مصر ام الدنيا.. مصر بلد الهرم والنيل.. مصر بلد الحضارة. هكذا ظل يهتف ولمدة طويلة اعلام الوكسة فى ماسبيرو او (اعلام الكاكى) كما اسماه قطامش، وفجأة افقنا من سباتنا ونفضنا تراب التغييب الاعلامى والسياسى لنجد ان مصر لم تعد ام الدنيا ولا حاجة وحتى الهرم والحضارة لم تعد وسيلة جذب او احترام لمصر اما النيل فحدث ولا حرج.. أثيوبيا تعلن رسمياً إنشاء سد الألفية العظيم على النيل الأزرق، بوروندى توقع اتفاقية عنتيبى، دول المنبع تتقترح انشاء بنك للمياة.. وكمان هيبيعولنا المية !! يعنى م الاخر النيل بيضيع. بس احنا برضة لينا مكانتنا العظيمة وريادة افريقيا.. كتير مننا فاكر المدافع جون بينتسيل مدافع المنتخب الغانى فى مونديال ألمانيا 2006 بعد الفوز على منتخب التشيك في كأس العالم لكرة القدم ورفع بينتسيل وبعض لاعبي المنتخب الغاني علم إسرائيل في لقطة أثارت استياء الشارع العربي.. يعنى مفيش ريادة ولا مكانة ولا حاجة. كثير من شباب مصر يتحدث الان عن الغدر الافريقى وكيف انهم لا يحترمون اتفاقاتهم معنا بل وتأخذ بعضهم الحماسة الى الاتجاه للمطالبة بضرب افريقيا عسكريا، طب فى سؤال: ماذا فعلت لهم مصر حتى يحترموا اى اتفاق او يراعوا اية مصالح؟!!! لنكن واقعيون.. مصر لم تركز على البعد الافريقى لمدة تقترب من ربع قرن، طب مستنيين اية؟!!! لنبتعد عن السلبية فما حدث قد حدث ولننظر للمستقبل بنظرة تفاؤلية ونحاول البحث عن اجابة سؤال يمكن ان يغير مستقبل مصر.. ماذا يمكننا عمله لاستعادة دور مصر فى افريقيا وتجنب مخاطر غيابنا عنها؟؟ فاعتقد ان الكثير من القراء يوافقوننى الرأى على اهمية قارة افريقيا لمصر وكم انها اصبحت مطمع لكل دول العالم.. هنحاول نعرض معا بعض الافكار ونحاول ننفذ بعضها فى حدود الامكانيات المتاحة. اقتصاديا: • ارسال شباب الخرجين لمباشرة اعمالنا بدول افريقيا: مصر بها بعض الشباب المدرب ولكن بدون عمل، وافريقيا بها فرص العمل ولكن بدون ايدى عاملة، فلم لا نستفيد من تبادل المصالح معهم فى هذه النقطة.. وعلى فكرة الشعب اللبنانى كل مشاريعة فى افريقيا.. اغنى رجل فى العالم سليم حلو لبنانى وثرائة كلة من تراب افريقيا الذهب والماس والارض الخصبة فى افريقيا فلما لا نستثمر هناك ونرسل شباب الخرجين لمباشرة اعمالنا بهذة الدول ونوسع اعمالنا ولا يقتصر اقتصادنا على الداخل فقط. • الربط الكهربائى بين مصر واثيوبيا: أثيوبيا تبنى السدود وحلمها الأول ان تصبح أكبر دولة أفريقية مصدرة للطاقة الكهرومائية.. نظرة بسيطة على الخريطة نجد ان جيرانها الأفارقة أفقر من أن يقوموا هم بشراء الكهرباء من أثيوبيا.. دول االخليج العربى غنية بمصادر الطاقة الحفرية على الأقل حاليا.. الربط الكهربائى بين مصر واثيوبيا سيكون مفيد للجانبين فمن ناحية سنوفر لأثيوبيا السوق المنتظر لتصدير الكهرباء وهو فى هذه الحالة أوروبا عبر البحر المتوسط ومرورا بالأراضى المصرية.. وفى نفس