عاش سكان العاصمة اليابانية حالة من الارتباك وعدم التيقن، اليوم الاثنين، بشأن إمدادات الغذاء والطاقة في أعقاب الزلزال المدمر الذي هز اليابان يوم الجمعة، وأمواج المد العاتية التي تبعته، في حين لم تظهر أي بوادر على انحسار الأزمة النووية. وخلت أرفف بعض المتاجر من السلع، وتوقفت الكثير من خطوط القطارات في حين عاد سكان طوكيو إلى العمل بعد عطلة نهاية الأسبوع، التي ارتبطت بصور الدمار الهائل على بعد نحو 240 كيلو مترا إلى الشمال من موقع حدوث الزلزال الذي بلغت قوته 8.9 درجة. ووصف رئيس الوزراء الياباني، ناوتو كان، الأزمة، أمس الأحد، بأنها الأسوأ التي تمر بها اليابان منذ الحرب العالمية الثانية، وقد ازدادت الأجواء قتامة بعد ورود تقارير إخبارية نقلت عن خبراء قولهم، إن هناك احتمالا بنسبة 70% بحدوث هزة أخرى تلحق أضرارا يوم الأربعاء المقبل، وتقرر وقف أكثر من 100 خط للقطارات كليا أو جزئيا اليوم الاثنين. كانت شركة طوكيو إلكتريك باور (تيبكو) ذكرت في وقت سابق، اليوم الاثين، أنها ستضع جدولا لقطع التيار الكهربائي في طوكيو والمدن المحيطة، لتوفير الطاقة في ظل الأزمة بمحطات الطاقة النووية في المناطق المتأثرة بالزلزال. غير أن الشركة لم تقطع التيار الكهربائي في وقت مبكر، كما كان مقررا، ولم تتضح بعد خطط تيبكو لبقية اليوم. ولم يتسن الاتصال بشركة تيبكو لانشغال خطوطها الهاتفية. ونفد مخزون بعض المتاجر من السلع المعلبة والمجهزة، ويرجع هذا جزئيا إلى الصعوبات في النقل والتوصيل، وأيضا إلى إقبال السكان القلقين على شراء كميات كبيرة من السلع. في الوقت نفسه فإنه لا توجد مؤشرات على ذعر في طوكيو، إذ سارت خطوط القطارات الرئيسية وخرجت أعداد كبيرة من الموظفين لشراء الوجبات خلال استراحة الغداء. كان قد تراجع مستوى الماء المبرد في المفاعل رقم 2 بمحطة فوكوشيما النووية اليابانية التي تضررت من الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد، وما أعقبه من أمواج مد عاتية (تسونامي)، نظرا لتعطل نظام التبريد بالمفاعل. كشفت وكالة أنباء "جيجي" اليابانية، اليوم الاثنين، عن انخفاض مستوى سائل التبريد نقلا عن معلومات قدمتها شركة طوكيو اليكتريك باور (تيبيكو) المسؤولة عن تشغيل المفاعل لحكومة مقاطعة فوكوشيما. وجاء تقرير الوكالة بعد ساعات من انفجار هيدروجيني وقع بالمفاعل رقم 3 بالمحطة النووية نفسها، وتضم المحطة النووية في مدينة فوكوشيما، عاصمة المقاطعة، 6 مفاعلات.