نادرا ما نسمع أن نجوم هوليوود يتصارعون من أجل العمل مع أحد المخرجين، ولكن هذا هو ما يحدث بالفعل مع المخرج الأمريكى تيرينس ماليك لأنه استطاع رغم قلة أعماله، التى لم تتخط خمسة أفلام فى 38 عاما أن يحقق نجاحا لم يستطع نظراؤه من المخرجين أن يحققه وربما بعد قائمة طويلة من الأعمال السينمائية مما وضع الكثيرين فى حيرة، وأصبح الكل يترقب أعماله، التى دائما توجد جوا من الغموض والجدل، وهذا هو ما أراد منظمو مهرجان كان الحصول عليه بعرض فيلمه الأخير «شجرة الحياة» فى المسابقة الرسمية لينافس على جائزة السعفة الذهبية. ويشير نجوم العمل الذى يضم براد بيت وشون بن وفيونا شو وجيسيكا شستاينالى أن الفيلم يتحدث عن كل شىء فى الحياة فهو يدور فى فترة الخمسينيات حول أسرة بها ثلاثة أطفال أكبرهم هو جاك، وكانت الحياة بالنسبة له جميلة فى أبهى صورها، حيث يعيش وسط أسرة رائعة فالأم بالنسبة له هى رمز للحب والحنان بينما الأب ويلعبه النجم براد بيت يحاول تعليمه كيف يعيش وسط العالم ويراعى مصالحه ولكن تنقلب الأمور إلى صورة سوداء عندما يختبر جاك أول تجاربه مع المرض والمعاناة والموت فيتحول العالم أمامه إلى مكان يصعب العيش فيه. ويكبر الطفل ويشعر أن روحه تائه فى العالم الحديث ولكنه يحاول مسامحة والده ويغفر له ليأخذ بعد ذلك خطواته الأولى فى الحياة وتنتهى القصة بزرع الأمل من جديد وتسليط الضوء على الجمال والمتعة فى كل شىء حول جاك. ويعرف عن تيرينس ماليك أنه لا يحب التحدث والظهور الإعلامى إلا قليلا وقد فضل التحدث عن فيلمه بعد أن يراه الجمهور والنقاد ليكون الحديث عنه ذا قيمة، ولكن وعلى الرغم من التكتم الشديد عن أى تفاصيل لكواليس العمل فى حوارات النجوم المشاركين فى الفيلم إلا أنهم أجمعوا أن العمل مع هذا المخرج هو معجزة لأنه يتيح الفرصة للجميع وفى نفس الوقت يحتفظ بما يريده فى خياله ليجمع فى النهاية بين إبداع الممثل ورؤيته الإخراجية للعمل، يقول النقاد عن أعماله إنه دائما يفضل أن تضم أعماله نظرية ما ولكن فى قالب شعرى تشعر أنه عمل يجمع بين الرمزية والخيال والحقيقة وهو ما يميزه كمخرج، سيعرض الفيلم يوم الاثنين المقبل. وقد رشح هذا المخرج لجائزة أفضل مخرج فى مهرجان كان عن فيلمه «أيام من الجنة» عام 1978 ورشح لجائزة السعفة الذهبية عن نفس الفيلم، كما رشح لجائزتى الأوسكار كأفضل مخرج وأفضل كاتب سيناريو معدل عن فيلمه «الخط الرفيع الأحمر» عام 1999، كما فاز بجائزة الدب الذهبى عن نفس الفيلم فى مهرجان برلين السينمائى.