الوقت ستظل مصر هى المتحكمة فى مرور هذه الكهرباء، وبعد نجاح الفكرة يمكن تعميم التجربة لتشمل اكثر من دولة افريقية. • إنشاء فروع للبنوك المصرية في دول حوض النيل: إنشاء فروع للبنوك المصرية في دول الحوض يتم من خلالها القيام بكافة الأعمال المصرفية المتعلقة بالتجارة الخارجية التي تكون مصر طرفاً فيها مما يقلل الكثير من المخاطر التي يتعرض لها المصدرون المصريون من عدم حصولهم على مستحقاتهم ويمكن البدء بمدينة نيروبي الكينية باعتبارها الدولة التي يتم من خلالها نقل تجارة الدول الحبيسة داخل القارة من خلال ميناء ممباسا الذي يعد واحداً من أهم المواني العاملة في خدمة الترانزيت وتموينات السفن في منطقة شرق أفريقيا. • تحويل مصبات نهر النيل فى دمياط و رشيد: لابد من دراسة مدي امكانية اقامة قناطر علي فرعي النيل في رشيد و دمياط قبل المصب و تحويل فرع دمياط الي سيناء و فرع رشيد الي الصحراء الغربية حتي منخفض القطارة للاستفادة من كل مياه النيل و عدم تركها تذهب هباء في مياه البحر مع توفير الحلول فى حالة ما اذا كان هناك موانع طبيعية ومصر مليئة بالعبقريات التي حتما سوف تجد حلولاً لاى مشكلة تواجه هذا المشروع. • مشروع شق قناة تصل نهر الكونغو بأحد روافد نهر النيل: فكرة مشروع تم مناقشته وتداوله كثيرا الكترونيا على الانترنت. اعلاميا: • انشاء صفحة رسمية لمصر بكل دولة افريقية: انشاء صفحة رسمية لجمهورية مصر العربية بكل دولة افريقية على فيسبوك تهدف لتعزيز العلاقات الدبلوماسية والنمو الاقتصادي والصداقة بين مصر وكل دولة افريقية، ويتم ادراج عنوان سفارة مصر فى هذه الدولة على ان يتم التنسيق بين ادمن الصفحة وسفير مصر فى هذه الدولة بحيث تقوم جمهورية مصر العربية بانشاء هذه الصفحة على الفيس بوك كمصدر للمعلومات عن مصر باللغة المحلية للدولة، ومن أجل إطلاع الجمهور العريض على نشاط مصر أولا بأول والمساهمة فى الترويج لمصر سياحيا واقتصاديا واستثماريا. • تقديم برنامج حوارى بين شباب مصر وافريقيا: برنامج حوارى بين مجموعة من شباب مصر ومحموعة من شباب احدى الدول الافريقية فى كل حلقة من البرنامج يهدف الى عرض أوضاع كل منهم في بلده والمشاكل التي يواجهها ومتيحا لهم منبرا للنقاش الحر حول أنماط حياتهم وأحلامهم وطموحاتهم، وذلك بهدف نشر الثقافة المصرية بين هذه الدول الافريقية وايضا زيادة الوعى المصرى بافريقيا. على ان يتم ذلك بالتعاون بين التلفزيون المصرى والتلفزيون الرسمى فى الدولة التى يتم بها البرنامج ويعرض البرنامج على القنوات المصرية والافريقية. اجتماعيا: • ارسال القوافل الطبية وحل المنازعات: توجد العديد من اعمال العنف بالدول الافريقيه واعنفها حاليا بساحل العاج، ممكن نبعت بعض من اطباءنا المصريين الى هذه الدول او نستضيف قيادات الاطراف المتنازعة بالقاهرة للتهدئة كما حدث فى المصالحة الفلسطينية. • اقامة الدورات التدريبية: اقامة العديد من