فى أول مؤتمر علنى لها أقامت جماعة الإخوان المسلمين مؤتمرا ضخما بقاعة مؤتمرات الأزهر بمدينة نصر مساء أمس الأول تحت شعار «شعب يتحرر ووطن ينهض» للاحتفال بالإفراج عن خيرت الشاطر نائب مرشد الجماعة والقيادى الإخوانى حسن مالك. حضر الحفل معظم قيادات الجماعة وأعضاء مكتب إرشادها، وعدد كبير من الشخصيات العامة منهم حمدين صباحى وجورج اسحق ومصطفى بكرى، ومصطفى الفقى، ورموز دينية إسلامية ومسيحية. وقال محمد بديع مرشد الجماعة «إن الله خلق الإنسان حرا وكرمه، واليوم رد الله للمصريين كرامتهم وحريتهم ولن نقبل ذلا بعد اليوم»، داعيا الشعب المصرى إلى الحفاظ على كرامته وحريته ووحدته وعلى روح ثورة 25 يناير. واعتبر بديع أن ميدان التحرير رسم الوجه الحقيقى لمصر وألف بين قلوب الجميع مسلمين ومسيحيين فقراء وأغنياء، وقال «لقد كان المسيحى يحمى المسلم أثناء الصلاة ويصب له الماء ليتوضأ، ولا تمييز بين فقير وغنى، محذرا من المتربصين بالثورة والذين يحاولون سرقة فرحتها ويحاولون تقبيح وجه مصر بإشعال الفتن. وأضاف مرشد الجماعة أن نظام مبارك أراد إحداث وقيعة بين الإخوان والجيش، بتحويل المسجونين من الإخوان للمحاكم العسكرية، وتحمل الإخوان ظلم المحاكم العسكرية وبقى حبهم للجيش وثقتهم فيه. من جانبه، كشف خيرت الشاطر نائب المرشد أنه يدرس مع عدد من رجال الأعمال من داخل الجماعة وخارجها إنشاء صندوق أهلى لدعم وتنمية الاقتصاد المصرى والمساهمة فى حل الأزمة الاقتصادية وحل مشكلة البطالة، كما يبحث إنشاء صندوق آخر لدعم أسر شهداء الثورة. ووصف الشاطر الإفراج عنه وعن المعتقلين وحبس حبيب العادلى وأحمد عز والمغربى وجرانة وغيرهم من رموز النظام السابق فى نفس السجن الذى كان محبوسا فيه، بأنه آية من آيات الله. وقال الدكتور حسن الشافعى الذى حضر ممثلا عن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، «إنه يجب الاحتفال بمصر والأمة العربية وليس الاحتفال فقط برجلين»، وأضاف موجها كلامه للشاطر «ألا يكفيك أن تستقبلك مصر الحرة، فالناس تتلقاهم أهاليهم على أبواب السجون أما أنت فقد استقبلك وطن بأسره». وأكد الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر أنه لا يزال أمام الثورة الكثير ومازال هناك ما يخيف، «مقار الحزب الوطنى المسروقة من أموال الشعب، كما أن هناك أكثر من 50 ألف يد تعبث بمقادير البلاد فيما تسمى بالمجالس المحلية»، مطالبا بعدم إجراء أى انتخابات حتى تستقر الأوضاع وتعود النقابات وتكثر مساحة الاختيار أمامنا. أما القمص ميخائيل جرجس الذى حضر الاحتفال ممثلا عن الكنيسة فقال، جئنا لنشارككم فرحتكم العارمة ونفرح معكم بنجاح الثورة البيضاء المباركة، مشددا على عدم وجود «فتنة طائفية» بين المسلمين والمسيحيين، وأضاف أن السحابة السوداء التى ظهرت فى سماء أطفيح أرادت أن تعكر صفو هذه الإخوة وجمال الوحدة، ولكن تدخل العقلاء والحكماء تصدى لها وأطفأ نار الفتنة، مرددا «يحيا الهلال مع الصليب» و«مسلم مسيحى إيد واحدة».