تبدأ اليوم فاعليات مهرجان «كان» السينمائى الدولى بمدينة كان المطلة على الساحل اللازوردى فى فرنسا ويشهد هذا العام مشاركات دولية ضخمة من جميع أنحاء العالم، وحضورا قويا لأشهر الممثلين والمخرجين وصناع السينما فى العالم، إلى جانب الوسائل الإعلامية من صحفيين وشبكات تليفزيونية من مختلف الدول. وتستمر فاعليات المهرجان لمدة أسبوعين تقريبا من 13 إلى 24 مايو، وتتنوع جوائزها فهناك الجائزة الكبرى «جائزة السعفة الذهبية» (التى يتنافس عليها عشرون فيلما) و«جائزة نظرة خاصة» و«جائزة الكاميرا الذهبية» و«جائزة أفضل ممثل وممثلة» و«أفضل مخرج» و«أفضل سيناريو» و«جائزة لجنة التحكيم الخاصة»، وهناك جوائز مستقلة منها «جائزة النقاد السينمائيين الدوليين» وجائزة النقاد العالميين. وللأفلام القصيرة نصيب من الجوائز «جائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم قصير»، ويتميز مهرجان «كان» بأنه يشجع الشباب على العمل السينمائى ويفتح لهم أبوابه لتقديم أفلام قصيرة أو طويلة تتنافس فيما بينها ضمن فاعليات «هيئة السينما» ولا ينسى المهرجان التراث السينمائى القديم ويعرض «الكلاسيكيات السينمائية» ولكن بشكل معدل، وأخيرا «سوق الأفلام» وهو يعتبر من أهم جوانب المهرجان، حيث يجذب إليه صناع السينما وشركات الإنتاج والتوزيع من جميع أنحاء العالم. وهذا العام تؤكد جميع وسائل الإعلام أن الصراع سيكون على أشده حيث يضم المهرجان عودة كبار السينمائيين الذين لهم تاريخ مع جوائز «كان» فى السنوات الماضية ومنهم الإسبانى بيدور ألمودوفار بفيلم «العناق الكسير»،والدنماركى «لارس فون تراير» بفيلم «المسيح الدجال»، والبريطانى «كين لوتش» بفيلم «البحث عن إريك»، والنيوزلندية «جين كامبيون» بفيلم «النجمة المتلألئة»، والأمريكى «كونتين تارنتينو» بفيلم «الأوغاد». كما يعرض المهرجان فيلم «النبى» إخراج جاكوس أوديارد ، و«الوقت المتبقى» للفلسطينى «إيليا سليمان» وغيرها من الأعمال لمخرجين متميزين حفروا تاريخهم فى السينما العالمية والآن هم يقفون فى صف واحد متنافسين فى مهرجان واحد. وتذخر لجنة التحكيم بأسماء كبيرة أيضا فتضم الكاتب البريطانى هانيف قيوريشى، والمخرج جيمس جراى، والممثلتين روبن رايت بين وشو كى والممثلة آسيا أرجينتو، المخرج نورى بيلجى، المخرج لى شانج دونج لى والممثلة شارميلا تاجورى ويترأس اللجنة الممثلة الفرنسية إيزابيلا هوبير التى أعلنت أنها مستعدة تماما لبدء المهرجان وعبرت عن سعادتها لتواجدها ضمن المسئولين عنه حيث إن «كان» يمثل حالة عشق عاشتها طوال حياتها حتى قبل أن تكون جزءا منه. وبعد عرض فيلم الافتتاح «فوق» اليوم تبدأ فاعليات المسابقة الرسمية يوم الخميس بالفيلم البريطانى «حمى الربيع» ويتناول حب مثلى الجنس من إخراج لو يى وفيلم «فيش تانك» للبريطانية أندريا أرنولد ثم بالتوالى فيلم «نجمة ساطعة» للمخرجة جاين كامبيون، وفيلم «عطش» للكورى بارك شان ووك، وفيلم «انتقام» للمخرج جونى تو، وفيلم «الفزع فجأة»، ثم «البحث عن إريك» ويعرض خارج المنافسة فيلم «تخيل الدكتور بارناسيوس» للممثل الأسترالى الراحل هيث ليدجر وجونى ديب وكولين فاريل و جود لو وهو من إخراج تيرى جيليام. ويبدو أن المهرجان تأثر هذا العام بالأزمة المالية ولم يتم الإعلان عن أى حفلات فاخرة أو فاعليات ترويجية التى كانت تنفق عليها الكثير من الأموال فى الأعوام الماضية. كما قامت مجلة فانيتى بإلغاء الحفل السنوى الذى كانت تقيمه على هامش المهرجان وصرح أحد مسئولى المهرجان فيليب ترومبيتا «نحن نعانى هذا العام من انخفاض شديد فى العملاء أصحاب الشركات الدعائية وانخفاض فى الميزانيات فقد واجهتنا صعوبة فى إبرام عقود دعائية للمهرجان وذلك بسبب عدم قدرة الشركات الآن على تحمل مثل هذه التكاليف الباهظة كما كانت تفعل فى الماضى» ولكن لن يفقد المهرجان بريقه السينمائى وستكون الاحتفالية اليوم من أجمل ليالى «كان» خاصة فى ظل تواجد هذا العدد من النجوم المشاركين أمثال براد بيت، بينلوبى كروز، جونى هاليداى، إريك كانتونا ومونيكا بيلوتشى وغيرهم من النجوم من جميع أنحاء العالم ومازالت هناك مفاجآت لم يتم الإعلان عنها بعد وستكشف خلال الافتتاح الليلة.