اقترح رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان على وفدي حركتي فتح وحماس المجتمعين في القاهرة توقيع اتفاق للمصالحة الوطنية الفلسطينية خلال الجولة المقبلة للحوار التي ستحدد مصر موعدها، بحسب ما ذكرت يوم الأحد وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية. ونقلت الوكالة عن مسئول مصري لم تذكر اسمه إن سليمان اقترح خلال لقاء ليل السبت الاحد مع وفدي الحركتين أن "تكون الجولة القادمة مخصصة لإعلان الإتفاق عن إنهاء الإنقسام". وأضاف المسئول أن "الحوار الفلسطينى دخل فى مراحله النهائية ومن المتوقع ان يتم الإعلان عن توقيع الإتفاق فى القاهرة فى موعد سيحدد خلال الأسابيع القادمة". واكد هذا المسؤول ان "مصر تسير بخطوات متأنية ومدروسة من أجل التوصل الى اتفاق يدوم ويعيش لان أي إتفاق يوقع دون مناقشة كافة التفاصيل الدقيقة والاتفاق عليها مصيره الفشل". وكان الحوار الفلسطيني اطلق في مؤتمر موسع بمشاركة 13 فصيلا في فبراير الماضي قبل ان يتحول الى جلسات ثنائية بين فتح وحماس. وتعد الجولة الحالية التي بدأت السبت الجولة الخامسة للحوار الذي يفترض ان يفضي الى اتفاق على انهاء حالة الانقسام التي تشهدها الاراضي الفلسطينية منذ سيطرة حركة حماس بالقوة على قطاع غزة في منتصف يونيو 2007. ونقلت الوكالة المصرية عن عضو وفد فتح الى الحوار رئيس كتلة الحركة في المجلس التشريعي الفلسطيني عزام الاحمد ان المناقشات خلال الجولة الخامسة للحوار التي بدات السبت تناولت "نظام الانتخابات وتشكيل قوة امنية مشتركة خلال الفترة الانتقالية" الى حين اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية وفقا لما تم الاتفاق عليه في يناير 2010. واوضح الاحمد ان هذه القوة المشتركة يفترض ان تشكل من "عناصر الامن الخاضعة لاشراف حماس (في غزة) وعناصر وقادة الاجهزة الامنية الرسمية". واكد ان النقطة الثالثة الى شملتها المحادثات هي الاقتراح المصري الخاص بتشكيل "لجنة فصائلية" وتم بحث "إطارها القانوني وتشكيلتها ومرجعيتها والاتفاق على مهامها، وهذه النقطة يجب أن تخضع لنقاش تفصيلي للاتفاق عليها". ويفترض ان تتولى هذه اللجنة التنسيق بين حكومتي رام اللهوغزة وبصفة خاصة في ما يتعلق بعملية اعادة بناء غزة. وكان مسئولون من حركتي فتح وحماس قد أكدوا ان فتح وحماس وافقتا على اقتراح مصري بانشاء هذه اللجنة والتخلي عن فكرة تشكيل حكومة وحدة وطنية لتجاوز عقبة البرنامج السياسي لهذه الحكومة. وتشترط الولاياتالمتحدة مدعومة من الاتحاد الاوروبي للتعامل مع اي حكومة فلسطينية تضم حماس ان تلتزم هذه الحكومة بالشروط الثلاثة للجنة الرباعية الدولية وهي الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف والالتزام بالاتفاقيات الموقعة بين منظمة التحرير واسرائيل. وما زالت حماس ترفض الاعتراف باسرائيل وان كان رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل اعلن مؤخرا موافقته على اقامة دولة فلسطينية في الاراضي التي احتلتها اسرائيل عام 1967 اي في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال الاحمد ان هذه الجولة من الحوار هي "الجولة قبل الاخيرة وستعقد جولة اخيرة في موعد تحدده مصر للاعلان عن الاتفاق وبمشاركة جميع الفصائل الفلسطينية". واكد القيادي في حماس عزت الرشق، بحسب الوكالة المصرية، ان مصر "طرحت بعض المقترحات لتسوية القضايا الخلافية التي لم نتوصل فيها الى توافق وتريد ردا نهائيا وسنتشاور حول هذه المقترحات وسنبلغ مصر بموقفنا". ولم يعرف بعد ما اذا كانت جولة الحوار الحالية ستختتم الاحد كما كان مقررا ام انه سيتم تمديدها.