البرادعى يكشف عن صفحات من دفتر الأسرار

تفاصيل لقاءات ومباحثات سرية، وفصول من جولات قضاها المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعى بين أركان العالم، بحثا عن حلول سلمية لملفات نووية شائكة، منها العراق وإيران وكوريا الشمالية، يرويها البرادعى فى كتابه «زمن الخداع» الذى صدر أمس فى نسخته الانجليزية ويصدر خلال أيام قليلة فى نسخته العربية، عن دار الشروق، ضمن 20 لغة أخرى.
«زمن الخداع» الذى يقع فى نحو 400 صفحة من القطع المتوسط، لا يمثل مذكرات بالمعنى التقليدى للكلمة، كما أنه ليس بعيدا عن تجارب مؤلفه، وإنما هو مزيج بين الاثنين، تتآلف فيه الوقائع مع الآراء والتحليلات، لتكشف عن دهاليز قرارات السياسة الدولية فيما يتعلق بواحدة من أكثر قضايا الأمن والسلم الدولى حساسية وهى القدرات النووية، خاصة العسكرى منها، فى فصلين عن العراق وثلاثة فصول عن إيران واثنين عن كوريا الشمالية وفصول خمسة أخرى تتناول تطورات الشأن النووى، أو حتى الطموح بل ربما الادعاء النووى، فى ليبيا ومصر وسوريا وإسرائيل والهند وباكستان يشرح البرادعى لقارئ «زمن الخداع» تفاصيل غامضة أو ملتبسة حول ما نشرته الصحف عن تطورات هذه القضايا فيما يزيد عن عقد من زمن، ترأس خلالها البرادعى الوكالة الدولية للطاقة الذرية وكرم العالم جهده بمنحه جائزة نوبل للسلام مع الوكالة التى يترأسها فى 2005.
يتحدث البرادعى عن لقاءات جمعته مع رئيس مصر السابق حسنى مبارك وبعض من معاونيه، وأخرى جمعته مع معمر القذافى وآرييل شارون وأحمدى نجاد، ويقارن بدقة حتى وإن رفض المباشرة بين تجارب دول حققت شيئا قليلا أو كثيرا من النهضة لأبناء شعوبها، وأخرى بقيت الشعوب فيها فقيرة ومحرومة بل وذليلة لتكون رهينة لحكامها الذين يتخذون قراراتهم استنادا إلى نزوات غير مفهومة أو أهواء سياسية ترتبط بديمومة الحكم أو توريثه، يتيح «زمن الخداع» لقارئه أن يقرر مدى جهوزية مصر أو عدمها لتشغيل مفاعل نووى سلمى، والفرق بين عملية اتخاذ القرار فى إسرائيل وإيران، وبين العملية ذاتها فى دول عربية زعم رؤساؤها القيادة فجلبوا لأنفسهم وشعوبهم الخراب والفشل.
وستنشر «الشروق» قريبًا حلقات من «زمن الخداع».