«أن أكون مستورا»، ثم «أتمتع بصحة جيدة» هى الأحلام التى يتمنى المصريون تحقيقها فى المستقبل، والحصول على مياه نظيفة ومجارى عمومية هى أقصى خدمات يطمح المصرى فى الحصول عليها، وفقا للدراسة التى أجراها المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية بالتعاون مع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار وحملت عنوان «بماذا يحلم المصريون؟»، على عينة قوامها 3000 مواطن من 20 محافظة، معظمهم من الطبقة الوسطى. أما الطريقة التى يعتمد عليها 77.7% ممن شملتهم الدراسة لتحقيق أحلامهم هى «سايبها على الله»، بينما ترى نسبة لا تتعدى ال31.8% أن الاعتماد على أنفسهم لتحقيق أحلامهم هى الطريقة المثلى لتحقيق أحلامهم، والدور الذى يتمنى 66.8% من المصريين القيام به مع غيرهم، هو «المساعدة فى حل مشكلات الناس». والأمر الذى أثار تعجب كثير من الحضور والذى كان من بينهم د.على المصيلحى، وزير التضامن الاجتماعى، وعبدالعزيز حجازى، رئيس وزراء مصر الأسبق، وصفى الدين خربوش، رئيس المجلس القومى للشباب، أثناء الجلسة الختامية لمؤتمر المواطنة والمسئولية الاجتماعية فى المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، هو ما أظهرته الدراسة من أن غالبية المواطنين لا يحلمون بأن يكون لهم أى منصب فى المستقبل، ولم تتعد نسبة من يحلمون بأن يكونوا «رئيسا للجمهورية» سوى ال1.5%، ويرى من يحلمون بتولى مناصب سيادية فى المستقبل أن سبيلهم لتحقيق هدفهم هو «توسيع دائرة علاقاتهم» بالمرتبة الأولى، ثم «استكمال دراستهم». وفى ظل الأزمة المالية العالمية التى تعانى منها كثير من الدول، وفى ظل انتشار ظاهرة الهجرة غير الشرعية فى الآونة الأخيرة فى مصر إلا أن نسبة من يحلمون بالهجرة إلى الخارج كانت قليلة جدا مقارنة بنسبة من يفضلون العمل فى مصر والذين مثلوا 82.2% من عينة الدراسة، كما تمنى من أجريت عليهم الدراسة أن يعمل أبناؤهم فى مصر وفى الحكومة بالدرجة الأولى لأنهم يرون «أن فيها أمانا وظيفيا»، بينما اختار الذين يفضلون الهجرة دول الخليج لتوافر فرص العمل فيها. وعن الأسرة وأحلامها، أشارت الدراسة إلى أن ما يقرب من 64% من المصريين يحلمون بتكوين أسرة ممتدة، ويتمنون الاستقرار فى حياتهم، وفيما يتعلق بتعليم الأبناء أظهر غالبية المواطنين ميلهم لحصول أبنائهم على التعليم الحكومى لا لشىء سوى أنه «على قد فلوسهم». وأشارت الدراسة إلى تفاؤل المصريين بمستقبل مصر، حيث أبدى 69.2% أملهم فى تغيير مصر للأحسن، بسبب اقتناعهم بوجود تحسن فى الاقتصاد، وتطور ديمقراطى، أما من كان أملهم ضعيفا فى تحقيق مستقبل أفضل لمصر رأوا أن هناك أسبابا لذلك أولها ارتفاع الأسعار ثم زيادة معدلات البطالة، ويليه التراجع المستمر للاقتصاد، وبالتالى كانت أولى المشكلات التى تمنوا أن تعطيها الحكومة أولوية فى المستقبل، البطالة، فالغلاء ثم الرعاية الصحية. وبسؤال المواطنين بالحلم الذين يتمنون تحقيقه لمصر احتل تحسن الاقتصاد المرتبة الأولى فى أحلامهم، ثم حل مشكلة البطالة، فتحقيق الاستقرار السياسى، واعتبروا أن الوسائل التى تمكن مصر من تحقيق ذلك، التعليم الجيد، فامتلاك الاقتصاد القوى ثم الجدية فى العمل. وعن علاقة مصر بإسرائيل أظهرت الدراسة أن 71.1% من المصريين يتمنون استمرار السلام بين البلدين، ما بدا متناقضا مع نسبة من تمنوا للشعب الفلسطينى «إزالة دولة إسرائيل عشان الحق يرجع لأصحابه» والذى كانت نسبتهم 58.1%. وعلى مستوى علاقة مصر مع العرب تمنى 61.9% ممن شملتهم الدراسة أن تقوم مصر بتوحيد العرب فى دولة واحدة، فى حين يتمنى 38.8% منهم أن تكون علاقة مصر بأمريكا «هى كده كويسة»، وتمنى غالبية المصريين أن يعم السلام شعوب العالم. وفى نهاية المؤتمر ناشد عبدالعزيز حجازى، رئيس الجمهورية لعقد لجنة قومية تدرس التطور الذى حدث فى المجتمع المصرى ولكن لابد أن يكون لدينا منهج وهوية قومية.