كل شيء قد تغير بعد ثورة25 يناير وتحول إلي النقيض فبالرغم ما حققته الثورة العظيمة من مكاسب أهمها إعادة ثقة المواطن المصري بنفسه واستعادة مصر دورها الإقليمي والعربي إلا أنها قد أحدثت تداعيات خطيرة جلبت علي المواطن نفسه الكثير من المخاوف التي كان يخشي عواقبها وأهما إثارة الفتنة الطائفية والانفلات الأمني والمطالب الفئوية وكل هذه المشاكل مجتمعة لاشك أنها تؤثر علي أي دولة في العالم و تعكس مدي الظروف الصعبة المحيطة بمصر في الوقت الحالي و التي ترتب عليها تباين المواقف والآراء فالسجال القائم بين السلفيين والأقباط والذي بدأ مع قضية كامليا شحاتة أو غيرها ولم ينتهي إلي اليوم ناهيك عن وضع السلفيين أنفسهم أنوفهم في كل كبيرة وصغيرة وكأنهم رسل الهداية والإصلاح في الأرض فان ذلك يعد من تداعيات الثورة فماذا يعني السلفيين إن كانت كامليا اعتنقت الإسلام إن صّح القول أم أنها لا تزال علي معتقدها المسيحي 0 وهل إسلام كامليا عند السلفيين وغيرهم أهم من قضايا سائر الوطن ؟0 والحقيقة إن كان التفكير بهذا المنطق ففيه حماقة وبعدا عن الصواب بالقياس إلي أهمية الحفاظ علي أمن مصر واقتصادها المهددين الآن بالانهيار بسبب هذه الخلافات 0 وأعتقد أن فحوي هذه الخلافات غير المبررة قد ترتب عليها أحداث إمبابة الأخيرة والتي امتدت الي التحرير ثم ماسبيرو ومن قبلهم أطفيح والمقطم و التي راح ضحيتها العشرات من المواطنين وكذلك المئات من الجرحى وجميعهم من المسلمين والمسحيين والتي ترجع روايتها إلي أن السلفيين اعتقدوا أن كامليا قد أسلمت ولذلك تم احتجازها بالكنيسة رغما عنها و الحقيقة أنها لا تزال تعتنق الدين المسيحي بالإضافة إلي قضية أطفيح التي كانت هذه المرة بين مسلمة ومسيحي ونجم عنها هدم الكنيسة وقد تم احتواءها بفضل حصافة الحكماء ومرونة الطرفين حيث تبين أن الحالة فردية وليس فيها تعمد الإساءة إلي المعتقدين 0 غيران التجاذب كان لا يزال قائما بين الفريقين بعيدا عن الكياسة وضبط النفس لذلك استيقظت خلايا الفتن النائمة بين الطائفتين من ثباتها العميق وأذكها فلول النظام البائد بغرض استهداف أمن مصر واستقرارها فكل ما يعنيهم في المقام الأول هو أن تنتشر الفوضى الخلاقة في أرجاء الوطن حتى لو أدي ذلك إلي حرقه وذلك تخوفا منهم من أن تستعيد الجهات المعنية أموال الشعب التي نهبوها من اقتصاد مصر ومواردها عبر السنوات الماضية والتي تعّد بالمليارات وخشية من أن يجدوا أنفسهم ذات يوم في غياهب السجون إلي جانب سادتهم من رؤوس النظام السابق لذلك لم يألوا جهدا في إشعال فتيل الفتنة بين الطائفتين والذي نجم عنه سقوط قتلي وجرحي من الفريقين وعلي كل حال فان دم المصريين غال ولا يصح لأحد من الفريقين إهداره مهما كانت الأسباب فالدين لله والوطن للجميع . ويبقي القرار هنا لسيادة المشير طنطاوي لتفعيل قانون مثيري الشغب ضد من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن حتى تسترد مصر الدولة استقرارها وتعود إليها هيبتها المفقودة .