عاد الهدوء إلى منطقة منشية ناصر والمقطم وسمعان الخراز، بعد أن طوقت قوات الجيش المنطقة، ومنعت الدخول والخروج منها، عقب مصادمات، أمس الثلاثاء، التي راح ضحيتها 10 قتلى ونحو 100 مصاب، أغلبهم مصابون بطلقات النار الحي. وأفاد شهود عيان بأن عربتين نصف نقل محملتين بالبلطجية كانتا وراء تحول الصدامات بين الأهالي إلى مواجهات بالرصاص الحي، فيما أطلق الجيش وابلاً من الرصاص، في محاولة منه لفض الاشتباكات دون جدوى حتى ساعات متأخرة من فجر اليوم الأربعاء. وأكد نشطاء أقباط من المقطم أن اعتداءات بدأت من جهة بلطجية بمنطقة السيدة عائشة بالسلاح الأبيض، تطورت إلى حرق عربات الكارو الخاصة بجامعي القمامة والاعتداء عليهم، فيما تضامن مسلمو شارع الورشة مع جيرانهم الأقباط، في محاولة لصد هجمات بلطجية منطقة السيدة عائشة، قبل أن يظهر إطلاق النار في المنطقة بشكل كثيف، فيفشل الجميع في التصدي له. وبحسب مصادر طبية بمستشفى القديس سمعان الخراز بقلب المقطم، فإن مسلمي شارع الورشة كانوا المخرج الوحيد الممكن لعربات إسعاف المستشفى وعربات إسعاف القوات المسلحة بعد أن عجز، أو امتنع، الإسعاف المدني الحكومي من الوصول إلى المنطقة. وأضافت المصادر الطبية أن أهالي شارع الورشة حملوا 7 مصابين مسلمين تم التحفظ عليهم من منطقة السيدة عائشة إلى مستشفى الدير الذي أجرى الإسعافات الأولية لهم حتى وصلت عربات إسعاف الجيش، واستلمت 5 منهم بشكل رسمي بتهمة البلطجة، بينما عاد اثنان من مصابي شارع الورشة إلى منازلهم بمجرد تلقيهم الإسعافات بمستشفى الدير. وبحسب مستشفى الكنيسة، فإن الإصابات في الساعات الأولى كانت كلها بالسلاح الأبيض والطوب، إلى أن تحولت فجأة إلى إصابات بالرصاص الحي. إلى هذا وعقد أحد لواءات القوات المسلحة لقاءً مع القمص سمعان، رئيس كنيسة سمعان الخراز، بهدف تهدئة الأوضاع. وتُوفي من المسيحيين في المستشفى 6 بطلق ناري حي.