بخطى مسرعة تقدم الفتى الصغير محمد حامد، ابن محافظة سوهاج أمام الحضور لتقديم كلمة عن تجربته فى برنامج «الغذاء من أجل التعليم». محمد، 12 عاما، مازال يدرس بأحد صفوف المرحلة الابتدائية، وقف يشكر برنامج الأغذية العالمى الذى يطبق أحد برامجه، المسمى «الغذاء من أجل التعليم»، والذى يتيح للتلاميذ من أقران محمد، الذين لم يحالفهم الحظ للالتحاق بالتعليم، أو تسربوا منه نتيجة الظروف المعيشية أن يذهبوا للمدارس من نوع خاص، هى المدارس المجتمعية أعدت من أجل هؤلاء الأطفال، ولكن التحاق الأطفال بهذه المدارس يشترط على أولياء أمور هم أن تبلغ نسبة حضور الطفل 80% فى الفصل الدراسى الواحد، وفى مقابل تنفيذ هذا الشرط يحصل أولياء الأمور على مكافأة تتمثل فى وجبة البسكويت المعد بطريقة خاصة، يحتوى على مجموعة من الفيتامينات اللازمة لنمو الأطفال فى هذا العمر، لتغطى 25% من الاحتياجات الغذائية اليومية للطفل، فضلاً عن جوال يحتوى على 10 كيلو من الأرز شهريا، مزودة بمجموعة من الفيتامينات اللازمة لنمو الأسر التى تعانى من ظروف الفقر. «البسكويت بالنسبة لنا وجبة مهمة، الكثير منا لا يحصل على مصروف يومى من أسرته، والبسكويت يعوضنا عن هذا المصروف» بهذه العبارة حاول محمد أن يشكر القائمين على البرنامج. «البسكويت يشجعنا على الذهاب يومياً إلى المدرسة». الطفل الصغير، لا يكتفى فقط بأن يذكر أهمية البسكويت بالنسبة لطفل فى مثل عمره، بل وقف يؤكد أهمية الأرز الذى تحصل عليه أسرته شهرياً بفضل التزامها بذهابه إلى المدرسة يومياً. «10 كيلو أرز تكلف الأسرة أكثر من 50 جنيها شهرياً، وهو مبلغ كبير لكثير من الأسر» يضيف الفتى الصغير. يقول محمد إنه بفضل وجود هذا البرنامج تمكن من الذهاب إلى المدرسة، وكان من الممكن أن يكون مصيره الذهاب للعمل من أجل مساعدة الأسرة. وقد بدأ برنامج الأغذية العالمى مشروع «الغذاء من أجل التعليم» فى سوهاج عام 2007 بالشراكة مع مبادرة «طموح للتعليم» التى تمولها إحدى الشركات، التى تخصص هذا العام 200 ألف دولار لتقديم الوجبة الدراسية لنحو 2600 طفل، فى 84 مدرسة فى مراكز دار السلام، وجهينة، وساقلتة، بالمحافظة بالإضافة إلى تقديم الأرز الذى يستفيد منه نحو 13 ألف شخص. وسوف يتم التوسع فى المشروع من خلال شركة أخرى للصناعات الغذائية، لرعاية 30 مدرسة جديدة سيستفيد منها 465 طفلا آخر فى المحافظة، التى تعد من أفقر محافظات الصعيد. محمد الصغير، الذى وقف مفتخراً بأنه أحد المستفيدين من هذا البرنامج دعا المزيد من الشركات للمشاركة فى هذا البرنامج ليستفيد منه أكبر قدر من الأطفال المحرومين من التعليم.