تعهد شيخ الجامع الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، "بعدم ملاحقة" قادة الاعتصام الذي شهدته محافظة قنا، في أعقاب تعيين اللواء عماد ميخائيل، محافظا للقطر، وكانت قنا شهدت احتجاجات واسعة تسببت في تعطيل خطوط المواصلات علي طرق جنوب الصعيد، والتي انتهت بقرار لرئيس الوزراء، يقضي بتجميد عمل المحافظ الجديد، وتكليف سكرتير عام المحافظة بمهامه، ما أعاد الحياة إلى طبيعتها من جديد. والتقى الطيب مساء أمس الثلاثاء، بعدد كبير من كبار عائلات وقبائل قنا، وممثلين عن الأقباط من القساوسة، والذين زاروه في ساحة الشيخ الطيب بقريته القرنة غرب الأقصر. وقال أهالي قنا الذين حضروا اللقاء "إن الطيب كان السبب الرئيسي في حل الأزمة، ولكن في الخفاء دون أن يخرج للإعلام ويذكر ذلك"، وطالب الحاضرون من قساوسة ومشايخ القبائل من الطيب التعهد بعدم ملاحقة قادة الاعتصام من الشباب، وهو ما وعد الطيب بالتوسط لتحقيقه، مؤكدا أن "عدم الملاحقة" كان شرطة للتدخل وحل الأزمة. وقال الطيب "ما حدث في قنا، ليس مرتبطا على الإطلاق بديانة المحافظ وكونه قبطيا؛ لأن الإسلام منفتح على المسيحية إلى أبعد الحدود، ويحثنا على التعاون مع الأقباط، والدليل على ذلك أن المحافظ السابق لقنا (مجدي أيوب) لم يلق أي اعتراض من المواطنين لكونه قبطيا، ولكن ما مرت به قنا من فشل للتجربة السابقة جعل المسيحيين يرفضون المحافظ الجديد قبل المسلمين"، وهو المعنى الذي أكد عليه القص بيشوي وكيل مطرانية قنا، وقال "ما حدث ليس فتنة طائفية ولا أقول إن هناك فتنة في قنا، ولكن هي أحداث تعكر الصفو من حين لآخر، ونحن كمسيحيين كنا أول المعترضين على تعيين محافظ مسيحي جديد لقنا لما عانيناه في السنين السابقة من تجربة مجدي أيوب". وطلب القمص موسى بولس، وكيل كنيسة دندرة بقنا من الشيخ الطيب أن "يحث بعض خطباء المساجد، وهم قلة، على عدم التحريض على العداوة والبغضاء بين المسلمين والأقباط". وألقى شيخ الأزهر باللوم علي الحكومة المصرية "اختيارها محافظا قبطيا للمرة الثانية على التوالي، دون أن يسمعوا لرفض القناوية له حتى قبل أن يؤدى اليمين"، وقال "كان يجب فض المشكلة في وقتها، قبل أن يفرضوه عليهم متجاهلين مطالب الشعب"، وعاتب أهالي قنا في الوقت نفسه قائلاً "كان يجب أن يتعاملوا مع الأزمة من خلال الخلق الإسلامي السمح، وكان أولى أن يستقبلوا المحافظ الذي لا يرغبونه ليعطوه الفرصة، ويحكموا عليه بعد مشاهدة تصرفاته وماذا سيفعل". ودعا الطيب أهالي قنا إلى "رد الجميل للقوات المسلحة والحكومة الرشيدة التي نزلت علي رغبة القناوية وجمدت نشاط المحافظ، وذلك عملا بمبدأ إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها"، مضيفا "بادر المجلس الأعلى والحكومة بتحقيق مطلبكم، فلا بد أن تشكروهم".