مانشستر يونايتد .. من محطة قطارات إلى أشهر ناد في العالم

لم يكن عمال السكك الحديدية البسطاء في محطة نيوتن هيث بمدينة مانشستر الصناعية الإنجليزية يعرفون أنهم عند تأسيسهم لناد رياضي يحمل اسم هذه المحطة نفسها "نيوتن هيث" في عام 1878 يخلقون قلعة رياضية وحصن عتيد من حصون كرة القدم الإنجليزية والعالمية ، وستصبح مثالا يحتذى به على مستوى العالم ، وناديا يجتذب إليه مشجعين من قارات العالم الست!
بالفعل كانت هذه هي البداية الحقيقية لنادي مانشستر يونايتد أو "رد ديفلز" أي الشياطين الحمر ، أو المان يونايتد كما يطلق عليه الإنجليز اختصارا ، والذي أصبح له جماهير في أوروبا وآسيا وأفريقيا خلال السنوات الماضية ، إلى درجة أن دولا آسيوية تتنافس على نيل شرف استضافة جولة الفريق الترفيهية في كل صيف لمشاهدة نجوم الفريق المفضلين.
ولم يكن حصول مانشستر يونايتد على لقب الدوري الإنجليزي هذا العام مفاجأة ، فهو يحمل اللقب بالفعل ، وهذه هي المرة الثالثة له التي يفوز فيها باللقب ، كما أنه فاز لتوه في نهاية عام 2008 ببطولة العالم للأندية التي أقيمت في اليابان بمشاركة الأهلي المصري ، وتصدر جدول ترتيب الدوري الإنجليزي معظم فترات المسابقة هذا الموسم ، وفريقه يملك أفضل اللاعبين ، وأفضل المدربين ، فماذا ينقصه بعد ليكون بطلا؟!
ولكن إذا تحدثنا عن السر الأساسي وراء فوز مانشستر باللقب سنجد أن المان يونايتد نجح خلال السنوات القليلة الماضية في صنع التوليفة الكاملة التي يمكن أن تصنع النجاح ، فمديره الفني أليكس فيرجسون يعرف جيدا كيف يتعامل مع لاعبيه ، وعلى رأسهم النجوم منهم ، ورأينا كيف تعامل مع ديفيد بيكهام الفتى المدلل في الكرة الإنجليزية قبل عامين ونجح في "تطفيشه" من النادي لمجرد أنه لم يكن يلعب كما يريد هو كمدرب ، ورأينا كيف وبخ الفتى البرتغالي المدلل الآخر "أحسن لاعب في العالم عام 2008" لمجرد أنه شاهد اللاعب يصرخ ويعترض ويلتفت إلى الحكام فور تعرضه لأي محاولة إيذاء من المهاجمين!
وكانت نصيحة فيرجسون له في باديء الأمر أن "يخشوشن" قليلا ، ولكن رونالدو لم يفعل ، وظل يتعامل مع الخصوم والحكام والكرة أيضا بشيء من التعالي ، فما كان من فيرجسون إلا أن وبخه علنا في وسائل الإعلام ، وقال إنه لو لم يتخلص رونالدو من هذه العادة فلن يكون له مكان في التشكيلة الأساسية لمانشستر ، ونجحت هذه السياسة الإنجليزية الخشنة في ترويض رونالدو وتحويله إلى سبب رئيسي وراء فوز المان يونايتد بالدوري هذا الموسم.
ولم يتوقف الأمر عند رونالدو ومن قبله بيكهام ، فالسير الأسكلتندي العجوز لم يقتنع بطريقة لاعبه الأرجنتيني كارلوس تيفيز المنتقل إلى المان يونايتد بعد مشكلة إدارية شهيرة مع وست هام ، وعلى الرغم من إصرار فيرجسون على إشراك هذا اللاعب الموهوب الشهير بلقب "كارليتوس" في أواخر المباريات ، فإن اللاعب كان يملك القدرة على تغيير سير المباريات فور نزوله بالفعل وإحراز الأهداف القاتلة ، ومع ذلك فلم يقتنع فيرجسون بإمكانية استمرار لاعب كهذا يلعب الكرة الأرجنتينية القريبة من كرة الشوارع وسط فريق يلعب الكرة الإنجليزية البحتة ، وبالتالي ، فقد أصبح واضحا حتى من قبل انتهاء الدوري أن تيفيز راحل عن الفريق لا محالة!
