفضل". وكانت فعاليات الندوة قد امتدت إلى ما يقارب الأربع ساعات على غير المتوقع، إذ فاجأ الجميع الحضور الهائل من كافة الأعمار، للاستمتاع بصاحب مدرسة السرد التوثيقي، صاحب "شرف" و"ذات" و"الأمريكانلي" و"التلصص" و"القانون الفرنسي" و"وردة"، وغيرها من الروايات التي ميزت "صنع الله إبراهيم"، ومجموعة من الوجوه الفنية والأدبية على الساحة الأدبية لشباب الإسكندرية، منها على سبيل المثال الفنانة التشكيلية والمسرحية علياء الجريدي، وعبد الله ضيف ضمن فريق إدارة "الكابينة"، ومدير الندوة والحوار شاعر العامية عبد الرحيم يوسف، والروائي وشاعر العامية مختار سعد شحاتة، والفنان المصور سامح الحلواني، ولفيف من الوجوه الأدبية والفنية بالثغر والمنتمين إلى مؤسسة "جدران" الفنية.