الدورات التدريبية بالقاهرة وببعض الدول الافريقيه، على ان تتضمن هذه الدورات جميع جوانب الحياة من الدورات الدبلوماسية الى الفنية والشخصية ودورات تنمية المجتمع والتنمية الشخصية والبشرية. • إنشاء فروع لجامعة القاهرة فى بعض عواصم الدول الافريقية: وذلك لتعزيز العلاقات بين مصر وهذه الدول وايضا لتدريس اللغة العربية والعمل على انتشارها والتواصل الإلكترونى بين الباحثين، ولاسيما فى مجال البحث العلمى، وتبادل الأساتذة والطلاب والرحلات العلمية والنشر العلمى المشترك، بالاضافة الى عدد من المنح الدراسية للطلاب الافارقة فى كافة المجالات الدراسية. رياضيا: • انضمام مصر لاتحاد شرق ووسط أفريقيا الإقليمي كروياً بدلاً عن اتحاد شمال إفريقيا: الاكتفاء بالمشاركة في بطولاته بدلاً عن بطولات حوض النيل وانسحاب مصر من الاتحاد كرة القدم الإقليمي لشمال إفريقيا وانضمامها للاتحاد الإقليمي لشرق ووسط افريقيا المعروف باسم سيكافا Cecafa الذي يضم حالياً: السودان، اثيوبيا، اريتريا، رواندا، كينيا، اوغندا، بورندي، الصومال، جيبوتي، تنزانيا، زنزبار، بالاضافة لزامبيا والكونغو الديمقراطية ومالاوي كأعضاء شرفيين يشاركون في بطولات الاتحاد دون تمثيل في إدارته. فالملاحظ أن هذه الدول تضم جميع دول حوض النيل فيما عدا مصر، كما تضم دول اخرى متفاوتة المستوى الفني بين ضعيف كالصومال وجيبوتي ومتوسط كمالاوي وزنزبار وجيد كزامبيا . مما يعني أن انضمام مصر لاتحاد شرق ووسط أفريقيا يعني بالضرورة مشاركتها مع كل دول حوض النيل وبينما ستستفيد دول شرق ووسط افريقيا فنياً من منتخب مصر أحد اقوى منتخبات القارة ستسفيد مصر إعداداً سنوياً مع فرق متفاوتة المستوى بالإضافة لكل الفوائد السياسية والاجتماعية التي ستحصل عليها من بطولات حوض النيل التي سعت مصر لإقامتها ونجحت في ذلك. مع العلم أن اتحاد شرق ووسط أفريقيا ينظم بطولات سنوية لكل من المنتخبات الأولى، ومنتخبات الشباب، والأندية. وتعتبر بطولاته أكثر البطولات الإقليمية انتظاماً في أفريقيا. نقطة أخرى مهمة، الملاحظ أن العلاقات السياسية والاجتماعية بين مصر وباقي دول اتحاد شمال أفريقيا الذي تنتمي له مصر حالياً ممتازة ولا تحتاج للتدعيم، بينما علاقاتها الرياضية معهم يشوبها التوتر في كثير من الأحيان، مما يعني أن المشاركة الرياضية المستمرة مع دول شمال أفريقيا قد تضر بالعلاقات بين مصر وبينها، وعلى العكس تماماً نجد علاقات مصر بدول شرق ووسط افريقيا متوترة سياسياً بسبب أزمة مياه النيل وغيرها بينما العلاقات الرياضية يسودها الاحترام والإخاء مما يعني أن المشاركة الرياضية المستمرة قد تفيد في تمتين الروابط السياسية وإذابة التوتر فيه. وفى النهاية، فقد عرضنا الافكار والمقترحات وعلى كل من بيده قرار او يمكنه المساهمة ان يقوم بدوره المنوط به لنعمل معا لرفعة مصرنا الحبيبة واستعادة مكانتنا الحقيقية بين دول قارتنا الافريقية.