وحتى الحارس الهولندي العملاق إدوين فان در سار لم يسلم من "لسان" فيرجسون ، ففي بداية هذا الموسم ، حذره فيرجسون بشدة من أن انخفاض مستواه سيعرضه للجلوس بديلا للحارس بن فوستر ، وأكد له أن اسمه وتاريخه لن يشفعا له ، وبهذا حافظ فان در سار على مستواه قدر المستطاع لظروف اقترابه من الاعتزال ، وقدم موسما من أفضل مواسمه هذا العام في أولد ترافورد ، بينما أصبح واضحا أن بن فوستر هو الآخر سيكون حارسا ذا شأن كبير في الدوري الإنجليزي المقبل بعد أن قدم أوراق اعتماده هذا الموسم في أكثر من مباراة مهمة.
إذن ، فالسبب في تفوق مانشستر هو فيرجسون قبل أن يكون أي لاعب آخر ، فمانشستر فاز بدون بيكهام ، وبدون رونالدو ، وسيفوز بدون تيفيز ، ويفوز في غياب واين روني أحيانا ، وفي غياب ريان جيجز أيضا ، وهو ليس بحاجة أيضا إلى التعاقد مع أسماء رنانة في موسم الانتقالات الصيفية ، صحيح أن فيرجسون لا يحب الاعتماد بشكل كامل على الناشئين مثلما هو الحال بالنسبة للفرنسي أرسين فينجر المدير الفني للأرسنال ، ولكنه نجح بالفعل في تقديم أكثر من موهبة أجاد الدفع بها وسط اللاعبين المخضرمين من أمثال ريان جيجز وبول سكولز وريو فيرديناند ، وعلى رأسهم الإيطالي فريدريكو ماكيدا ، كما أعاد تقديم نجوم آخرين مثل البرازيلي أندرسون والكوري الجنوبي بارك جي سونج.
وإذا جربت أسرة مالكولم جليزر مالكة نادي مانشستر يونايتد ولو من باب التجربة تغيير فيرجسون في يوم من الأيام ، وهو ما لن يحدث ، اللهم إلا إذا أعلن هو اعتزاله التدريب ، فسوف يكون من الصعب للغاية على مانشستر بتشكيلته الحالية تحقيق هذا القدر من الإنجازات بدونه ، حتى وإن ظل هناك رونالدو وروني وبيرباتوف وغيرهم ، فهذه التوليفة هو الذي صنعها ، وهو الذي يعرف كيف تعمل وكيف يحركها ، بدليل أننا نلاحظه هذه الايام يجري عملية الإحلال والتبديل في صفوف الفريق بدون أن يشعر أحد ، لعلمه بأنه لا يجب أن يعتمد أكثر من ذلك على لاعبين فوق الثلاثين من أمثال سكولز وفان در سار وجيجز وغيرهم.
مانشستر في سطور
الإسم بالكامل : نادي مانشستر يونايتد لكرة القدم
اللقب : الشياطين الحمر "رد ديفلز"
تاريخ التأسيس : عام 1878
الاستاد : أولد ترافورد
المدينة : مانشستر
سعة الاستاد : 76 ألف مشاهد
الإسم السابق للنادي : نادي نيوتون هيث
مالك النادي الحالي : مالكولك جليزر
رئيس النادي : جويل وافرام جليزر "أفراد عائلة جليزر المالكة للنادي".
المدير الفني : السير أليكس فيرجسون
أشهر اللاعبين : كريستيانو رونالدو – واين روني – ريان جيجز.
