هناك حقائق لابد وان نطرحها أولا قبل ردنا علي تصريحات المسئولين علي البرنامج النووي المصري علي حادثة اليابان النووية ، والحقائق هي أن التكنولوجيا النووية وتكنولوجيا الفضاء خيار استراتيجي لمصر وأن المشروع النووي المصري " واجب وطني مقدس" ولابد وأن يتكاتف جميع المصريين من أجله ، والمحطات النووية بالنسبة لمصر ليس الغرض منا توليد الكهرباء أو تحلية مياه البحر ولكن الغرض هو نقل التكنولوجيا النووية وتوطينها في مصر ، والتكنولوجيا النووية سوف تؤدي إلي طفرة عملاقة في نهضة مصر الصناعية والزراعية والاقتصادية و .. و.. الخ وستصبح مصر دولة قوية وستتغير نظرة العالم لمصر ، لأننا سنصبح أقوياء فقانون الغاب الذي يحكم العالم هو " القوي يأكل الضعيف " ونود أن نوضح أيضا ونقول أن أي تكنولوجيا لها أضرارها ولها منافعها ، والدول النووية تعلم ذلك وتعلم أضرار المحطات النووية ، ولكن العقل البشري يستطيع أن يسيطر ويروض هذه الطاقة المدمرة للاستفادة منها ، ولكنه يعجز في مواجهتها إذا حدثت كوارث طبيعية مدمرة وكانت خارجة عن حساباته. فقد صرح أحد المسئولين أن " مفاعلات فوكوشيما اليابانية من أقدم المفاعلات على مستوى العالم ، وكان مخطط إيقافها نهائيا عن العمل خلال عام ، بعد انتهاء عمرها الافتراضي المقدر ب 40 عاما ، حيث بنيت في ستينيات القرن الماضي ، وتم تشغيلها في فترة السبعينيات" الرد هذه المفاعلات ليست من أقدم المفاعلات علي مستوي العالم ، لان تكنولوجيا المفاعلات اليابانية مأخوذة من التكنولوجيا الأمريكية وأمريكا تمتلك مفاعلات من نفس النوع وأقدم منها والحادثة لم تكن بسبب قدم عمر المحطة النووية كما أن معايير الأمان النووية علي مستوي العالم دائما في تطوير وتحديث ولو لم تحدث هذه الحادثة لكان عمر المحطة يمتد الي 60 سنة طبقا للخبرات المكتسبة في تطوير وتحديث نظم الأمان ، ونحن نعرف أن اليابان من أشد دول العالم صرامة في إتباع معايير الأمان النووي وده نتيجة طبيعة وثقافة شعبها وأيضا لكونها جزيرة بها زلزال وبراكين وتوسونامي فجميع المحطات النووية اليابانية مصممة لمواجهة الزلازل والتوسونامي . كما صرح أن "مجموعة عوامل خارجة عن نطاق التشغيل والتصميم أدت إلى التسرب الإشعاعي من مفاعلات فوكوشيما إثر تعرضها للزلزال وتسونامى لم يحدثا من قبل ، فبالإضافة إلى أن هذه المفاعلات من أقدم الأنواع وهى مفاعلات الماء المغلي" الرد سواء كان نوع المفاعل ماء مغلي أو ماء مضغوط ، فالحادثة لم تؤثر علي المفاعل النووي نفسه مباشرة والمفاعل بمجرد إحساسه بالزلزال توقف عن العمل ، والمحطة كانت مصممة علي مقاومة الزلازل وتوسونامي ، ولكن أنت تريد وأنا اريد والله يفعل ما يريد ، وإنما الحادثة نتجت عن توقف طلمبات التبريد نتيجة توقف مولدات القوي الكهربائية بعد ساعة من وقوع الحادثة وكانت هي المصدر الأخير لإمداد طلمبات التبريد بالقوي الكهربائية بعد انقطاع كهرباء المفاعل نتيجة توقفه عن العمل وانقطاع كهرباء الشبكة الخارجية نتيجة الزلازل ، وهذه أول الدروس المستفادة والمستنتجة نتيجة الحادثة ، كما أن هناك دروس مستفادة أخري سوف تظهر بعد الدراسات المستفيضة للحادثة ، ولابد وان ننتظر حتى نعرف المزيد. وهناك تصريح مفاده أن "المحطة النووية المصرية ستكون من الجيل الثالث ذاتية الأمان" الرد الكمال لله وحده ، ولا يستطيع الإنسان التنبؤ بالغيب وبالتالي لا يستطيع التنبؤ بالأحداث الغير منظورة والتي لم تحدث من قبل ولم تراعي في تصميمات أنظمة الأمان للمحطة النووية ، وبالتالي فأن تصميم منظومة الأمان للمحطة النووية للجيل الثالث لن يتضمن خطط لمواجهة هذه الحوادث حين حدوثها ، معايير الأمان النووي ستتغير نتيجة هذه الحادثة بما فيها معايير الأمان للجيل الثالث ويجب الآخذ بهذه التعديلات ومعايير الأمان للجيل الثالث ستتغير حين حدوث حادثة في محطة من الجيل الثالث لا قدر الله ، المحطات النووية من النوع الجيل الثالث ليس لها سجل خدمة كافي يتيح لنا الحكم عليها وبالتالي الحكم علي الجيل الثالث يأتي من تجارب التشغيل والصيانة والحوادث. وأحب أن اختم الحديث وأقول انه من المهم والأهم أن نكون مستعدين لهذا العمل الضخم بتوفير كوادر متميزة ومتخصصة تستطيع أن تتحمل المسئولية الكاملة لهذا المشروع القومي لأنني أعلم جيدا أن 95% من العاملين في هيئة المحطات النووية لا يصلحوا للعمل في مشروع المحطة النووية. دكتور مهندس / علي عبد النبي نائب رئيس هيئة المحطات النووية (سابقا) تليفون 0109296678