الزي الأساسي : القميص الأحمر والشورت الأبيض والجورب الأسود
الزي الاحتياطي : القميص الأبيض والشورت الأزرق والجورب الأزرق
الزي الأوروبي : الطاقم الأزرق بالكامل
10 مدربين في 77 عاما!
تعاقب على تدريب فريق مانشستر يونايتد عدد قليل للغاية من المدربين يكاد لا يزيد عن عدد مدربي بعض الأندية في دول أخرى في موسمين فقط!
فقد بلغ عدد مدربي مانشستر يونايتد منذ أول أغسطس عام 1932 عشرة مدربين فقط آخرهم السير أليكس فيرجسون الذي يتولى المهمة منذ تاريخ 6 فبراير 1986!
وفيما يلي قائمة بأسماء آخر عشرة مدربين في تاريخ المان يونايتد :
من أول أغسطس 1932 إلى نوفمبر 1937 : سكوت دنكان
من 9 نوفمبر 1937 إلى 15 فبراير 1945 : والتر كريكمان
من 15 فبراير 1945 إلى 11 أغسطس 1969 : مات بيسبي
من فبراير 1958 إلى يونيو 1958 : جيمي ميرفي
من 11 أغسطس 1969 إلى 29 ديسمبر 1970 : ويلف ماك جوينس
من 29 ديسمبر 1970 إلى 8 يونيو 1971 : مات بيسبي
من 8 يونيو 1971 إلى 19 ديسمبر 1972 : فرانك أوفاريل
من 22 ديسمبر 1972 إلى 4 يوليو 1977 : تومي دوكيرتي
من 14 يوليو 1977 إلى 30 أبريل 1980 : ديف سيكستون
من 9 يونيو 1981 إلى 4 نوفمبر 1986 : رون أتكينسون
من 6 نوفمبر 1986 إلى الآن : أليكس فيرجسون
منتخب عالم!
يعتبر فريق مانشستر يونايتد بمثابة "منتخب عالم" ، حيث يضم بين صفوفه مجموعة من أفضل نجوم العالم ، إضافة إلى اللاعبين الأساسيين في منتخب إنجلترا.
ومن بين تشكيلة المان يونايتد التي أنهى بها الموسم الحالي يوجد من اللاعبين:
9 إنجليز : جاري نيفيل ، ريو فيرديناند ، أوين هيرجريفيز ، ويس براون ، واين روني ، بين فوستر ، مايكل كاريك ، بول سكولز ، جوني إيفانز.
برتغاليان : كريستيانو رونالدو - ناني
آيرلندي : جون أوشيه
هولندي : إدوين فان در سار
ويلزي : ريان جيجز
أسكتلندي : دارين فليتشر
كوري جنوبي : بارك جي سونج
فرنسي : باتريس إيفرا
أرجنتيني : كارلوس تيفيز
بلغاري : ديميتار بيرباتوف
برازيلي : أندرسون
صربي : نيمانيا فيديتش
آخر 10 أبطال للدوري الإنجليزي
2000 : مانشستر يونايتد
2001 : مانشستر يونايتد
2002 : الأرسنال
2003 : مانشستر يونايتد
2004 : الأرسنال
2005 : تشيلسي
2006 : تشيلسي
2007 : مانشستر يونايتد
2008 : مانشستر يونايتد
2009 : مانشستر يونايتد
البطولات
الدوري الإنجليزي : 11 مرات ، آخرها عام 2009.
كأس الاتحاد الإنجليزي : 11 مرة آخرها عام 2004.
كأس الرابطة الإنجليزية : 3 مرات آخرها عام 2009
بطولة الدرع الخيرية : 17 مرة آخرها عام 2008.
دوري أبطال أوروبا : ثلاث مرات أعوام 1968 و1999 و2008 ، ويمكن أن تضاف إليها بطولة العام الحالي 2009.
كأس السوبر الأوروبية : مرة واحدة عام 1991.
كأس الإنتركونتننتال لأندية العالم : مرتان في عامي 1999 و2008.